عنها لابن وضاح (261)]
وقال رضي الله عنه – أيضاً -: «إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام ولياً من أوليائه يذب عنها، وينطق بعلامتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله». قال ابن المبارك: وكفى بالله وكيلا. [البدع والنهي عنها لابن وضاح (4)]
وعن ابن عباس، قال: «والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني». فقيل: وكيف؟، فقال: «والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب، فيحملها الرجل إلي، فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة، فترد عليه». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (12)]
وعن أبي إدريس الخولاني، قال: «لئن أرى في المسجد نارا تضطرم أحب إلي من أن أرى فيه بدعة لا تغير». [الإبانة لابن بطه (601)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (86)، السنة لعبد الله بن أحمد (715)، السنة للمروزي (81)]
وعن ابن عباس، قال: «لا يأتي على الناس زمان إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع، وتموت السنن». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (125)، الإبانة لابن بطه (11)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (93)، السنة للمروزي (98)]
وعن عبد الله الديلمي، قال: «إن أول الدين تركا السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة». [سنن الدارمي (97)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (127)، الإبانة لابن بطه (234)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (173)]
وعن سلام بن مسكين، قال: كان قتادة إذا تلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال: «إنكم قد قلتم ربنا الله فاستقيموا على أمر الله، وطاعته، وسنة نبيكم، وامضوا حيث تؤمرون، فالاستقامة أن تلبث على الإسلام، والطريقة الصالحة، ثم لا تمرق منها، ولا تخالفها، ولا تشذ عن السنة، ولا تخرج عنها، فإن أهل المروق من الإسلام منقطع بهم يوم القيامة، ثم إياكم وتصرف الأخلاق، واجعلوا الوجه واحدا، والدعوة واحدة، فإنه بلغنا أنه من كان ذا وجهين، وذا لسانين كان له يوم القيامة لسانان من نار». [الإبانة لابن بطه (163)]
وعن عاصم قال: قال أبو العالية: «تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء، فرددها مرارا».
فحدثت الحسن فقال: صدق ونصح.
قال: فحدثت حفصة بنت سيرين، فقالت: يا باهلي، أنت حدثت محمدا بهذا؟ قلت: لا. قالت: فحدثه إذا. [مصنف عبد الرزاق (20758)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (17)، الإبانة لابن بطه (142)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (75)، السنة للمروزي (26)، الشريعة للآجري (19)]
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: تأمل كلام أبي العالية هذا ما أجلَّه، وأعرف زمانه الذي يحذر فيه من الأهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الإسلام، وتفسير الإسلام بالسنة، وخوفه على أعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن السنة والكتاب، ... وأما الإنسان الذي يقرأها وأشباهها وهو مطمئن أنها لا تناله ويظنها في قوم كانوا أمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
وعن الحسن البصري - رحمه الله تعالى- قال: «لو أَن رجُلا أَدركَ السلفَ الأَولَ ثم بُعثَ اليومَ ما عَرَفَ من الإِسلام شيئا» قال: ووضع يده على خدِّه ثم قال: «إِلا هذه الصلاة» ثم قال: «أَما والله ما ذلكَ لمن عاشَ في هذه النكراء ولم يدرك هذا السلف الصالحَ؛ فرأى مبتدعا يدعو إِلى بدعته، ورأى صاحبَ دنيا يدعو إِلى دنياه؛ فعصمهُ الله من ذلكَ، وجعلَ قلبهُ يحنّ إِلى ذلك السَّلف الصالح يَسْأَلُ عن سبيلهم، ويقتص آثارهُم، ويَتّبعُ سبيلهُم، ليعوض أَجرا عَظيما؛ فكذلك فكونوا إِن شاء الله». [البدع والنهي عنها لابن وضاح (176)]
¥