تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلماتٌ (شديّةٌ) .. مهديّة لأخيتي وشقيقتي " السلفيَّةَ النجديّة " ..

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[30 - 01 - 10, 10:57 ص]ـ

السلفية النجدية: هذه المواضيع تهزّني هزًّا، وتجعل جلدي يقشعرّ، لو تعلمين.

أسأل الله وحده أن يثبتني وإياكن وجميع من هداه ربه على صراطه المستقيم ودينه القويم. آمين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله سيد الخلق والمرسلين:

أما بعد: فهذه كلماتٌ سال بها قلمي من دونِما تكلف، خرجتْ من شغافِ القلب سريعاً

ترجو أن تُلامسَ شغاف قلب أختٍ احتلّ حبها في هذا القلبِ مكانا؛

لتخاطبها بروحِ الأخوة والتآلف التي جمعتهما ..

فوا أختااه:

خذي مني هذه الكلماتِ الرّقراقَات، علّها بصدقها تعلق في الذهن والقلب لا تفارقه أبدا

فتنعمي بعدها بحلاوة الإيمان ما بقيت .. !

قلت:

أيتها المؤمنَةُ الرضيَّة، إنّكِ إذا تذكّرتِ عظمة الله وتجاوز نعمه عن الحصر تعلّقَت به،

فالإنسانُ مجبولٌ على محبّة ذوي الصّفاتِ الكاملة، والنّعم الحاضِرة،

واللهُ سبحانه وتعالى له ذلك على أكملِ وجه.

فإذا أحببتِه هان عليكِ كل شيء في الدنيا،

وصرتِ في علياءِ إيمانك ..

تنظرينَ إلى كل من أعرض عن الله نظرة استعلاءٍ ورحمة!

فمن وقر في قلبها محبة الله لم تبالي بمخالفة الخلق؛ لأنّ غاية همها رضا الله،

ولوكان في ذلك سخط الناس ..

فإذا أرادوا حملَها على الضّلال بأنواع القهر؛

قالت لهم كما قال سعد ابن أبي وقاص لأمه:

" يا أمة: لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ماتركتُ ديني طرفةَ عين،

فكلي أو دعي .. "!

وإذا أرادوا إيذاءها صبرت على هذا الأذى كما صبَر بلال وآل ياسر؛

لأنها على يقينٍ أنّ الموعدَ الجنّة، ولقاء الرّب ...

ولو قُطِّعت الأجساد، وطُحِّنت الجماجِم .. ؛ لكان ذلك يسيرا في جنب الله

كما قال أبو فراس:

فليتكَ تحلُو والحياةُ مريرةٌ - ... - وليتَكَ ترضا والأنامُ غِضابُ

وليتَ الذي بيني وبينكَ عامرٌ- ... - وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ.

إذا صحّ منكَ الودّ فالكلّ هيِّنٌ- ... - وكلّ الذي فوقَ التّرابِ ترابُ

فالمؤمنة المحبّةُ لله تعالى، تنظرُ إلى ملهيات البشر، وملذّاتهم وما هُم فيه من لهوٍ ولعب،

تنظرُ إليهم كما تنظر إلى صَبي ّ يلعب ويلهو!

تنظر إليهم نظرةَ المتمكّن،

المستعلي بإيمانه،

المترفعِ عن سفاسف الأمور،

المتعلّق بالمعالي،

فلا خوف عليها من أن تُفتتن!

فأسوارُ إيمانها عسيرة عليهم وجدار أخلاقها صلبةٌ أمامهم فينهُ وبينهم حائط كبير من الإيمان والثبات ..

فهي كبيرة في مفاهيمها وأهدافها فلا تغريها زخارف الدنيا

ولو جاءتها بكلَّ التّحف والأثمان تدعوها للقبول لم تقبل ولم تساوي عندها" بعرة "!

فما عند الله خير وأبقى، والدنيا بأكملها ليست بشيء في ميزان الآخرة

" ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع؟!!

إنّ المؤمنة بالله جنتها معجّلة في الدنيا، فمن لم يدخلها ولم يذق حلاوة طعمه،

لم يدخل الجنة إلا أن يشاءَ الله .. !

هذه الجنة هي لذة الإيمان والعمل الصالح والذكر والثقة واليقين وحسن الظن بالله تعالى،

فلا بدّ من الثقة الكاملة في الله تعالى فهي حبلُ النجاة من كل كرب وضيق ..

لما وثق إبراهيم-عليه السلام- بربه

أنجاهُ من النّار ..

جاءه جبريل وهو يُلقى في النار فقال له:

يا إبراهيم " ألك حاجة

فقال له إبراهيم " أمّا إليكَ فلا" وأما إلى الله "

فحسبي الله ونعم الوكيل".

فقال الله عزوجل:

"قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ [69]

- ولما وثق موسى- عليه السلام- بربه

وهو في اليمّ أنجاهُ من عدوّه فقال

" فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ

*فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ".

- وثقة محمد صلى الله عليه وسلم بربه

أنجته من محنة الغار هو وصاحبه.

" إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُود

لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 40/ التوبة.

وهذا كل من وثق بربه لم يخيبه أبدا، ولكن بلاءنا من أنفسنا ..

فلابدّ من الأمل بالله وعدم اليأس من رحمة الله، فإن الناس لا يصلحون بين يوم وليلة،

والأسرة لا تنقلب مؤمنة بين عشية وضحاها ..

وليس على المهتدي هداية الخلق إنما عليه البلاغ،

فليكن لدينا أمل لا يخبو كالأمل الذي كان يملؤ قلبَ محمد صلى الله عليه وسلّم حين قال له ملك الجبال:

إن شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبين ..

فقال صلى الله عليه وسلم:

" لا بل أرجو أن يخرجَ الله من أصلابهم من يعبدُ الله وحده لا يشرك به شيئا .. "

فإذا كنتِ كذلك، فقد أصلحتِ تربة أرضك، وأثمرتِها بالخير والإيمان ... !

تحيةٌ عطرة نضرة ..

حرس الله مهجتك وأدام مودتك ..

وكتبتها: الطويلبة الحنبلية ..

..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير