أقفاص وهمية, كالقطط المدللة, فلم تتعرف على حقيقة ماهيتها بعد ..
وما عجب أن النساء ترجلت ... لكن تخنيث الرجال عجيب!
هل بعد كل هذا سيبقى في يوم أحدهم فسحة ليلتفت لقلبه, ليصلحه ويداوي سقمه وهزاله ,فينصلح فيه حاله, ويسمو به قبل زواله؟ ..
* هل هذه صورة الأمة الوسطى؟؟
دعوني أقص عليكم طرفا من خبرها الجميل والكلام لاِبْن الْعَرَبِيّ: لَقَدْ دَخَلْت نَيِّفًا عَلَى أَلْف قَرْيَة فَمَا رَأَيْت نِسَاء أَصْوَن عِيَالًا وَلَا أَعَفّ نِسَاء مِنْ نِسَاء نَابُلُس , الَّتِي رُمِيَ بِهَا الْخَلِيل صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّارِ , فَإِنِّي أَقَمْت فِيهَا فَمَا رَأَيْت اِمْرَأَة فِي طَرِيق نَهَارًا إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة فَإِنَّهُنَّ يَخْرُجْنَ إِلَيْهَا حَتَّى يَمْتَلِئ الْمَسْجِد مِنْهُنَّ , فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاة وَانْقَلَبْنَ إِلَى مَنَازِلهنَّ لَمْ تَقَع عَيْنَيَّ عَلَى وَاحِدَة مِنْهُنَّ إِلَى الْجُمُعَة الْأُخْرَى. وَقَدْ رَأَيْت بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى عَفَائِف مَا خَرَجْنَ مِنْ مُعْتَكَفهنَّ حَتَّى اُسْتُشْهِدْنَ فِيهِ." تفسير القرطبي"
فك الله أسر أقصانا وفك أسر الأمة مما سرى عليها ..
* ترسم الآيات صورة لا يمكنها أن تفارق خيال المؤمنين الصادقين إن وعتها قلوبهم مرة " وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" أطعن الله ورسوله, وليس من حكمة ولا بيان ناصح مهذب ولا نور يهدي القلوب التائهة فتنشرح له الصدور كآيات ربنا جل في علوه " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" ليس الأمر والنهي والحدود والتوجيه الرباني السامي إلا لتطهر به النفوس ويذهب عنها الرجس فتعف وتصدق وتنشرح وتعلو, والوصية بالقرءان, والقرءان هو البرهان, وهي وصية الله الخبير بخبايا نفوسكم يدلكم بلطفه إلى ما فيه شفاءكم "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى? فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا" .. هكذا نحب أن نرى المؤمنات, فالتزمنها, رضي الله عنكن وإيانا, صورة مضيئة مشرقة لمؤمنات تحويهن لؤلؤة مجوفة من لآلي الجنة, تنشرح لها القلوب ويمتد سنا نورها ليملأ أفق البصيرة المبصرة .. شغل قلوبهن القرءان وملء نفوسهن الحكمة, واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ...
كوني من اللائي ذكرن بسورة الـ ... أحزاب في القرآن حتى تغنمي
المؤمنات العابدات القانتا ... ت القائمات بجوف ليل مظلم
ثم تأتي البشرى لتسكن لها النفوس المتعبة وتستروح لديها الأرواح التي شتّ بها الجدب يوما , هو الوعد الجميل بمغفرة وأجر عظيم " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"
الإسلام, هو رأس الأمر دوما, ومن دخل في السلم, فعليه أن يدخله كافة ..
والإيمان والقنوت, والصدق والصبر, والخشوع والتصدق, والصوم والعفة, وذكر الله كثيرا ..
هذه هي صفات المجتمع الربّانيّ المؤمن ...
ولله أمة هكذا بنوها وهكذا بناتها, أين في علياء المجد والشرف تكون ..
* ونستأنس بهدي الآيات وإن تكن نزلت في غير ذلك, النفوس ليست كلها سواء , وربما كان من لا تستحوذ عليه كل هذه البينات الهاديات ولا تداوي مرض قلبه فلا ترتدع بها نفسه, وهنا يأتي فصل الخطاب " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ? وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" لا خيرة بعد أمر الله لأحد ... ليس لك إن ءامنت أن تختار بين ما تريده نفسك وما تأباه, لو عقدت العهد فعليك الوفاء به فقد أمر الله ورسوله أمرا فلو خرجت نفسك من طاعة ما قضى به فقد ضللت ضلالا مبينا ..
ولدعاة العولمة والعري والمتحينين لفتنة المؤمنين والمتتبعين النساء لريبة فلست تجد لهم خيرا من قول الله تعالى في الآية التي تلت آية الحجاب " لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا" (الأحزاب60)
بلى ,لقد كانوا هناك منذ الأزل, جمع بينهم النفاق ومرض القلوب والإرجاف, والإرجاف هو التماس الفتنة, ولم يكن لهم دواء غير الردع بقطعهم من دابر إن لم ينتهوا عما يخوضون فيه ..
يتبع إن شاء الله ..
¥