تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[د صفاء رفعت]ــــــــ[17 - 05 - 10, 10:03 ص]ـ

جزاكِ الله خيرا كثيرا

سترني الله و اياكن في الدنيا و الاخرة

الأخت الكريمة أم سلمان الجزائرية

ءامين

وجزاك الله خيراً كبيراً ويسرك للخير ويسر لك الخير كله ..

بوركت

ـ[د صفاء رفعت]ــــــــ[17 - 05 - 10, 10:12 ص]ـ

(6)

" أدب الحجاب "

أما ءاخر ما تبقى لي وأريده أن يقال, وهو أمر أهم ربما من كل ما سبق لأن فيه مفتاح القلوب النقية إن شاء الله, أنه قد غاب عنا فيما غاب عنا وقد عم بساحتنا البلاء, " أدب الحجاب ", هذا الأدب الذي لا يصح حجاب إلا به, وحين غاب عن قلوبنا وغابت عنها التقوى والمراقبة فيه تمزقت أغطية الحجاب غطاءا من بعد غطاء, وحتى لو بقيت الأغطية وغاب الأدب فلا خير يرجى فيه منا, وهو أدب لابد أن يتأدب به الرجال مع النساء, تماما كما تتأدب به النساء معهم, هذا الأدب الجميل والرائع الذي يجري فيه نهر الحياء فيرويه ويحيي القلب فيه ويبعث فيه الهدى والتقى والسناء ..

* والحياء في حقيقته إنما هو الحياء من الله تعالى, وإن لم يكن الحياء من السميع البصير, الحيي الحليم, العالم بخائنة الأعين والخبير بما في الصدور, إن لم يكن الحياء من الله العزيز القريب الجميل فممن يكون؟ ..

*فمن أدب الحجاب أن يقرّ الحياء في القلب فيستحيي أن يتطلع لما كفّه الله عنه فيطلّع الله على خبيئته فيمقت ما بدر عنه وما دار فيه , فيعف القلب عما لا يرضاه مولاه منه, ولا أقرب من القرءان الكريم لقلوب المؤمنين, فهو عطاء غير ممنون, يهذبهم ويعلمهم, ويأخذ بأيديهم, ويؤدبهم ويربيهم ويهديهم, ولا أيسر من لزوم الصراط معه ولا أسلس من قياد النفس له إن أخبتت وأنابت, وهكذا يعلم القرءان المؤمنات هذا الأدب الكبير الجليل:

" يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ? إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا" الأحزاب (32) ,

فلمّا يزل في الناس من يتشوف قلبه للفجور وإن لم يبده, فأنى وجد من الإناث دلا ودلالا ولينا في القول وتكسرا في الصوت انبرى لها بتشوفه لينال منها ما عرّضت له به, وتلك صورة لا تستوي في نفوس المؤمنين ولا تستقيم في قلوبهم فامتنع أن تميل لها فعالهم وأقوالهم, ولذلك كان الشرف والفضل في الآية الكريمة معلقا على التقوى , فمن يخش الله ويتقه يحول خوفه من الله وحياؤه منه سبحانه من الابتذال والترصد لضعف القلوب وهفواتها, وهذا حظ فطري في النفوس جبلت عليه الإناث من الأزل فهي تحب أن تبدو جميلة عذبة ويروق لها أن تروقها النفوس والأعين, والإسلام لا يتنكر لهذه الفطرة لكنها يطيبها لتطيب, وينقيها بالتقوى لتنقى وتزدد شرفا وفضلا, فيجعل لها مسلكا حلالا مباحا طيبا, مباركا بكلمة الله تعالى, لتكون كأجمل ما خلقت عليه مع زوجها وبين محارمها, ويحميها من التطلع لما وراء ذلك كي لاتؤذى وتشقى وكيلا تؤذي وتشغل غيرها عن المعروف. وهو لا يريدها أن تتكلف الجفاء والخشونة الفظة, بل يهديها لأن تقول قولا معروفا, والمعروف هو الصواب الذي لا تنكره الشريعة ولا النفوس.

* فالقول المعروف بتستر وحياء وجدية ووضوح بقدر الحاجة هو من أدب الحجاب ..

* وكذلك, من أدب الحجاب غض البصر, وليست الأوامر مقصورة على النساء, بل على المؤمنين كافة ونقرأ في سورة النور:

" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ? ذَ?لِكَ أَزْكَى? لَهُمْ ? إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"

" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ... "الآية

فلا تحادث النساء الرجال ويحادث الرجال النساء وقد تعلقت عيونهم بعيونهن, وهذه صورة لا تكاد تمشي بين الناس إلا وتراها في كل قاعة درس وكل مضمار عمل أو زمالة وبكل سوق وطريق, وقد غاب عنهم سمت الشريعة, وقد نزع الحياء من وجوه نسائنا حتى ربات الخدور عفا الله عنهن برزن يجادلن هذا ويشارعن هذا دون ستر ولا غض لبصر ولارصانة في كلام, بل بتَّ ترى غاض البصر بينهم غريبا تستنكر العيون فعله ويخجل غيره من حذو حذوه, ولا عجب, فحين يتفشى التبسط والتكشف لا يعود المعروف عرفا ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير