تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نعمة البيت، وبعض النصائح لإصلاح البيوت]

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[23 - 05 - 10, 10:01 م]ـ

البيت نعمة

قال الله تعالى: " والله جعل لكم من بيوتكم سكناً ". سورة النحل الآية 80.

قال ابن كثير – رحمه الله -: " يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع ".

ماذا يمثل البيت لأحدنا؟ أليس هو مكان أكله ونكاحه ونومه وراحته؟ أليس هو مكان خلوته واجتماعه بأهله وأولاده؟

أليس هو مكان ستر المرأة وصيانتها؟! قال تعالى: " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " سورة الأحزاب الآية: 33

وإذا تأملت أحوال الناس ممن لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة، عرفت نعمة البيت، وإذا سمعت مضطربا يقول ليس لي مستقر، ولا مكان ثابت، أنام أحيانا في بيت فلان، وأحيانا في المقهى، أو الحديقة أو على شاطئ البحر، ومستودع ثيابي في سيارتي؛ إذن لعرفت معنى التشتت الناجم عن حرمان نعمة البيت.

ولما انتقم الله من يهود بني النضير سلبهم هذه النعمة وشردهم من ديارهم فقال تعالى:

" هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر ". ثم قال: " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ". سورة الحشر، الآية: 2

**والرجل الصالح مع المرأة الصالحة يبنيان بيتا صالحا لأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا **

وهذه بعضآ من النصائح لإصلاح البيوت ..

اجعلوا البيت مكانا لذكر الله

قال صلى الله عليه وسلم: " مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت ".

فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه؛ سواء ذكر القلب، وذكر اللسان، أو الصلوات وقراءة القرآن، أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة.

وكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها، كما جاء في الحديث، بل ما هو حالها إذا كان ما يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير والغناء، والغيبة والبهتان والنميمة؟! …

وكيف حالها وهي مليئة بالمعاصي والمنكرات، كالاختلاط المحرم والتبرج بين الأقارب من غير المحارم، أو الجيران الذين يدخلون البيت؟!

كيف تدخل الملائكة بيتا هذا حاله؟! فأحيوا بيوتكم رحمكم الله بأنواع الذكر.

: اجعلوا بيوتكم قبلة

والمقصود اتخاذ البيت مكانا للعبادة.

قال الله – عز وجل -: " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين " سورة يونس الآية 87

قال ابن عباس: أمروا أن يتخذوها مساجد.

قال ابن كثير: " وكان هذا - والله أعلم – لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه، وضيقوا عليهم، أمروا بكثرة الصلاة كما قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة " سورة البقرة الآية 153. وفي الحديث: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى ".

وهذا يبين أهمية العبادة في البيوت وخصوصا في أوقات الاستضعاف، وكذلك ما يحصل في بعض الأوضاع عندما لا يستطيع المسلمون إظهار صلاتهم أمام الكفار. ونتذكر في هذا المقام أيضا محراب مريم وهو مكان عبادتها الذي قال الله فيه: " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا " سورة آل عمران الآية 37

وكان الصحابة – رضي الله عنهم – يحرصون على الصلاة في البيوت – في غير الفريضة – وهذه قصة معبرة في ذلك: عن محمود بن الربيع الأنصاري، أن عتبان بن مالك – وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم، وهو ممن شهدوا بدرا من الأنصار- أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! قد أنكرت بصري وأنا اصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، وددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سأفعل – إن شاء الله - ". قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: " أين تحب أن أصلي في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير