تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لذلك كان لزاما أن يكون هناك ضوابط لتحادث الأخوات مع بعضهن البعض – خاصة وتحتها ألف خط – في وجود الرجال

فنبدأ بسم الله تعالى فنقول:

إن الله تعالى قد قال في كتابه الكريم:

{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}

{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} أي: في مخاطبة الرجال، أو بحيث يسمعون فَتَلِنَّ في ذلك، وتتكلمن بكلام رقيق يدعو ويطمع.

تفسير السعدي

قلت: فالخضوع إذن غير مقتصر على المخاطبة المباشرة وإنما يدخل فيه مخاطبة النساء بعضهن بعضا بخضوع ولين في حضرة الرجال

والقول مختلف عن الكلام وهو مشهور عند العرب وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دلائل كثيرة على ذلك

وفي جزء من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

" .. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا .. "

(ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ)

أَيْ أَشَارَ بِهِمَا، وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْقَوْلَ عِبَارَةً عَنْ جَمِيعِ الْأَفْعَالِ فَتُطْلِقُهُ عَلَى غَيْرِ الْكَلَامِ وَاللِّسَانِ.

تحفة الأحوذي

قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ: " قَالَ بِيَدِهِ أَيْ أَشَارَ، وَقَالَ بِيَدِهِ أَيْ أَخَذَ .... "

وهذا من بديع تعبير القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: فلا تخضعن بالقول ولم يقل بالكلام

وبما أن العرب تطلق القول على الكلام باللسان والفعل باليد وغيرها فالقول يشمل ما حذر منه القرآن من كلام وفعال

أي أن المرأة تحذر الخضوع بصوتها وبغير صوتها في وجود الرجال حتى لو لم يكن الخطاب لهم

وبما أن وجود الرجال يكثر في هذه الشبكة العنكبوتية المعلوماتية فإن على المرأة المسلمة أن تتقي الخضوع بالقول مع النساء وتتجنب الألفاظ الرقيقة على صفحات المنتديات أو برامج المحادثة إن كان فيها الرجال

وإن كان لابد من تخاطب بين الأخوات على أساس المحبة في الله فهناك الرسائل الخاصة والمحادثات الخاصة في المنتديات والبرامج المختلفة بعيدا عن الرجال , وأيضا المنتديات الخاصة بالنساء أو حتى ساحة مخصصة للنساء وهو مشهور في كثير من المنتديات – إن كانت هذه الساحة محجوبة عن أعين الرجال – وهو الأفضل والأسلم

وهناك الكثير من الألفاظ التي تستخدمها أخواتنا أمام الرجال بقصد أو بدون , يكون فيها خضوع كبير في بعض الأحيان - مُخجِلة – نوعا ما في بعض الأحيان

ومنه استخدام ألفاظ الحب والتغزل بين الأخوات وغيرها وهي معروفة مشهورة ومن لا يعرفها فليؤلف من عقله فالأمر سهل

واستفت قلبك في كون هذا اللفظ رقيقا أو غير ذلك

والأمثلة كثيرة لكن العرب سبقتنا فقالت: اللبيب بالإشارة يفهم

وأقول: وكذلك اللبيبة

فاحذري أختاه من الخضوع في قولك وفعلك

ولا تقولي أن الكتابة ليست خضوعا ففيها عين الخضوع وتُوقعك في المحظورات إن لم تتقي الله في نفسك وفيما تكتبين

ونسأل الله لنا ولكم ولكن جميعا هداية ورشادا وعتقا من النيران

واللهَ نقصِد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[براعم العلم]ــــــــ[08 - 09 - 10, 12:49 م]ـ

جزاك الله خيرا.

ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[08 - 09 - 10, 01:55 م]ـ

بورك فيكما

في كثير من المنتديات تكون هذه الدرجة جيدة

لكن يبدو أن إعدادات المنتدى تتبع خطا يحتاج لدرجة أكبر

إذ أن كل خط يختلف عن سواه

جزيت خيرا

ـ[أمة الله الجزائرية]ــــــــ[09 - 09 - 10, 03:47 م]ـ

بارك الله فيك أختي

ـ[روضة الجنة]ــــــــ[12 - 09 - 10, 12:44 ص]ـ

بورك فيك ونفع الله بك ...

موضوع مهم .. في زمن كثر فيه التساهل ..

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:15 ص]ـ

جزاكِ الله خيرا على التنبيه.

لذلك كان لزاما أن يكون هناك ضوابط لتحادث الأخوات مع بعضهن البعض – خاصة وتحتها ألف خط – في وجود الرجال

فائدة لطيفة طريفة:

قال الإمام الألباني رحمه الله: " إن وضع الخط فوق الكلمات المراد لفت النظر إليها هو صنيع علمائنا تبعا لطريقة المحدثين، وأما وضع الخط تحت الكلمة فهو من صنع الأوروبيين وقد أمرنا بمخالفتهم ".

من كتاب الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:41 ص]ـ

فائدة لطيفة طريفة:

قال الإمام الألباني رحمه الله: " إن وضع الخط فوق الكلمات المراد لفت النظر إليها هو صنيع علمائنا تبعا لطريقة المحدثين، وأما وضع الخط تحت الكلمة فهو من صنع الأوروبيين وقد أمرنا بمخالفتهم ".

من كتاب الإمام الألباني دروس ومواقف وعبرشكر الله لك يا أمّ نور الدّين على هذه الفائدة المستظرفة المستلطفة!!

إذ أنّكِ ذكّرتِني بموقفٍ حصل لي مع بعضِ الطّالبات الحافظات، كنتُ إذا سمّعت لهنّ وأخطأت إحداهنّ؛ وضعتُ الخطَّ تحتَ الكلمة؛ فترجع المسمِّعة؛

فتخطئ نفسَ الخطأ الذي أشرت لها أن انتبهي له!!

إلى أن فاض الكيلُ عندي مرّة؛ فقلت لإحداهنّ بعد أن أكثرت الخطأ في نفس المواضع: ألا ترينَ الخط أسفل هذه الكلمات، فأجابتني:

يامعلمة، الخط يوضع فوق الكلمة لا أسفلها!!

فقلت: لمَ؟! قالت بلهجتها: (هيك المشايخ بحكو)!

حينها طأطأتُ رأسي وقلت في نفسي: سلَّم الله لسانك، ولسان مشايخك ..

والحمدُ الله أن جعل فينا أناساً وسعهُم ما وسع السّلف!

- بارك الله في بنتِ خيرِ الأديان على كلماتها النّيرة، وإن كان لي بعضُ الوقفات عندَ بعضها، لعلّها تأتِ لاحقاً - إن شاء الله - ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير