هناك سعة لنسأل أنفسنا كيف وصلنا لهذا وكيف عرفوا عنّا هذا؟ لو رفضناها لكسدت وبادت ولردت بضاعتهم إليهم, غير أنها ... قد لاقت منا عيونا راضية وأيد متلقفة وأنفسا ضعيفة مهزومة وهمما خانعة فسادت وعم بها الفساد ..
* لكن ... لعل أصل الإلتباس أن كثيرا من الناس لم يعد للإسلام شيئا فيهم, إنهن لم يخلعن الحجاب, بل الدين, لم يعد لهذا الدين القويم حظ من أنفسهم, فما يغني عنهم لو توشحوا بكل حجاب, ولا يبدأ صلاحهم من ها هنا بل من حيث غاب عنهم الإيمان فيما غاب .. ولا يغني عنا لو استعادوا الحجاب ولم يستعيدوا نور الكتاب .. حين تيبس الأغصان لا يجديها ريها أي نفع مهما تعهدتها بالإصلاح, ليس إلا أن تتعهد جذورها الضاربة في الأرض فتصلحها وترويها حتى يمتد منها إخضرار الحياة رويدا رويدا لموات الفروع و الأغصان فتربو وتزهر .. كل محاولة في غير ذلك هي محض عبث لن يلبث أن تنثره الريح ..
* انظرن هنا لكلام عائشة الصديقة ابنة الصديق خريجة مدرسة النبوة رضي الله عن أبيها وعنها , كيف تفهم الحجاب وتفهِّمه للمؤمنات بسلاسة وإحسان وشمول وفصل بيان, وقد دخل عليها نِسْوَة مِن بني تميم عليهن ثِيَاب رِقَاق , فَقَالَتْ عائشة: إِنْ كُنْتُنَّ مُؤْمِنَات فَلَيْسَ هَذَا بِلِبَاسِ الْمُؤْمِنَات , وَإِنْ كُنْتُنَّ غَيْر مُؤْمِنَات فَتَمَتَّعْنَهُ. وَأُدْخِلتْ اِمْرَأَة عَرُوس عَلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا وَعَلَيْهَا خِمَار قُبْطِيّ مُعَصْفَر , فَلَمَّا رَأَتْهَا قَالَتْ: لَمْ تُؤْمِن بِسُورَةِ " النُّور " اِمْرَأَةٌ تَلْبَس هَذَا ...
فلله درك ياأم المؤمنين, أتسمع بناتنا هذا, إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات, وإن كنت غير مؤمنات فتمتعنه ...
فأيكن تختار التمتع به؟ وتتركن إيمانكن, أو يترككن؟ ..
لم تؤمن بسورة النور إمرأة تلبس هذا ...
فأيكن قد ءامنت بسورة النور قلباً؟ ..
و بـ النُّور اسْتَنِيْري إنْ أرَدتِ ... سَوَاءَ صِرَاطِ رَبِّكِ فَاسْلُكِيْه ِ
* في دين الله تعالى, ليس ثمة سعة للمفاصلة, وليس في وسع أحد أن يبقى بين بين ... من ءامن لزم ومن لم يؤمن فلا يزعم ذلك, ولا يسعين في نزع حياء بناتنا بإرجاف لكل فتنة بعد ذلك, ولا تتبعنه بناتنا ويفتتن بدعواه إن كن قد ءامنّ بما أنزل الله عزوجل على نبيه, عليه الصلاة والسلام ..
في الحقيقة , إننا قد وصلنا إلى حال لا توصف, حال بئيسة مزرية, مريبة مخزية, وتقطعت في سطورنا أنفاس الكلمات, وقد انتشرت الفتن وعمّ التفلت وتلك حال تمنح الإمام حق إلزام الناس بما لا يلزم لسد هذا الباب الذي ءاذن الناس بالخراب.
فلنقرأ هنا في تفسير الإمام القرطبي عند ءاية الحجاب من سورة الأحزاب: وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ يَجِب السَّتْر وَالتَّقَنُّع الْآن فِي حَقّ الْجَمِيع مِنْ الْحَرَائِر وَالْإِمَاء. وَهَذَا كَمَا أَنَّ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَعُوا النِّسَاء الْمَسَاجِد بَعْد وَفَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قَوْله: (لَا تَمْنَعُوا إِمَاء اللَّه مَسَاجِد اللَّه) حَتَّى قَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: لَوْ عَاشَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَقْتنَا هَذَا لَمَنَعَهُنَّ مِنْ الْخُرُوج إِلَى الْمَسَاجِد كَمَا مُنِعَتْ نِسَاء بَنِي إِسْرَائِيل.
رحم الله أم المؤمنين عائشة ورضي عنها, وهذا في وقت الرعيل الأول من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وخير القرون طرا, "لو عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنعهن من الخروج" ... فكيف بزماننا .. والله إن تلك لآيات لمن كان له قلب منيب ليقف ويستعبر قبل أن يمر ويعبر سادرا في هوى العصر منفلت الزمام وراء كل ناعق بدعاية وكل مترصد لغواية ..
يتبع إن شاء الله ..
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[16 - 05 - 10, 11:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة طويلبة علم
تحية طيبة مباركة لك وللأخوات الطيبات في هذا الملتقى المبارك
وبلى .. صارت النساء أكثر جرأة في غير الحق وأقل احتشاما إلا من رحم ربي ونسأل الله تمام عافيته وجميل عفوه ومغفرته ونور هداه
وبلى يا أخية بارك الله فيك هي رسالة سطرتها حديثا وتجدينها كاملة في مكتبة صيد الفوائد إن شاء الله:
http://saaid.net/book/open.php?cat=6&book=6566
وشكرا لقراءتك وتأييدك أحسن الله إليك وجعل جنان الخلد نزلك ..
بوركت.
حياكِ الله ماشاء الله تبارك الله زادكِ الله من فضله ..
واصلي بارك الله فيكِ وفي علمك
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[17 - 05 - 10, 05:09 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا كثيرا
سترني الله و اياكن في الدنيا و الاخرة
ـ[د صفاء رفعت]ــــــــ[17 - 05 - 10, 10:01 ص]ـ
حياكِ الله ماشاء الله تبارك الله زادكِ الله من فضله ..
واصلي بارك الله فيكِ وفي علمك
الحبيبة طويلبة علم
رزقك الله بركة الدنيا وفوز الآخرة,
شكرا لمتابعتك وتحفيزك, نكمل إن شاء الله, وجزيت نوراً وبراً ..
¥