[وصية الألبيري في طلب العلم والزهد في الدنيا ...]
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 11 - 05, 03:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وصية الألبيري رحمه الله تعالى يوصي فيها ابنه على طلب العلم والزهد في الدنيا ....
وأسأل الله أن ينفع بها قائلها وكاتبها وقارئها ومستمعها ...
وفق الله الجميع لطاعته ...
رزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح وصلاح النية ...
تفت فؤادك الأيام فتا = وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق = ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات خدر = أبتَّ طلاقها الأكياس بتا
تنام الدهر ويحك في غطيط = بها حتى إذا مت انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع وحتى = متى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتا = إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما = مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها = ويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا = ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيا = ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو = تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصا = خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه = وينقص إن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما = لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ = ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ = ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني = وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه = فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍ = وقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سؤال الله عنه = بتوبيخ: علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا = وليس بأن يقال لقد رأستا
وأفضل ثوبك الإحسان لكن = نرى ثوب الإساءة قد لبستا
إذا ما لم يفدك العلم خيرا = فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ = فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلا = وتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت باق = وتوجد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حين = إذا حقا بها يوما عملتا
وإن أهملتها ونبذت نصحا = وملت إلى حطام قد جمعتا
فسوف تعض من ندم عليها = وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماء = قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينى = فما بالبطء تدرك ما طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ عنه = فليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس مغن = ولو مُلك العراق له تأتا
سينطق عنك علمك في ملاءٍ = ويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد المباني = إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلا = لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بون = ستعلمه إذا طه قرأتا
لئن رفع الغني لواء مال = لأنت لواء علمك قد رفعتا
لئن جلس الغني على الحشايا = لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركب الجياد مسومات = لأنت مناهج التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكار الغواني = فكم بكر من الحِكم افتضضتا
وليس يضرك الإقتار شيئا = إذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميل = إذا بفناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول لنصح قولي = فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
وإن راعيته قولا وفعلا = وتاجرت الإله به ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيءٍ = تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها = كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا
سجنتَ بها وأنت لها محب = فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب = ستطعم منك ما فيها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثيابا = وتكسى إن ملابسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خل = كأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن = لتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدما = وحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها = إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منها = من الفاني إذا الباقي حرمتا
تفت فؤادك الأيام فتا وتنحت جسمك الساعات ii نحتا
وتدعوك المنون دعاء ii صدق ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات ii خدر أبتَّ طلاقها الأكياس ii بتا
تنام الدهر ويحك في ii غطيط بها حتى إذا مت ii انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع ii وحتى متى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو ii أجبتا إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما مطاعاً إن نهيت وإن ii أمرتا
ويجلو ما بعينك من ii غشاها ويهديك الطرق إذا ii ضللتا
¥