تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ام الزهراء]ــــــــ[01 - 06 - 10, 07:35 ص]ـ

ابع ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر

1 - الحزم والجد في الأمور

2 - الاعتدال حال السراء والضراء

18 - الحزم والجد في الأمور: فالمؤمن بالقدر حازم في أموره، منتهز للفرص التي تمر به، حريص على كل خير ديني أو دنيوي، إذ الإيمان بالقدر يدعوا إلى ذلك، فـ لم يكن داعية إلى البطالة، والإقلال من العمل البتة.

بل لقد كان له عظيم الأثر في إقدام عظماء الرجال على جلائل الأعمال التي يسبق إلى ظنونهم أن استطاعتهم ومالديهم من الأسباب الحاضرة يقصران عن إدراكها.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (احرص على ماينفعك ولاتعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وماشاء فعل).

19 - الاعتدال حال السراء والضراء: الإيمان بالقضاء والقدر يحمل على الاعتدال في سائر الأحوال، وذلك لأن الإنسان في هذه الحياة الدنيا يتقلب في أحوال عديدة، فقد يبتلى بالفقر، وقد ينال نصيباً وافراً من الدنيا، وقد ينعم بالصحة، وقد يبتلى بالأمراض، وقد ينال ولاية وشهرة وبُعْدَ صيتٍ، وقد يعقب ذلك عزل، وذل، وخمول ذكر.

ولهذه الأمور وأمثالها أثر على النفس، فالفقر قد يقود إلى الذلة والخنوع، والغني قد تغير به أخلاق اللئيم بطراً، وتسوء طرائقه أشراً.

والمرض قد يتغير به الطبع فـ لا تبقى الأخلاق على اعتدال، ولايقدر معه المرء على احتمال.

وكذا الولاية قد تحدث في الأخلاق تغيراً، وعلى الخلطاء تنكراً إما من لؤم طبع، وإما من ضيق صدر.

وفي مقابل ذلك العزل فقد يسوء به الخلق، ويضيق به الصدر إما لشدة آسف، أو لقلة صدر.

وهكذا لاتستقيم الأحوال على حد الاعتدال لأن في العباد قصوراً، وجهلاً، وضعفاً، ونقصاً.

إلا من آمن بالقدر حقيقة فـ لا تبطره النعمة، ولا تقطنه المصيبة، فـ لا تطيش به الولاية في زهو، ولاينزل به العزل في حسرة، ولايحمله الغنى على الأشر والبطر، ولا ينحط به الفقر إلى الذله والخضوع.

فـ المؤمنون بالقدر يتلقون المسار والمحاب بقبول لها، وشكر الله عليها، واستعانة بها على أمور الدين والدنيا، فـ يحصل لهم من جراء ذلك من الخيرات والبركات ما تتضاعف به مسراتهم.

ويتلقون المكاره بالرضا، والاحتساب، والتحمل، والمقاومة لما يمكنهم مقاومته، وتخفيف مايمكنهم تخفيفه، وبالصبر الجميل لما لابد لهم منه، فـ يحصل لهم بسبب ذلك خيرات عظيمة يضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسرات والآمال الطيبة.

يقول عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله -: (أصبحت السراء والضراء مطيتان على بابي، لا أبالي أيهما ركبت).

http://nagdyah.jeeran.com/alfagr-nsaeem.gi

يتبع

نسأل الله أن يجعل لنا نصيباً من تلك الخصال

http://nagdyah.jeeran.com/alfagr-nsaeem.gif

تابع ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر

1 - السلامة من الحسد والاعتراض

2 - العلم بحكمة الله

20 - السلامة من الحسد والاعتراض: الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تفتك بالمجتمعات، وتزرع الأحقاد بينها، وذلك مثل رذيلة الحسد، فـ المؤمن بالقدر لايحسد الناس على ماآتاهم الله من فضله لإيمانه بأن الله هو الذي رزقهم، وقدر لهم أرزاقهم فـ أعطى من شاء ومنع من شاء ابتلاً، وامتحاناً وأنه حين يحسد غيره إنما يعترض على قدر الله.

فـ إذا آمن بالقدر سلم من الحسد، وسلم من الاعتراض على أحكام الله الشرعية، وأقداره الكونية، وسلم لله في جميع أموره.

21 - العلم بحكمة الله عز وجل: الإيمان بالقدر على وجة الحقيقة يكشف للإنسان حكمة الله جل في علاه فيما يقدره من خير أو شر، فـ يعلم أن وراء تفكيره وتخيلاته من هو أعظم وأعلم وأحكم.

ولهذا كثيراً مايقع الشيء فـ نكرهه وهو خير لنا، وكثيراً مانرى الشيء مصلحة ظاهرة فـ نحبه .. ونرغب فيه ولكن الحكمة لاتقتضيه فـ المدبر للإنسان أعلم بمصالحه وعاقبة أمره، كيف وقد قال: " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون " [البقرة:216]

ومن أسرار هذه الآية وحِكَمها أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور، والرضا بما يقضيه عليه، لما يرجوه من حسن عاقبته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير