تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن تيمية رحمه الله: (ولذلك لايصح التوكل ولايتصور من فيلسوف ولامن القدرية النفاة القائلين بأنه يكون في ملكه ما لايشاء ولايستقيم أيضاً من الجهمية النفاة بصفات الرب جل جلاله ولا يستقيم التوكل إلا من أهل الثبات)

والتوكل في لسان الشرع إنما يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل واستمداد المعونة منه والاعتماد عليه وحده فذلك سر التوكل وحقيقته.

والشريعة أنرت العامل بأن يكون قلبه منطوياً على سراج (التوكل) والتفويض.

والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها فمن عطلها لم يصح توكله.

فإذا توكل العبد على ربه وسلم له وفوض أمره إليه .. أمده الله بالقوة, والعزيمة, والصبر, وصرف عنه الآفات التي هى عرضة اختيار العبد لنفسه, وأراه من حسن عواقب اختياره له مالم يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه.

وهذا يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات .. ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة .. وينزل في أخرى.

6 - الخوف من الله: المؤمن بالقدر تجده دائماً يخاف من الله عز وجل, وعلى حذر من سوء الخاتمة, إذ لايدري مايُفعل به, ولا يأمن مكر الله.

ومن هنا يستقل عمله, ولايغتر به مهماً كان, فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن .. يقلبها حيث يشاء, والخواتيم علمها عند الله جل في علاه.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (فـ والله إن أحدكم أو الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى مايكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين .. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها.

وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى مايكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين .. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها).

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليعمل عمل أهل النار وأنه من أهل الجنّة .. ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار, وإنما الأعمال بالخواتيم).

اللهم أحسن خواتيم أعمالنا .. آمين

7 - قوة الرجاء وإحسان الظن بالله: فالمؤمن بالقضاء والقدر حسن الظن بالله, قوي الرجاء به سبحانه وتعالى, لعلمه بأن الله لايقضي قضاءً إلا وفيه تمام العدل والرحمه والحكمة, (سبحانه).

فلا يَتهِم ربه فيما يجريه عليه من أقضيته وأقداره, وذلك يوجب له استواء الحالات عنده, ورِضاه بما يختاره له سيده, كما يوجب له انتظار الفرج وترقبه, وذلك يخفف حمل المشقة لاسيما مع قوة الرجاء أو القطع بالفرج .. فإنه يجد في حشو البلاء من رَوْح الفرج ونسيمه وراحته ماهو من خفي الألطاف .. وماهو فرج مُعجل.

8 - الصبر وقوة الاحتمال: الإيمان بالقدر يثمر لصاحبة عبودية الصبر على الأقدار المؤلمة, والصبر من جميل الخلال, ومحمود الخصال, له فوائدة الجمة, وعوائده الكريمة, وله عواقبه الجميلة, آثاره الحميدة.

وكل فرد من الناس لابد له من الصبر على بعض مايكره .. إما اختيارا وإما اضطراراً, فالكريم يصبر اختياراً .. لعلمه بحسن عاقبة الصبر .. وأنه يحمد عليه ويذم الجزع .. وإنه إن لم يصبر لم يرد عليه الجزع فائتاً .. ولم ينتزع منه مكروهاً .. فمن لم يصبر صبر الكرام سلا سلوا البهائم.

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وجدنا خير عيشنا بالصبر) * المرجع عدة الصابرين

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (الصبر مطيه لاتكبو).

وقال الحسن رحمه الله: (الصبر كنز من كنوز الخير, لايعطيه الله إلا لعبد كريم عنده)

وصدق من قال:

والصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقتهُ

لكن عواقبه أحلى من العسل

ولهذا تجد المؤمن بالقدر صبوراً .. متجلداً .. يتحمل المشاق .. ويتضلع بالأعباء.

بخلف ضعيف الإيمان بالقدر الذي لايقوى على احتمال .. ولايصبر على أدنى شيء يعترضه

بسبب ضعف إيمانه, ورخاوة نفسه, وانزعاجها العظيم للشيء الحقير, فما أن يصاب بالتافه من الأمر حتى تراه حرج الصدر .. لهيف القلب .. كاسف الوجه, ناكس البصر, تتناجى الهموم في صدره, فتقض مضجعه, وتؤرق جفنه, وهى أكبر منها لو حدثت لمن هو أقوى منه إيماناً واحتمالاً لم يلق لها بالاً, ولم تحرك منه نفساً, ولنام ملء جفونه, رضي البال, قرير العين.

فالذين لايؤمنون بالقدر يجزعون من أتفه الأسباب! , بل ربما أدى بهم الجزع إلى الجنون, والوسوسة, وتعاطي المخدرات, والمسكرات, وقتل النفس.

ولذلك يكثر الانتحار في البلاد التي لايؤمن أهلها بالقضاء والقدر كـ أمريكا, والسويد, والنرويج .. وغيرها,

بل لقد وصل الأمر ببعض البلاد إلى فتح مستشفيات للانتحار!

- وقد قرأت مؤخراً في إحدى المجلات عن مواقع أجنبية تختص عبر النت بتعظيم الانتحار وتسهيله في عيون المنتحر

بحيث يقدم عدة طرق سهله تساعد المنتحر على الانتحار والتخلص من مشاكله وحياته البائسة! -

ولو بحثنا عن أسباب انتحارهم لوجدناها تافهة جداً .. لاتستدعي سوى التغافل وغض البصر عنها,

فبعضهم ينتحر لتخلي خطيبته عنه, وبعضهم بسبب رسوبه في الامتحان,

وبعضهم بسبب وفاة المطرب الذي يحبه! , أو بسبب هزيمة الفريق الذي يميل إليه ... وهكذا!!

وقد يكون الانتحار جماعياً!!

والعجيب في الأمر أن غالبية المنتحرين ليسوا من طبقة الفقراء حتى يقال: انتحروا لضيق معيشتهم,

بل إنهم من الطبقة الغنية المغرقة في النعيم

بل ويقع الانتحار من المشاهير

بل ومن الأطباء النفسيين الذي يُظن أنهم يجلبون السعادة ويحلون المشكلات!

فسبحان الله .. والحمدلله على نعمتي العقل والإسلام

يتبعـ ...

http://nagdyah.jeeran.com/alfagr-nsaeem.gif

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير