" قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى? رَبِّي ? لَوْ تَشْعُرُونَ " الشعراء ..
لماذا لا يرى الناس الحق مجردا وهو أسطع من الشمس دليلا على بزوغ النهار؟ لماذا لا يتجردون من تلكؤ النفوس وميلها ليقرأوا ويقرّوا .. لماذا يعللون لشرك قلوبهم بأخطاء الناس كي يبرروا لها تنكبها عن الصراط وافتقارها للإخلاص .. ليس هذا من الإيمان في شيء .. الإيمان الحق يعني أن تترسخ في قرارة قلبك عقيدة التوحيد عروة وثقى لا إنفصام لها, لا جدال حولها ولا مفاصلة فيها, هي الحقيقة التي يقاس عليها ولا تقاس هي على أحوال الناس .. هل رأيتم بناءا بغير قاعدة؟ ..
لماذا لا يفهم هؤلاء أننا لا ندعو إلى المحجبات ولا إلى المنتقبات ولا إلى الملتزمين .. كي يتركوا هذا الأمر جانبا ويمضوا .. نحن لا ندعوا لأشخاص بأعيانهم ولا بعنوانهم الذي يندرجون تحته .. نحن ندعوا إلى دين الله عز وجل إلى طاعة الخالق المعبود وإلى تطبيق شرعه ولزوم أمره, لو فسد كل الناس وهم يزعمون انتمائهم لهذا الدين فسيبقى هو الدين الحق لا يتبدل في حقيقته شيء .. لو ضلوا جميعا فأنت, أنت, ستظل مطالبا به وحدك, لا يضرك فسادهم إن صلحت, ولا يغنون عنك شيئا إن تركته نكاية فيهم أو جحودا لحالهم وتنكبت له ومضيت, لا تبرر لنفسك اعوجاج حالك ... بينك وبين ربك الخبير البصير لا حجب ولا وسطاء, وحده سبحانه يطلع على خبيئتك, ووحده سبحانه هو الديان الذي ستعرض عليه في يوم الحساب, ووحده سبحانه من عليك أن تطيعه في قرارة قلبك, وفي كل سرك وجهرك وسكونك وعملك وسكوتك وقولك ... فهل في هذا فصل الخطاب ..
بل لابد من تعرية الحقيقة .. أنتم .. لا تريدون الإسلام .. لا يعجبكم .. لا يروق لذائقتكم .. فدونكم .. لماذا تلصقون به الدعاوى وتتمسحون بأعتابه وتتربصون بأحكامه الدوائر؟ .... اخلعوا أقنعة المصلحين فهي لا تناسب وجوهكم والله .. لم لا تعلنوها صريحة لستم من الإسلام في شيء وتمضون لحالكم وتعرضون عن أذية أهله .. لماذا تصرون على تمرير أفكاركم العصرية المزعومة وتحشرونها حشرا تحت ستار الإسلام, بل وتزعمون لنا بكل ما أوتيتم من فصاحة ولسان أن هذه هي حقيقة الإسلام وتلك هي أصوله وأنتم من ينافح عنها ويعيد الأمة التائهة إليها ..
الفروض ليست فروضا بل لا تعدو كونها عادات, أعرافا , باليات تالفات, والأحكام لا إجماع عليها, بل, لا مشروعية لها, بل, تتعارض مع المصالح العامة, بل هي لذلك محظورات شرعية .. الآيات لا تصرح بالحكم, بل لا تشير إليه, بل نزلت في حال خاصة, بل نسختها آيات أخرى, بل,, لا تتحدث عن هذا بالمرة بل عن حكم ءاخر وقد كان العلماء السالفين واهمين , بل كان العلماء, متعصبين لعادات عشائرهم, فانتزعوا لها الأحكام وليست هي بحق!! .. الله أكبر .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
يتبع إن شاء الله ..
ـ[د صفاء رفعت]ــــــــ[19 - 05 - 10, 11:38 ص]ـ
(9)
الحجاب حجر عثرة في طريق السد ليس إلا, ويطّرد من بعده القياس ...
إن التوابع الفعلية لخلع الحجاب لا تطال فقط أهل الخلاعة بل تؤثر على عامة الناس .. والتساهل في الاختلاط, أعني التبسط الناشيء عن اعتياد الخلطة والذي يتسرب للنفوس تدريجيا بعد وقت يسير مع اعتيادها, في غياب مراجعة النفس وفي غياب منظومة القيم الإسلامية الأصيلة التي تنظم حياة المسلمين وتهذب جنوحهم وتسمو بهم, إن التنكب لهذه القيم, بما ينتج عنه من الإنفلات من ضوابط الشرع, يقود إلى الإفلات من ضوابط العرف كذلك ..
فمن الذي يقول حين نترك الدين جانبا, من الذي يقول ماذا تغطي المرأة وماذا تكشف, ومتى تحتجب ومتى تتبرج, ومتى تتبسط مع الغرباء ومتى تحتشم معهم, وما حدود كل هذا وقيوده, المجتمعات التي وقعت ضحية لنزع الانتماء لأوامر الشرع وقعت ضحية تخليها عن هويتها وانتحاب قيمها وأعرافها الطيبة بذات الوقت, في البداية كشفت النساء الوجوه, ثم الشعور, ثم الأكتاف, ثم ... لم يبق شيء.
¥