تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإسلام ودواوين العلم لم يمنعهم أن يعتبروا هذا المعارف الدنيوية وهذه العلوم الدنيوية، ولكن لا يختلف اثنان من أهل العلم على أن العلم في شرفه ونبله هو العلم الشرعي وأن هذه المعارف الدنيوية تسمى علوماً بالظاهر؛ لكن شرف العلم وما ورد في النصوص في الكتاب والسُّنة في العلم المراد به العلم الشرعي المتعلق بالعقائد وعلم الأحكام الشرعية وهذا هو الذي نص عليه العلماء والمعروف في شروح الأحاديث، و- أيضاً - تفاسير القرآن وهو الذي له شرف العلم والذي ورد برفعة درجة أهله في الدنيا والآخرة، فلو أن الإنسان أتقن الطب أو أتقن الهندسة فهو مأجور بحسن نيته؛ لكن لو أنه تخصص في الهندسة وأراد أن يتجه للعلوم الشرعية فنقول: هناك علوماً شرعية ملزمة لك وهو العلم الضروري يجب عليك أن تتعلمه، وأما ما زاد على ذلك فهو نافلة في حقك وإذا تخصصت في الطب أو تخصصت في الهندسة فصيانة أرواح المسلمين وسياراتهم وبيوتهم لا شك أنها أمانة في عنقك، ولذلك تجد بعضهم في الطب ولا يدرس دراسة جيدة فيتخرج فيؤذي الناس في أجسادهم ويؤذي الناس في أرواحهم فنحن نقول: إذا تخصصت في الطب أو الهندسة أتقن الطب والهندسة لأنه فرض عليك ما دمت أنك تفرغت من بين المسلمين للاشتغال به، والمسلمون محتاجون إليك فواجب عليك أن تتقن هذا العلم وأن تضبطه ثم بعد ذلك تجعل فضلاً من وقتك لطلب العلم لكن في الأساس عند العلماء من تفرغ لعلم من علوم والكفايات؛ لأن الطب من فروض الكفاية كما نص عليه العلماء-رحمهم الله- والعلوم الهندسة مثلاً هندسة بيوت الناس الآن لو لم يملك المسلمون مهندسين لربما سقطت البيوت وبنيت عشوائياً فأضرت بأرواح الناس حتى في طرقهم وطريقة هندسة الطرق حتى في بعض الآلات والأجهزة فلا يظن أحد أن الإسلام فقط في المسجد، الإسلام أعمق من هذا كله والإسلام قائم على رعاية المصالح ودرء المفاسد وكما أن المفاسد تكون دينية تكون دنيوية - أيضاً -، فالمهندس الناجح في هندسته قد ينقذ الله به أرواحاً وقد يحصل غش في البناء وقد يحصل غش في طرقات المسلمين وقد يحصل غش في الأشياء التي يتعامل معها المهندسون ولا يستطيع أن يكشف ذلك الغش إلا الأمين الناصح فيكشفه فيثيبه الله بأعظم الثواب لأنه صان أرواح المسلمين عن الهلاك، وإذا كان في الحديث الصحيح لما مر رجل على غصن شوك قال: ((لأنحينَّ هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فزحزحة الله به عن نار جهنم)) فما بالك بمن حفظ الله- U- به طرقات المسلمين أو حفظ به بيوتهم أو حفظ به مثلاً سياراتهم التي يحصل فيها الغش والأذية، وفي الطب حفظ به أرواحهم وأجسادهم فمدار الأمر كله على مصالح المسلمين، جلب المصالح لهم ورفع المضار عنهم، تتقن ما أنت فيه، وكم الآن تجد أناساً قد يكون طالب في الهندسة وهو يرى من يُدرس الهندسة لا يتقن تعليمه وتدريسه فينوي في قرارة قلبه أن يتخرج وأن يأتي مكان هذا المدرس الفاشل الذي لم يحسن تعليم المسلمين وقد ينوي أن يتخرج في مكان ينفع به المسلمين، وقد ينوي أن يتخرج فيقوم على مصالح المسلمين بالمال القليل ولا يضيق على المسلمين كلها نوايا صالحة ما دام أنه يريد الخير للمسلمين وكلها نوايا يثاب صاحبها ويؤجر عليها، فالإسلام أعظم من أن يظن الإنسان أنه منحصر في شيء بل إنه دين جعله الله رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، فأتقن ثغرك وأحسن علمك الذي تخصصت فيه وأنوِ بذلك نفع المسلمين وأنت مأجور غير مأزور ومعانٌ من الله- U- وهكذا الشأن في الأطباء وغيرهم، كم الآن نجد من الغش في الطب وكم نجد من يأكل أموال الناس بالباطل ومن يعرض أرواح المسلمين للخطر في طبهم وكم من الأعضاء يبتر! وكم وكم .. !! ومع هذا ما حصل هذا كله إلا بعدم وجود الاكفاء وعدم وجود الأمناء، فكم من الأجر يكون للطيب الذي يحسن نيته أن يأتي مكان هؤلاء، ولو كان واحداً فإن الله يأجره على حسن نيته ويثيبه على طيب طويته - فنسأل الله بعزته وجلاله أن يبارك للمسلمين في هذه العلوم وأن يجعلها عوناً لهم على طاعته -، فاشتغل بهذا الأساس واجعل مثلاً أيام العطلة أو أيام فراغك لتعلم الشرع أو أيام الإجازة التي لا تؤثر على تحصيلك الأساس، والله - تعالى - أعلم ا. هـ

هاهي إجابته أتتك فإن شئت فخذها ..

ثم أذكرك أخي بأن دراسة العلم الشرعي لا يعدلها شيء لمن صحت نيته كما قال الإمام أحمد

وكلية الهندسة والعمل بعدها ماهي إلا مهنة تمتهنها لتبلغ بها المرتبة العليا في العلم ففرق بين مهنة وبين رغبة فأبو خنيفة كان حداد وكذلك من المعاصرين العالم المحدث عندنا هنا في السعودية عبد الله السعد فتخصصه كيمياء وكذلك الشيخ خالد الراشد مهندس وكذلك شيخنا العالم الجليل عبد الله بلقاسم حفظهم الله جميع تخصصه أحياء وكذلك الشيخ محمد المنجد وهو هو في العلم والعمل دكتور مهندس وغيرهم كثير

فلا تشغل وقتك بهذا و أتكل على الباري ونظم الوقت تحظى بالعلم

فالعلم كما قال شيخنا عبد الله بلقاسم ((ترى ثمرته بسرعة جدا))

وإياك أخي أن تغتر بمنظر العلماء وإلتفاف الناس حولهم فلا يكن مقصوده هذا بل مطلبه كما قال الشيخ عبد الكريم الخضير ((أن تأتيه منيته وهو في عبادة والعلم أجل العبادات))

وهذا بريدي إن أحتجت لمساعدة

[email protected]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير