تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد أكرم الإسلام المرأة وحملها مسئولية من العمل لا يمكن للرجل أن يقول به، كما أن للرجل دورا لا تستطيع المرأة القيام به، لأن الحياة قائمة على التخصص، وإهمال كل منهم لدوره واشتغاله بعمل الآخر تضييع للجهود وإهدار للطاقات، بل وقبل ذلك جلب للأضرار والمفاسد. إننا ألفن بل والزمنا أنفسنا – وعن حكمة – أن نوزع أعمالنا في إدارتنا ومصالحنا على أفرادنا بحسب ما لديهم من المواهب والمعارف والاستعداد فكيف لا نقر بهذا التقسيم في أصل النوع البشري؟ فوظيفة الأمومة لا يستطيع أن يقوم بها أي رجل مهما كان، ووظيفة الأمومة تتصاغر أمامها كل الوظائف الأخرى. فجعل الله المرأة مستودع الجنس البشري من حمله ووضعه وإرضاعة وحضانته وتربيته ورعايته والقيام بشؤون منزلها. وقد ورد في حديث المسئولية ما يدل على اشتراك المرأة في تحمل جزء منها. عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته… الإمام… الرجل… والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" متفق عليه. وقد نظر الإسلام إلى وظيفة المرأة التي فطرها الله عليها فجعل لها المقام الأول، حيث جعل مقام الأمومة أعلى مقام، وجعل مكانة المرأة أما لا تعدلها في المجتمع أي مكانة، وهيأ لها كل الوسائل للتفرغ لهذه الوظيفة العظيمة، وجعل لها من الحقوق ما يكفل لها القيام بهذه الوظيفة على أحسن وجه وأكمل صورة. قال سبحانه وتعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}.ولأن القيام على شؤون الطفل والاهتمام به في هذه المرحلة ومنحه العطف والحنان والسهر على راحته، لا بد أن يكون له النتائج طيبة في نمو الرضيع الجسمي والعقلي والنفسي والإيماني فيترعرع سوياً وينشأ ناضجاً. وقد قال صلى الله عليه وسلم مؤكد حق الأم في حضانة طفلها، حتى ولو انفصلت عن أبيه، لما أتته امرأة فقالت: يا رسول الله: "إن أبني هذا كان بطني له وعاء وثدي له سقاء وحجوي له حواء وأن أباه طلقني وأراد أن ينتزعه مني. فقال: "أنت أحق به ما لم تنكحي". رواه أحمد. وقد كفل الإسلام النفقة، وأوجبها على زوجها، قال سبحانه وتعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}. وقال سبحانه وتعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}. وقال تعالى: {وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تقبح الوجه ولا تضرب". وقال ابن قدامة: "وأما الإجماع فاتفق أهل العلم على وجوب نفقات الزوجات على أزواجهن إذا كانوا بالغين، إلا الناشز منهن". والقيام بشؤن المنزل ورعايته أيضاً من الأعمال الموكولة إلى المرأة. أخرج مسلم من حديث أسماء بنت أبي بكر قالت: "تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه، قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مئونته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن". وهذه فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي من تأثير الرحى في يدها وتطلب خادماً يساعدها على هذه الأعمال فيرشدها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم تسبحين الله ثلاثاً وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين وتكبرين أربعاً وثلاثين حين تأخذين مضجعك". وهذا يصل بناء على أن الأصل قرار المرأة في بيتها. يدل على ذلك: قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}. وقوله صلى الله عليه وسلم: "المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها".وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأم حميد الساعدية لما جاءته تستأذنه في الصلاة معه، فقالت له: "إني أحب الصلاة معك" فقال: "قد علمت، وصلاتك في بيتك خير لك، من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجد الجماعة".ولما قيل له صلى الله عليه وسلم: هل على النساء من جهاد؟ قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير