تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جاب الشئ: أي مر بداخله .. فحفروا صخور الجبال و قالوا: من أشد منا قوة .. ألم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة .. (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ)

ثم ماذا؟؟ ..

ماذا كانت العاقبة لكل هؤلاء العصاة الطغاة؟؟

(فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) ..

فيا لها من آية مخيفة لو قال لك شرطي سأترصدك لخفت منه غاية الخوف , و رب العالمين يقول إن ربك لبالمرصاد .. ألا تخاف من القوي العزيز؟؟

(ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ)

العرب البائدة أبيدوا عن وجه الأرض و انقطع دابرهم و انقطع نسلهم ..

منها قائم و حصيد

(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌإِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ)

روى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن جبير قال: لما فتحت قبرص فرق بين أهل المدينة بعضهم مع بعض (راوي القصة عبد الرحمن بن جبير يرويها عن أبيه و أبوه شهد تلك الواقعة) يقول: فرق بين أهلها فجلس أهل قبرص يبكون (طبيعي أن يبكوا من الطبيعي جداً أن يبكوا و كيف لا يبكون و قد أذلهم الله تعالى) لكن العجيب أن ترى في تلك الصورة و في هذا المشهد ترى أبا الدرداء رضي الله عنه الصحابي الجليل , جالس يبكي!!

فقال له جبير: يا ابا الدرداء أتبكي في يوم أعز فيه الله الإسلام و أهله؟؟

فقال الصحابي الجليل: ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله إن هم عصوا أمرهم , بينما هم أمة ظاهرة , قاهرة , لهم الملك , إذ خالفوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى

فهذا شئ من عاقبة الذنوب و المعاصي .. فاعتبروا يا أولي الأبصار (إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ... معدود)

أقول قولي هذا و أستغفر الله

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه , ملئ السماء و ملئ الأرض و ملئ ما بينهما و ملئ ما شاء ربنا من شئ بعد

أهل الثنا و المجد أحق ما يقال العبد و كلنا لك عبد

اللهم لا مانع لما أعطيت , و لا معطي لما منعت , و لا ينفع ذا الجد منك الجد

و أصلي و أسلم على إمامتي و قدوتي و حبيبي و قرة عيني محمد بن عبد الله , صلى الله عليه و على آله و صحبه و من والاه

أيها الأحبة في الله:

بين العامين نقف

وقفنا وقفة مع العام المنصرم

و هانحن في الخطبة الثانية نقف مع العام الذي استقبلناه

إنما الوقفة الأولى حري به أن يستقبل هذا العام بطاعة الكبير المتعال و بالبحث و السعي على رضا الله عزوجل أينما كان

رأى الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى رجلاً فقال له:

كم أتت عليك؟ (أي كم عمرك) .. قال: ستون عاما .. قال الفضيل:

منذ ستين عاما و أنت في سفر إلى الآخرة توشك أن تصل ..

(نعم أيها الأحبة .. سفر للدار الآخرة و لابد للمسافر أن يصل)

فقال الرجل: إنا لله و إنا إليه راجعون .. قال الفضيل: و هل عرفت معناها؟؟!!

من عرف أنه لله راجع فليعلم أنه موقوف بين يدي الله , و من علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول , و من علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا

قال الرجل: و ما الحيلة؟؟ (رجل ذكي يريد النجاة يوم القيامة , من منا فكر مثل هذا الرجل ما الحيلة؟؟ نردد جميعاً من داخل أنفسنا ما الحيلة؟ ظ ماذا نعمل في تلك الأيام؟؟)

قال الأمر يسير .. عند علماء الشريعة الذين يبلغون عن رب العالمين بحق و صدق يعرفون أن الأمر يسير فلا يشددون على الناس في الدين بل ييسرون بتيسر الله ليس من تلقاء أنفسهم .. الأمر يسير

تحسن فيما بقي .. يُغفر لك ما مضى و ما بقي .. فإنك إن أسأت فيما مضى أخذت بما مضى و ما بقي

هذا كل الأمر .. أرأيتم كيف هو يسير؟؟!!

تحسن فيما بقي: دع الإساءة .. وقفنا في الخطبة الأولى و قلنا أنه يوجد إساءة و تقصير فدعها عنك و تب إلى الله منها توبة نصوحة , و أحسن فيما بقي من أيامك فلعلها أياماً معدودة ..

كان هناك طالب يدرس في كلية الشريعة و يسأل الدكتور في المحاضرة عن عذاب القبر و ما يحصل فيه في محاضرة العقيدة , يريد يتعلم فأجابه الدكتور , فصمم الطالب أن يعرف أكثر ((هذه القصة أنا أعرف زميل هذا الطالب و أخبرني بنفسه))

قال فأصر الطالب أن يسأل , فقال الشيخ الدكتور: إذا ذهبت لهناك فستعرف .. فكأن الطالب يقول: أنى هذا؟؟

فيقول الطالب: و الله العظيم خرج الطالب من الكلية مسافراً إلى أهله في الإمارة الأخرى و في الطريق تخرج عليه سيارة ما تنتبه للطريق السريع تدخل عليه السيارة فتنقلب سيارة الطالب و يسقط ميتا

فالأمر يسير .. تحسن فيما بقي .. لا تدري كم هو؟ .. لا تدري؟؟

ضع هذه النية في صدرك .. ما تدري متى تلقي الله .. فإن لقيته بهذه النية غفر الله لك

بهذه النية الصادقة ضعها في قلبك قبل أن تخرج من المسجد و عش عليها تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى و ما بقي

ثم قال الفضيل بن عياض:

فإنك إن أسأت فيما مضى أخذت بما مضى و ما بقي

فأيهما أيسر؟ و أيهما أسهل؟؟ و أيهما أهون؟؟

أسأل الله جل و علا بأسمائه الحسنى و صفاته العلى توبة نصوحة.

((منقول من منتديات بيت الفقه))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير