ويُحتمل أنَّ المراد بهذه الآية: أنّه إذا بيّن لهم ما يتّقون فلم ينقادو له عاقبهم بالإضلال جزاءا لهم على ردِّهم الحق المبين .. !
ويقول أيضا في قوله تعالى: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " ..
يقول: إنَّ هذا يدل على أن أحرى الناس بموافقة الصواب هم أهل المجاهدة، وأنَّ من أحسن فيما أمر به أعانه الله عز وجل ويسر له أسباب الهداية ..
وقال في قوله تعالى: " ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا .. وإذا لأتيناهم من لدناّ أجرا عظيما ولهديناهم صراطاً مستقيما "
يقول: " وأشد تثبيتا" أي أنّ الله يثبت الذين آمنوا بسبب ما قاموا به من الإيمان الذي هو القيام بما وعظوا به ..
أما التقرير الثالث:
فهو لطبيب القلوب ابن تيمية-رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى يقول:
إن إخلاص الدين لله يمنع من تسلّط الشيطان ومن ولايته التي توجب العداوة كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام:
" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " ..
فإذا أخلصَ العبدُ لربه كان هذا مانعا له من فعل ضدّ ذلك ومن إيقاع الشيطان له في ضدّ ذلك ..
وإذا لم يُخلص له الدين، ولم يفعل ما خُلِق له، وفُطِرَ عليه عوقِبَ على ذلك، وكانَ من عقابه تسلُّط الشيطانِ عليه؛ حتى يزيّن له فعل السيئات
وكان إلهامه لفجوره عقوبة على كونه لم يتق الله، فاشتغاله بالسيئات هو عقوبة عدم عمله بالحسنات كما قال الله عزّ وجل:
" فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم .. ".
أما التقرير الأخير:
فينقله ابن حجر الحافظ -رحمه الله- في كتابه فتح الباري معلقا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
((وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)) ..
يقول: إنّ سوءَ الخاتمة لا يقع لمن استقام باطنه وصلح ظاهره ولكن يقع لمن في طويته فساد وارتياب ...
وخلاصة الكَلام:
1. أن من تراجعت عن التزامها فهذا دليلٌ على ضعفِ اعتصامها بالله حينما كانت تعدُّ مع الملتزمات ..
2. أن من تراجعت عن التزامها، فهذا دليلٌ على عدم مجاهدتها لنفسها، واستسلامها لهواها ..
3. من تراجعت عن التزامها فهذا دليل على ضعفِ تقواها لما كانت في صفِّ الملتزمات ..
4. من تراجعت عن التزامها فذلك دليلٌ على قلة أعمالها، وتطبيقها لما تسمع من مواعظٍ لما كانت تعدُّ مع الملتزمات ..
5. من تراجعت عن التزامها فذلك دليلٌ على أنه كانت تشوبُ نيتها الشوائب لما كانت في صفِّ الملتزمات ..
فمن هنا:
وما دمنا قد عرفنا الخلل، وأدركنا السبب ..
*لنصلح أنفسنا،
*ولنجدد نيتنا،
* ولنلتجئ لمولانا جل وعلا،
* ولنلتحق بصفِّ الملتزمين .. فبااب التوبة عن التخاذل والاستسلام للمعاصي مازال مفتوحا
وفرصةُ العودةِ والأوبة ما زالت متاحةً وممكنة ..
أما عن نفسي فأقول: أما والله ما أتأبَّق ... !
لكن .. نسأل الله أن تكونَ خالصةً صادقةً نصوحا هذه المرّة! ....
فقد أعلنتُها من السَاعة!!
وأسأل الله لي ولكنَّ الثبات على الحق .. فشياطين الإنس في أيامنا هذه مجتهدون أكثرَ من شياطينِ الجن ..
فالثباتَ الثبات يا فتاةَ التّوحيدِ والسُّنّة!
وعلى الله التّوكُّل فهو وحدهُ الموفِّقُ المعين ..
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:43 ص]ـ
أما والله ما أتأبَّق! لكن لعلها تكونُ صادقةً نصوحا!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=201828
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:17 م]ـ
جزاكن الله خير الجزاء اخياتي الفضليات
لا حرمتن الاجر
سأقرأ ان شاء الله تعالى كل ما كتبتن و أسأل الله تعالى أن ينفع به كل اخت ترغب بالتوبة و الالتزام
ـ[المشتاقة الى الجنان]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:21 ص]ـ
أسأل الله ان يثبتها ويحفظها وسائر المسلمين آمين