وصاحوا بصوت عال فرحا بأن الجندي لم يرى وجهي بعد ذلك النقاش ...
عندما خرجت من غرفة التفتيش ..
أوقفني جندي اخر ظانا انه لم يتم تفتيشي واراد ان ينظر الى هويتي ..
فصاح به ذلك الجندي الذي استوقفني: دعها تمر ... لا تنظر الى هويتها!!
والله ... لقد بكيت بعدها ... فخرا بنقابي واسلامي ...
اليوم التالي مررت بذلك الحاجز مرة اخرى ... بعد ان تم تفتيشي ...
وانا على وشك الخروج من الحاجز ... فاجأني صوت من خلفي ..
واذا به نفس الجندي .. يسألني: أنت التي تحدثت معها سابقا؟؟ انتظري ...
وأخد ينادي الجنود .. ليتجمعوا ويستمعوا الي ... !!
موقف اخر مر بي من حوالي 3 اسابيع ...
كنت قد خرجت من درس "شرح كتاب التوحيد " .. وأتوجه للحاجز ...
خلال الطريق ... كان الجو حارا ...
لكن أفكار من نوع اخر أخذتني الى مكان لا اشعر به بكل هذا الحر والضيق ...
أخذت مشاهد من عصر النبوة تمر بذاكرتي ...
ذلك اليهودي الذي اعتدى على تلك الصحابية ..
بأن ربط طرف ثوبها لتنكشف عورتها ...
شغلت فكري حمية ذلك الصحابي الذي انتقم لتلك المسلمة وقتل اليهودي الغادر ...
وثارت شجوني ... ماذا لو جئت الى هنا أيها الصحابي؟
ورأيت السفور الذي نرى ... ؟ لا حول ولا قوة الا بالله ...
ثم بعد هذا أخذت أسترجع ما مر في درس التوحيد .... وشعرت بالعزة ..
.بأننا من أمة امام الموحدين محمد عليه الصلاة والسلام ...
أفكار كثيرة دارت في مخيلتي ..
الى ان قطعها صوت سائقي التاكسي وهم يصيحون ليجذبوا الركاب اليهم!
نعم! الان علي ان انزل لامر عبر نقطة التفتيش!! يا الهي!
اخر ما ينقصني هو ان ارى أعداء التوحيد!! الله المستعان!!
كان الجندي واقفا يفتش كل من يمر .. ويطلب فتح الحقائب ...
شعرت بالضيق لانني احمل الكثير من الاغراض معي ...
وتوقعت ان اتاخر حتى يتم تفتيشي!!
حان دوري .. فاذا بالجندي يتكلم بلغة عبرية ساخرة:كيف سنفتش هذا "الشيء" ...
فهمت ما قاله لانني اتقن لغتهم ...
فأجبته: أولا: يجب ان تعلم أنني لست بشيء ...
ثانيا: من يفتشني هن المجندات النساء فقط في غرفة التفتيش ...
هكذا تفتشونني .. عرفت كيف؟
فوقف صامتا لا يتكلم .... ثم قال: هل تفهمين لغتي؟؟؟
حسنا!! لن أفتشك .. تستطيعين أن تمري .... حظا سعيدا!!
يا الهي!! ما الذي حصل!!! الله ييسر الأمور دائما!!
بعد ان كان الكثيرون يخوفونني من ان النقاب سوف يسبب لي مشاكل
وتأخير على الحاجز .... انقلب الامر ليحدث عكس ذلك ...
أذكر مرة .. ان الطابور كان طويلا جدا ...
قد أقف ساعة كاملة أنتظر دوري للتفتيش ... كان يوما صيفيا حارا ..
.كنت في اخر الطابور .. وكانت فتاة منتقبة اخرى في بداية الطابور ...
خرجت المجندة لتأخذ هذه الفتاة الى غرفة التفتيش ...
والمفاجأة كانت بأن طلبت من كل المنتقبات ان يجتزن دورهن في الطابور ...
لتفتشهن مرة واحدة ... !!! وبدل ان يأخذ مني الامر ساعة كاملة ...
لم يأخذ أكثر من خمس دقائق ... !! مرة أخرى ... الله ييسر!!
اخوتي .. اخواتي ...
اثبتوا على الحق .... مهما كانت التحديات لا تتنازلوا ..
أذكر مرة .. أني كنت في حافلة ركاب ... دخل الجندي الى الحافلة يفتش ...
لفت نظره تلك الفتاة المتوشحة بالسواد ...
طلب من صاحب الحافلة ان يطلب مني ان أشلح القفازين ليتأكد انني فتاة!!!
أخذ صاحب الحافلة يقول: يا أختي .. بلاش مشاكل ..
ما حد رح يشوف اخلعي القفازين ...
وامرأة اخرى تترجى بي: يا اختي .. بلاش يرجعونا ....
أرجوك اخلعي القفازين ..
لا أدري! هي رجفة أحسست بها تتملكني ... من يرى يدي؟؟
هذا الجندي؟؟ اليهودي؟؟ لا مستحيل ..
نظرت اليه وتكلمت اليه.: ان صوتي كاف لتعلم انني فتاة ..
انت لست بحاجة الى رؤية كفي ...
صمت الجندي .... ثم لا أدري كيف ترك الحافلة
وأشار بيده الى صاحب الحافلة ليكمل طريقه!!
مواقف كثيرة تتكرر ...
الان ... أريد ان أسأل ..
هل تعتقدون ان اليهود يوقفون أي فتاة ليسألوها عن الاسلام؟؟
ألا تعتقدون ان النقاب بعد اذن الله عز وجل
فتح لي بابا جديدا للدعوة لم أكن اتوقعه يوما؟؟؟
لكل أخت تقول أن النقاب سوف يعيقها عن الدعوة أقول بثقة ...
بل ان النقاب هو طريق البداية .. لدعوة على منهاج النبوة ..
فتيات كثر يخطرن ببالي الان .. لم أكن في يوم أتوقع ان يتكلمن معي ...
فتيات سافرات متبرجات ... يبادرن بالحديث معي بعد ان انتقبت!!
واحداهن تقول لي: اعلمي أن كل فتاة في الكلية
من المحجبة الى غير المحجبة
يحسدنك على نقابك ... !
كوني فخورة اختي .... فنقابك هو تاج عزتك وفخارك ...
هو نورك بالدنيا والاخرة ....
والحمد لله رب العالمين
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[14 - 08 - 10, 02:00 ص]ـ
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس". أخرجه الترمذي في السنن.
أحسن الله إليك أخيتي ونفع بك الأمة.
¥