تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و أعجب من هذا تتابع النفس و أنت نائم

فكم لله من نعمة نحن عنها غافلون

بمقابل تلكم النعم

هل أدينا شكرها؟؟!!

لا إله إلا الله

(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].

فيغفر و يرحم و يتابع النعم ..

فاستحي من انعام المنعم و يحك ألا تستحي؟؟

(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)

فيغفر هذا التقصير في شكر النعم و يرحمك فيتابع عليك النعم

لكن .. تقصير ما بعده تقصير

لذا قال جل و علا في الآية الأخرى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34].

ظلوم شديد الظلم لنفسه

, كفار: شديد الكفران لنعم المنعم

, إن الإنسان لظلوم كفار

هل لي أن أستأذن حضراتكم لأقف أنا و أنتم وقفة صادقة ..

وقفة صادقة مع أنفسنا في تقصيرنا في حق المنعم جل و علا

السنة 360 يوماً تقريبا ..

أنا و أنت مدعوون لتلك الوقفة

لنحاسب أنفسنا عن عام ماض واحد

في كل ليلة من ليالي تلك السنة ينزل الله جل و علا نزول يليق بذاته العليا , إلى السماء الدنيا فيقول:

من يدعوني فأستجيب له؟؟

من يستغفرني فأغفر له؟؟

من يسألني فأعطيه؟؟

تكرر هذا على مدار العام ..

فكم ليلة لبينا فيها نداء الكريم

ووقفنا ببابه

و رفعنا أكف الضراعة للغني عنا الذي يعطينا و هو غني عنا

بالله عليك لا تحاول الخروج من الموقف

بل سل نفسك بصدق كم ليلة من مئات الليالي في عام واحد الكريم يناديك و أنت في غفلة؟؟

آآآه ما أشد تقصيرنا

آآه كم قصرنا و فرطنا في حق خالقنا و مولنا و المنعم علينا

فقد أنزلت الرؤوس خجلا .. و سبحان من يمدنا بالنعم بعد كل ذلك

فكيف لو قادتنا وقفة التأمل و المحاسبة إلى الفرض الواجب (صلاة الفجر)

يوم أن يؤذن المؤذن بأمر الله ((حي على الصلاة)) ((حي على الفلاح)) الصلاة خير من النوم .. الصلاة خير من النوم

فقل لي بربك ماذا أجبت ربك في عام كامل؟؟

أين أنت من الصفوف في صلاة الفجر و هي فرض و حتم وواجب .. بالله ألا تستحي من الله و هو يناديك و أنت نائم في الفراش

ماذا تنتظر؟؟

أنسيت الوقفة الأولى من رحل عن عالمنا كيف رحل؟؟

أتضمن أن تقوم من الفراش مرة أخرى؟؟

و لكنه جل و علا يعافيك و يمدك و يعطيك .. تنام عن فرضه الواجب و مع هذا يعطيك و ما منعك ألا تستحي من نعم المنعم ..

فكيف إذا وقفنا وقفتنا الأولى في خطبتنا الأولى هذه مع من يجاهر المنعم بالذنب

ألا كفاه أنه لا يقوم بشكر النعمة و لا يؤدي الواجب بل يقصر؟؟

ما كفاه كل ذلك بل يجاهر بالذنب و المعصية فيبارز القوي العزيز بالمعاصي و الذنوب .. أفيليق هذا؟؟

ويح من يعصي القوي ..

إن الله جل و علا غفار للذنوب

و سيكون معنا حديث مشوق عن مغفرة الغفار في الخطبة الثانية إن شاء الله

لكنه جل و علا في الوقت نفسه شديد العقاب ..

(غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ)

فأين تذهبون؟؟

ما للعاصي المذنب قد تلقى نعم الله فرد تلك النعم ذنوب و معاصي لله .. ألم يعتبر ممن مضى كيف مضى؟؟!!

ماذا جرى على كوكبنا الأرضي قبل أن نأتي إليها ..

ألم ينزل على الأرض أبونا آدم و أمنا حواء بعد أن طردا من الجنة بمعصية واحدة.

بذنب واحد أهبط أبانا آدم و أمنا حواء من الجنة بذنب واحد

, أخرجا منها بذنب واحد فويح من كان خارجها فيتابع بالذنب تلو الذنب .. كيف يفوز بها؟؟

ألم يصل إلى سمعه ما حصل بقوم نوح؟؟

ألم يأتي الطوفان و الغرق على أهل الأرض حتى أغرق من فيها؟؟!

و على الماء قمم الجبال .. و أغرق كل من على وجه الأرض ..

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) ((الفجر))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير