تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[برنامج إيماني لإحياء أعظم أيام الدهر]

ـ[محبة الفردوس]ــــــــ[18 - 11 - 09, 12:24 ص]ـ

بعد أن جددنا توبتنا، هيا بنا نبدأ في الخطوات العملية لإحياء هذه الأيام المُباركة ..

وهذه بعض المشاريع الخاصة بأعظم أيام الدهر؛ حتى نعوض ما فاتنا من ثواب الحج:

المشروع الأول: حُجَّ بقلبك

هذا هو أهم واجب لهذه الأيام؛ لكي تعوِّض الأجر العظيم الذي فاتك بعدم ذهابك للحج هذا العام .. فلا تدع هذا الدعاء من أول أيام ذي الحجة: "اللهم قد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر"

واستشعر المعاني التالية بقلبك ..

1) حرِّم على نفسك المعاصي، كما يحُرم الحاج.

2) طف بقلبك حول العرش كما يطوف الحجاج حول الكعبة، ولا تشغل قلبك في أيام العشر بأي من أمور الدنيا.

3) اسع لفعل الخير، كما يسعى الحجاج بين الصفا والمروة.

4) هروِّل إلى ربِّك بالإكثار من فعل الطاعات وقلبك يخفق بـ"وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"، كلما هروَّل الطائفون حول الكعبة ولبوا.

5) تعرَّف على ربِّك بالإكثار من الدعاء، كما يقف الحجاج على عرفات المعرفة .. يقول تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، فبالدعاء ستتعرف على مدى كرم ربك ورحمته ونعمته عليك.

6) تقرَّب إلى ربَّك بالطاعة، كما سيتقرب الحجاج إليه بمزدلفة ومن " .. تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا .. " [متفق عليه].

7) أرجم شيطان الهوى في قلبك وأخرج التعلُّق بالدنيا من قلبك، كما يُلقي الحجاج الجمرات بمنى.

المشروع الثاني: أعمال توازي الحج

إذا استشعرت مدى عِظَم الأجر الذي فاتك بعدم ذهابك للحج، فعليك أن تحرص على الأعمال التالية لأن ثوابها يعدِل ثواب الحج ..

1) الجلوس بعد الفجر حتى شروق الشمس .. يقول النبي الله "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فلا تتهاون في جلسة الشروق خلال أيام العشر.

2) شدة الحرص على صلاة الجماعة .. لأن النبي قال "من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة" [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الجامع (6556)]

3) أذكار ما بعد الصلاة .. وهي التسبيح ثلاث وثلاثين والحمد ثلاثة وثلاثين والتكبير ثلاث وثلاثين والتهليل .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي، فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون، قال "ألا أحدثكم إن أخذتم أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين" [متفق عليه].

المشروع الثالث: إصلاح الفرائض

لأننا في الغالب نهتم بالنوافل من صيام وتلاوة قرآن وأذكار، ولا نُعطي الفرائض حقها .. والله عزَّ وجلَّ يقول في الحديث القدسي " .. وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه .. " [صحيح البخاري] ..

والفرائض لا تقتصر على أداء الصلاة فقط، بل يجب أن نُصلِّح من سائر الفرائض .. مثل: الخشوع والخضوع في الصلاة، غض البصر، حفظ اللسان من الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزو، الحجاب الشرعي والقرار في البيت للأخوات ...

فتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ بأن تُصلِح الفروض التي عليك .. وعسى الله أن يجعل ثوابها أفضل من ثواب الحج العظيم الذي قد فاتنا.

المشروع الرابع: الذكر

فكثرة الذكر في أيام العشر أفضل من تلاوة القرآن، لأن النبي قال "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر ـ أي عشر ذي الحجة ـ فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير" [رواه الطبراني وصححه الألباني].

وليكن لك وردًا خاصًا من الباقيات الصالحات

(سبحان الله والحمد لله ولا إله الله والله أكبر)

فتقرَّب إلى الله تعالى في أحب الأيام، بأحب الكلام .. قال رسول الله "أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت" [رواه مسلم].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير