ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[14 - 12 - 09, 01:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد الخلق والمرسلين
محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم إلى يومِ الدين أما بعد:
فقد حصل ذات مرة أن جلست أنا وأخت لي في الله نتجاذبُ أطراف الحديث،
ونتحدث أحاديث مختلفة، فأخذت الأخت تسألني عن البر والإحسان للوالدين:
"ماذا يعني لك"؟!
أجبتها بما أرى ثم عرَّجتُ قائلةً:
((أرى أيضا من دواعي بر الوالدين والإحسان إليهما: الحرص على تقبيل يديهما ورأسهما، فهذا أمرٌ مهم قلَّ من يلتفت إليه مع أهميته!!
قابلتني أختي بابتسامة وقالت:" إلى هذه الدرجة؟!! ... حقيقةً لا أرى أن هناك ما يستحق أن أقبل يديهما لأجله!! "!
استوقفتني عبارتها الأخيرة، وظلَّت عالقةً في ذهني إلى أن حصل
هذا الموقف:
فقد حصل ذات مرة أن ضيعتُ دفترا مهماً، وأنا بحاجةٍ ماسةٍ له؛
فقلبتُ البيتَ رأسا على عقب، ولم أدع مكانا إلا وبحثت فيه!
نخلتُ المكتبة تنخيلا!! طلبتُ من إخوتي أن يشاركوني البحث!!
فلم يدعوا زاويةَ ولا مكانا في البيت إلا وفتشوه!! ......... لكن دون جدوى!!
حينها تملكني اليأس، وبدا لي أن الوصول للدفتر أصبح شبهَ مستحيل!! .......
أخذني البكاء حينها لشدة ما أصابني!!
وإذ بالوالد يأتِ ليراني على هذه الحال .. سألني ما بك؟؟ أخبرته ...
فمد يده للمكتبة ونصفُ نظره إليَّ فأخرج دفترا وقال: هذا هوَ؟؟ نظرتُ في الدفتر غير مبالية،
.
.
! وإذا هوَ هو
قلتُ في نفسي: ماذا عسايَ أن أصنع لأجازيهِ تلقاء صنيعه هذا؟
حينها قلت له: يا أبتِ يدك الكريمة هذه تستحق أن أقبلها!
قال مبتسما: ورأسي! قلت: ورأسك ...
فتذكرتُ مباشرة ًعبارة تلك الأخت:
((لا أرى أن هناك ما يستحق أن أقبل يديهما لأجله)) ..
قلت: هذا أقل معروف أقبل يديهما لأجازيهما تلقاءه!!
فكيف بي وأنا أرى والدي رضي الله عنه يكد ويعمل ليلَ نهار في سبيل راحتي وسعادتي!
ماذا عسايَ أن أصنع وأنا أرى والدي يجلس الساعات الطوال في التدريس والتعليم والمجاهدة؟!!
ماذا عساي أن أصنع وأنا أراه يسعى لإزالة العراقيل من طريقي،
فيرشدني ويعلمني ويربيني .. ؟
يدٌ كريمة مفضالة كهذه، تستحقُّ أن تطلى بالذهب وتزركش بالزبرجد .... !
يدٌ كريمة مفضالة كهذه، تستحقُّ أن تتوجَ وتتخذ رمزا للعطاء والإباء!
يدٌ كريمة مفضالة كهذه، تستحقُّ أن يردَّ لها ولو جزء من معروفها ... !
فهل بعد هذا:
((لا يستحق صاحبها أن تقبل يده تبجيلا وإجلالا وإكبارا لما يصنع .. ؟!
.. قلت: بلى والله، فالبنتُ عزُّها عندَ أبيها ..
.................................................. ...............................
وأجيبُ على تساؤلك أخيتي الفاضلة ربى ..
وان مات ابوها عزها وين تلقاه؟
قلت: عند زوجها، إن كان صالحاً خلوقا صفيا سلفيا حييا نحويا!! ..
// وتنويه حول ما دار بين الأخوات الفاضلات حيث استشهدنَ بالآية الكريمة:
ولله العزة ولرسوله ..
أقول: لا علاقة لما ذكرت أختنا بهذه الآية، فالأخت الفاضلة ما قصدت العزة المطلقة،
وإنما هي تقصد الدور والمسئولية المنوطة على الوالد إذ هو بمثابة الراعي والحامي للبنت، فيبعد عنها الذل ويحفظها من الأذى ..
بارك الله لي ولكُنَّ بآبائنا وحفظهم، ورحم المتوفَّى منهم ..
-اللهم آمين-
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[14 - 12 - 09, 02:00 م]ـ
وهذه دعوةٌ من أختكُنَّ على استحياء.
حقيقةً أحبُّ أن أرى رأي أخواتنا الكريمات في هذا الملتقى على وجه العموم في هذا الموضوع.
وعلى وجه الخصوص أحبُّ أن أرى رأيَ:
مشرفتنا الفاضلة وأميرتنا المقدامة طويلبة علم - شافاها الله، وأبعد عنها كلَّ شرٍ وسوء.
والأخت الحبيبة الغالية: الرميصاء السلفية وإن كنت أعلم أنها مشغولةً جدا لكن حبذا!
وكذا أختي الغالية: السلفية النجدية التي لها من المعزة في قلبي الشيءَ الكثير!
وكذا أختي الغالية: الباحثة عن الأصول التي أحمد الله دوما على أن يسَّر لي معرفتها.
(1) وكذا أخيتي الغالية الجُمَّان التي أسأل الله أن يحفظها بحفظه وأن يوفقها للعلم النافع وييسر أمرها.
وكذا أخيتي الغالية: أم أحمد المكية التي أحمد الله على وجود أمثالها من النساء في أمتنا. .
وكذا أخيتي الغالية: أم صفية وفريدة التي افتقدناها كثيرا وافتقدنا حسنَ سمتها ولطفَ تعاملها.
وكذا أخيتي الغالية: طالبة العلم سارة صاحبة الهمة العالية والنفس الأبية الدعوية .. ..
ولتكن الأطروحات حول النقاط التالية:
1 - أيُّ مكانة وأيُّ منزلةٍ تُنزل الفتاة والدها إياها؟!!
-وهل يختلف هذا باختلاف مستوى الأباء الديني والاجتماعي والمهني؟
2 - هل يقتصر واجب الفتاة أمام أبيها على طاعتهِ وتقديره دونَ أخذٍ بكون الوالد يحُبَّ أن يرى من بناتِه الرضا عما يقدِّم، والسرور بما يصنع، فكثير من الأخوات ترى أنَّ
طبيعة أبيها وأبوته تستوجب عليها أن تقف عند أمره ونهيه فقط لا غير!؟؟
وأخيرا وهي نقطةُ طالما أحببتُ عرضها والنظر بحولياتها:
3 - إن كان الأبُ طالبَ علمٍ وله تلاميذه ومقلدوه، فهل تتبع الفتاة سير تلاميذه في معاملته إن أرادت أن تسأله مسألة أو تستفيتيه في شيء أم أن الوالد لا يضيره جهل ابنته بطريقة عرضها للسؤال وما شابه؟!!
هذا والله أسأل أن يوفقني وإياكُن وأن يرزقني وإياكن السداد وأن يعيننا على البر وحسنِ الصلة ..
حفظكنَّ الله جميعا أخياتي وجمعني وإياكن في الفردوس الأعلى.
¥