وتحمل منه في ناديك ii تاجا ويكسوك الجمال إذا ii عريتا
ينالك نفعه ما دمت ii حيا ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو تصيب به مقاتل من ii أردتا
وكنز لا تخاف عليه ii لصا خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق ii منه وينقص إن به كفا ii شددتا
فلو قد ذقت من حلواه ii طعما لآثرت التعلم ii واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى ii مطاعٌ ولا دنيا بزخرفها ii فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق ii روضٍ ولا دنيا بزينتها ii كلفتا
فقوت الروح أرواح ii المعاني وليس بأن طعمت ولا ii شربتا
فواظبه وخذ بالجد ii فيه فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل ii باعٍ وقال الناس إنك قد ii علمتا
فلا تأمن سؤال الله ii عنه بتوبيخ: علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله ii حقا وليس بأن يقال لقد ii رأستا
وأفضل ثوبك الإحسان ii لكن نرى ثوب الإساءة قد ii لبستا
إذا ما لم يفدك العلم ii خيرا فخير منه أن لو قد ii جهلتا
وإن ألقاك فهمك في ii مهاوٍ فليتك ثم ليتك ما ii فهمتا
ستجني من ثمار العجز ii جهلا وتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت ii باق وتوجد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد ii حين إذا حقا بها يوما ii عملتا
وإن أهملتها ونبذت ii نصحا وملت إلى حطام قد ii جمعتا
فسوف تعض من ندم ii عليها وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماء قد ارتفعوا عليك وقد ii سفلتا
فراجعها ودع عنك ii الهوينى فما بالبطء تدرك ما ii طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ ii عنه فليس المال إلا ما ii علمتا
وليس لجاهل في الناس مغن ولو مُلك العراق له ii تأتا
سينطق عنك علمك في ii ملاءٍ ويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد ii المباني إذا بالجهل نفسك قد ii هدمتا
جعلت المال فوق العلم ii جهلا لعمرك في القضية ما ii عدلتا
وبينهما بنص الوحي ii بون ستعلمه إذا طه ii قرأتا
لئن رفع الغني لواء ii مال لأنت لواء علمك قد ii رفعتا
لئن جلس الغني على ii الحشايا لأنت على الكواكب قد ii جلستا
وإن ركب الجياد ii مسومات لأنت مناهج التقوى ii ركبتا
ومهما افتض أبكار ii الغواني فكم بكر من الحِكم ii افتضضتا
وليس يضرك الإقتار ii شيئا إذا ما أنت ربك قد ii عرفتا
فماذا عنده لك من ii جميل إذا بفناء طاعته ii أنختا
فقابل بالقبول لنصح ii قولي فإن أعرضت عنه فقد ii خسرتا
وإن راعيته قولا ii وفعلا وتاجرت الإله به ii ربحتا
فليست هذه الدنيا ii بشيءٍ تسوؤك حقبة وتسر ii وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها كفيئك أو كحلمك إذ ii حلُمتا
سجنتَ بها وأنت لها ii محب فكيف تحب ما فيه ii سجنتا
وتطعمك الطعام وعن ii قريب ستطعم منك ما فيها ii طعمتا
وتعرى إن لبست بها ii ثيابا وتكسى إن ملابسها ii خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خل كأنك لا تراد لما ii شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ii ولكن لتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت ii هدما وحصن أمر دينك ما ii استطعتا
ولا تحزن على ما فات ii منها إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت ii منها من الفاني إذا الباقي ii حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء ii يوما فإنك سوف تبكي إن ii ضحكتا
ومن لك بالسرور وأنت ii رهن وما تدري أتُفدى أم غللتا
وسل من ربك التوفيق ii فيها وأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له ii اعترافا بما نادا ذو النون ابن ii متى
ولازم بابه قرعا ii عساه سيفتح بابه لك إن ii قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض ii دأبا لتُذكر في السماء إذا ii ذكرتا
ولا تقل الصبا فيه ii امتهال ونكر كم صغير قد ii دفنتا
وقل يا ناصحي بل أنت ii أولى بنصحك لو لفعلك قد ii نظرتا
تقطعني على التفريط ii لوما وبالتفريط دهرك قد ii قطعتا
وفي صغري تخوفني ii المنايا وما تدري بحالك حيث ii شختا
وكنت مع الصبا أهدى ii سبيلا فما لك بعد شيبك قد ii نكثتا
وها أنا لم أخض بحر ii الخطايا كما قد خضته حتى غرقتا
ولم أشرب حُميا أم ii دفرٍ وأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أنشأ بعصر فيه نفع وأنت نشأت فيه وما ii انتفعتا
ولم أحلل بواد فيه ii ظلم وأنت حللت فيه ii وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاما ii كبارا ولم أرك اقتديت بمن ii صحبتا
وناداك الكتاب فلم ii تجبه ونبهك المشيب فما ii انتبهتا
ويقبح بالفتى فعل التصابي وأقبح منه شيخ قد ii تفتا
ونفسك ذم لا تذمم سواها لعيب فهي أجدر من ii ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد ii من ولو كنت اللبيب لما ii نطقتا
ولو بكت الدما عيناك ii خوفا لذنبك لم أقل لك قد ii أمنتا
¥