وأما الأمر بوضع اليد على الفم فيتناول ما إذا انفتح بالتثاؤب فيغطى بالكف ونحوه وما إذا كان منطبقا حفظا له عن الانفتاح بسبب ذلك. وفي معنى وضع اليد على الفم وضع الثوب ونحوه مما يحصل ذلك المقصود، وإنما تتعين اليد إذا لم يرتد التثاؤب بدونها، ولا فرق في هذا الأمر بين المصلي وغيره، بل يتأكد في حال الصلاة كما تقدم ويستثنى ذلك من النهي عن وضع المصلي يده على فمه.
ومما يؤمر به المتثائب إذا كان في الصلاة أن يمسك عن القراءة حتى يذهب عنه لئلا يتغير نظم قراءته، وأسند ابن أبي شيبة نحو ذلك عن مجاهد وعكرمة والتابعين المشهورين، ومن الخصائص النبوية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في " التاريخ " من مرسل يزيد بن الأصم قال " ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط " وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال " ما تثاءب نبي قط " ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق. ويؤيد ذلك ما ثبت أن التثاؤب من الشيطان. ووقع في " الشفاء لابن سبع " أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يتمطى، لأنه من الشيطان، والله أعلم.] ا. هـ
قال النووي [شرح صحيح مسلم]:
[قوله صلى الله عليه وسلم: (التثاؤب من الشيطان)
أي من كسله وتسببه، وقيل: أضيف إليه لأنه يرضيه.
وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى يحب العطاس، ويكره التثاؤب " قالوا: لأن العطاس يدل على النشاط وخفة البدن، والتثاؤب بخلافه لأنه يكون غالبا مع ثقل البدن وامتلائه، واسترخائه وميله إلى الكسل. وإضافته إلى الشيطان لأنه الذي يدعو إلى الشهوات.
والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك، وهو التوسع في المأكل وإكثار الأكل.
وأما الكظم فهو الإمساك. قال العلماء: أمر بكظم التثاوب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته، ودخوله فمه، وضحكه منه. والله أعلم.] ا. هـ
فسبحان ربي العظيم ....
كيف أن كل بدعة مذمومة تنشئ تموت في قبالتها سنة مطلوبة!
فإن الرائج عند الناس انه إذا تثائب أحدهم تعوذ من الشيطان!! ولربما لا يضع يده على فمه بيده كما هو مطلوب في الشرع ...
ولو سألته لم فعلت ذلك لحار جواباً ...
وقد أفتى ببدعية التعوذ من الشيطان عقب التثاءب الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة فاجتنبها و اكتنف السنة ...
فخير الأمور ما كان سنة ... وشر الأمور المحدثات البدائع
م /ن
المصدر
http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=2108
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[10 - 12 - 09, 09:16 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا، وهذه بعضُ فتاوى أهل العلم في التثاؤب:
سُئل الشيخ العلامه إبن عثيمين رحمه الله تعالى عن
التثاؤب وعلاقته بالإستعاذه بالله من الشيطان؟
قال الشيخ ابن العثيمين: وأما الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب فليس فيها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واتخاذها سنة ليس بصحيح، وهي لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام أرشد من يتثاءب (إلى) كظم التثاؤب إن استطاع وإلا فليضع يده على فيه، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم من تثاءب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولا ثبت ذلك أيضاً من فعله فيما أعلم وعلى هذا فلا ينبغي أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب"
فتاوى نور على الدرب ..
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
أنا شاب متدين أبلغ من العمر 22 عاما أعاني من مشكلة أرجو من الله ثم منكم أن تساعدوني على التخلص منها وهي أنني حين أبدأ في الصلاة أبدأ في التثاؤب بغير قصد وهذه الحالة دائما تلازمني حتى عند قراءة آية الكرسي بالذات ولا أعرف سببا لذلك حيث إنني أتثاءب عشر مرات في الصلاة الواحدة أرجو إفادة؟
فأجاب:
" التثاؤب من الشيطان كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكما يتسلط الشيطان على المصلي بإلقاء الوساوس في قلبه والهواجيس التي لا زمام لها ولا فائدة منها.
كذلك ربما يتسلط عليه في التثاؤب، ويتثاءب كثيرا حتى يشغله عن صلاته، فإذا وجد ذلك فليفعل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، يكظم ما استطاع، فإن لم يستطع فليضع يده على فمه حتى لا يجعل للشيطان سبيلا عليه.
¥