تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[راعية الغنم وابن تيميه رضي الله عنه]

ـ[جورية عمر]ــــــــ[16 - 07 - 10, 10:45 م]ـ

هذه شاردة من شوارد الذهن لفتاة تعفرت برمال الصحراء

وسقطت في براثن المدن

فتاة عاشت تغزل بمغزلها محكات الصوف وتلتقط حبيبات الحصى الصغيره

وهي ترادف اغنامها وضحكتها البريه مثلها تبرز من خلف خمار وجهها

حين تهفها نسمه هادئه تجلس على كثبان رمال حمراء كي تستتر بالارض

لحياة البادية طعم حلو المذاق لايعرفه الا من عافر فجر الصحراء

وتثنى بغروب شمسها

لكن هذا الدفء من الارض لم بستمر طويلا سرعان وما قذف بها والدها الى

متاهات المدينه والتحقت بافرباء والدها كي تنال حظها من التعليم

مضى العمر سريعا نضجت بدويتنا وتبدلت اغنامها باحداث المدينه وضجيجها

صاحبت الجميع وتعلمت من الجميع

لحظات الالم تردها الى ذاك البئر والى تلك الاكوام من الرمال البارده والى صوت

غثاء الماعز تمر بها اللحظات ويمر بها العمر

كبرت مع كل لون من الوان التعارف صارت تتفهم لغة الجميع صارت تدرك ان عليها

ان تكون مثل الجميع

نمت في تعليمها وتفوقت وجائها من قدرها ما لم تكن تعلمه او حتى تتحسسه

سافرت خارج البلاد هذه المره

خارج الموطن صرت صرتها واستودعها ابيها مع اخيها ايضا لتكمل دراستها

هي تعلم ان الغربة صكت وجهها منذ ان فارقت بيئتها ورمالها وتربتها وانحصرت

في كتب تحشو بها عقلها الصغير

هي من بلاد تلون وجوه سكانها بالذهب الاسود كما يقولون بلد غنيه بالبترول

وسكان تلك المدن تلونت هم الاخرين السنتهم وتبدلت سراويلهم وقمصانهم

وصاروا متحضرين اي منحصرين في سراويل ضيقه جدا واحيانا قصيرة جدا

وركبوا دواب مسعورة مشتعلة بالبنزين --- هم من تطاول في البنيان

ركبت امواج رحلتها وانعصرت في الاوراق علوم لا تتعدى المنهج المدني

هي بنت الحياء راعية الغنم كثيرا ماتقول لاشان لي بكل هذه الكتب

هذه مدينة القاهرة ضجيج واسمنت وتشابه في الافراد بل انقلاب ادوار

البنت على هيئة شكل ولد والولد يشبه البنت

وسوق تعثرت فيه وتاهت عيناها في فتنه

كلما اغتربت اكثر كانت الامك اشد وكلما فارقت الناس لله وحده كان فرحك اشد

ان اصعب حياة يعيشها العباد ما بين الاسمنت والدواب المسعوره (السيارات)

وان اعذب رحله يقطعها العابد هي الرحلة الى الله (وحيد فقير)

هذه مسافة شطرت انفاسها كثيرا ما كانت تمني نفسها بالعودة الى خيمتها

الوبريه وبئر الماء الغائر والدلو المتدلي يهمس بصوت هاديئ كلما ملائته من ذاك البئر

وتلك الموقد المشتعلة بالنار ساعة الغروب

هنا المدبنه ضيقه وضيقه نفوس ساكنيها

انهم ينامون فوق بعضهم بعضا شق فوق شق واقدام تمشي فوق رؤس النائم والجالس

المدينه ضيقه وان التصقت بالاضواء والانوار


هذا بائع للكتب ينادي على كتبه وقفت تتفرس العناوين وتتحاشي البائع الذي
يشاكسها باسعار كتبه
عرض عليها كل العناوين هي التي رمقت الرصيف الضيق بعينيها الخائغتين

حياة ابن تيميه ---- امتدت اليه يداها تتناوله

تصفحته كانها تعرفه كانها تريد ان تتابع حياة العابد في ظل الالم ومع الاغتراب
دفعت الثمن ومضت

الطريق تهب مسرعه ان وقع في القلب امرا يحتاجه يريد اقتحامه
ان تسلم النفس لمن يقتحمها عنوه وبقوة شيئ رائع الروعه
ان تلتهب المشاعر بفيض ملهب للنفس شيئ رائع الروعه
كانت في كل كلمة كانها تستنجد بعلم يسطر عقلها
علم بسندها ينقيها ويرفعها ويوهجها وتستدل به فلا تنتهي منه

اعتادت المكتبات
بل اعتادت هذا الحوار مع ابن تيميه

كتبت اليه من وراء كل فهم داخلها كانت تتطهر بهذا العلم وتخر لله فتسجد
العلم بلا فهم مثل الجوهره بيد طفل رضيع
وعلم التصق بالقلب يجوب في اروقة كل القلوب والعلم لله يزداد به القلب نورا
قتحت معه حوارها وتقلبت في كتب طلابه وطوقت عنقها باجمل المعاني
هل هناك من ينسيه التعبد لله نفسه الا من ذاق حلو نسيانها مع الله

هل هناك موت للعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير