تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لغة: كلمة التفسير مأخوذة في لغة العرب من قولهم: " الفَسْرُ "

و الفسر: هو ازالة القشرة عن الثمرة حتّى يتبيّن ما بداخلها.

يقال: فَسَّرَ: اي: ازال القشرة عن الثمرة.

فهذا هو اصل كلمة التفسير

اصطلاحا: التفسير هو بيان معاني القرآن الكريم.

حكم تعلُّم التفسير:

يقول المحققون من علمائنا ان تعلُّم التفسير واجب،يُؤثَمُ المسلم بتركه.

والتحقيق ان الواجب نوعان: واجب عيني، و واجب كفائي.

الواجب العيني: يعني واجب على كل مسلم بعينه و على كل مسلمة بعينها.

فواجب عيني على كل مسلم ان يتعلَّم تفسير ما أُمِرَ به في القرآن الكريم من اركان و اصول الدين كاتوحيد و الصلاة و الزكاة و الصوم والحج ...

فيجب على كل مسلم و مسلمة ان يتعلم المراد من قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}

فيجب ان يعرف هذا الاصل بالتفصيل، فيعرف ما معنى العبادة، والغاية منها ...

و قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}

و الصلاة هي الركن الثاني من اركان الاسلام فيجب على كل مسلم و مسلمة ان يتعلم كيف يقيم الصلاة؟ و ما هي اركانها؟ و ماهي واجباتها؟ ما هي سنن الصلاة؟ ما هي مبطلات الصلاة؟ كيف نصلي على هدي الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟

كما يجب على كل مسلم و مسلمة ان يتعلم الكن الثالث من اركان الاسلام فيتعلم المراد من قوله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ}

فيتعلّم كيف يقدّم الزكاة؟ و كيف يُخرجها ان كان من اهل الزكاة و اهل المال؟ ...

يجب على كل مسلم و مسلمة ان يتعلّم المراد من قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}

ان كان قادرا على الحج والعمرة ...

و مازاد عن الاركان و الأُصول التي يجب على المسلم و المسلمة ان يتعلمها فهو واجب كفائي ـ او فرض كفائي ـ

الواجب الكفائي: ان تعلَّمَه بعض المسلمين من اهل العلم و من طلبة العلم سقط الاثم بفضل الله جل وعلا عن سائر المسلمين رحمة من الله جل وعلا.

منهج السّلف الصّالح في تعلُّم القرآن الكريم:

كان السلف الصالح رضوان الله تبارك وتعالى عليهم يحفظون العشر آيات فقط من فم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يُجاوِزوها حتّى يتعلّموا ما فيها و حتّى يعملوا بما فيها.

قال ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - و عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " فتعلَّمنا القرآن و العلم و العمل جميعا ".

فكانوا يتعلمون ما في هذه الآيات العشر الكريمة من المعاني و مراد الله جل وعلا منها ما المراد بامر الله هنا؟ ما المراد بالنهي هنا؟ ما المراد بحدّ الله هنا؟ ما المراد بهذا المُجمل؟ و ما تفصيله في موضع آخر؟ وما توضيحه و بيانه في آية اخرى؟ و مذه الاية المتلقة اين تقييدها؟ ...

ولا يجاوزوها حتّى يتعلموا ما فيها من العلم و العمل ثمّ ينتقلون للعمل بعشر آيات أُخَر بحفظها وتعلم ما فيها و العمل بما فيها، فتعلموا القرآن و العلم ولاعمل معا.

فهذا هو المنهج الربّاني المنهج النبوي، فالقرآن لم ينزل لمجرد ان يُكتب على جدران المساجد او ليوضع في علب القطيفة الفخمة الضةمة ليُهدى في المناسبا و الاعياد، ولا ليُحَلّي النساء صدورهن بالمصاحف الذهبية و الفضية، ولا ليُقرأ على الاموات

قال الله جل جلاله: {طه - مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} فما انزل الله القرآن على سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليشقى باوامره و نواهيه او بحدوده، بل ما انزل الله عليه القرآن الّا ليُقيم به امّة وينشئ به دولة و ليُربّي به العقول و الضمائر و الاخلاق، وليربط به الخلق بالحق، وليربط به الارض بالسماء، وليعبُد به الناس في الارض لله جل وعلا، ليُفرِد الناس ربهم جل وعلا الذي انزل القرآن بالالوهية و العبودية: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} فالسلف الصالح كانوا يتعلمون العشر ايات من القرآن و يتعلمون ما فيها من الاحكام و يحوِّلونها في حياتهم و واقعهم الى منهج حياة، و هذا ما ينقصنا الآن.

فالله جل وعلا ما انزل هذا القرآن الا لتسعد به البشرية، قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى - وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى - قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا - قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى - وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى}

فالهدى هو القرآن , و الذكر هو القرآن، فيجب ان نمتثل اوامر القرآن امرا امرا , و نجتنب مناهيه نهيا نهيا , و نقف عند حدوده حدا حدا , و نحن في غاية الحب لله و الرضا عن الله، قال جل في علاه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}

و القرآن محفوظ ومن تولّى حفظه هو الله، وما تولّى الله جل و علا حفظه لا يُضيِّعُه احد و لن يصيعه احد، فالله تعهّد بحفظه، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ}

يتبع بإذن الله ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير