تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رحم الله من أهدى إليّ عيوبي

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:28 م]ـ

قال العلامة الشيخ الزاهد عبد العزيز السلمان رحمه الله:

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي) وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه.

قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.

قال: وهل بلغك غير هذا؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.

وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق.

فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.

فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.

فقليل في الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.

قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.

فكانت شهوة صاحب الدين في التنبيه على العيوب، عكس ما نحن عليه، وهو أن أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذين يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة كالكبر والإعجاب والكذب.

وهذا دليل على ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة أعظم ضررًا من الحيات والعقارب ونحوها.

ولو أن إنسانًا نبهك على أن في ثوبك أو خفك أو فراشك حية أو عقربًا لشكرته ودعوت له وأعظمت صنيعه ونصيحته واجتهدت واشتغلت في إبعادها عنك وحرصت على قتلها.

وهذه ضررها على البدن فقط ويدوم ألمها زمن يسير وضرر الأخلاق الرديئة على القلب ويخشى أن تدوم حتى بعد الموت ولا نفرح بمن ينبهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها.

بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.

ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوئنا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

من كتاب "إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد" ص 22

* منقول

ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:32 م]ـ

آمين جزاك اله خيرا

ورضي الله عن عمر

ـ[أم البخاري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:04 م]ـ

بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.

ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوئنا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

صدقت أختاه

ـ[أم سفيان المسلمة]ــــــــ[21 - 09 - 10, 10:31 ص]ـ

آمين جزاك الله خيرا أخيتي

ورضي الله عن عمر بن الخطاب

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[23 - 09 - 10, 05:00 ص]ـ

بارك الله فيكن ..

ـ[سائرة بعزم]ــــــــ[23 - 09 - 10, 07:59 م]ـ

نعم ما أحوجنا إلى من يسدي لنا عيوبنا,,

سدد الله خطاك.

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:55 م]ـ

وإياك أخيتي سائرة بعزم

ـ[وفاء جان]ــــــــ[24 - 11 - 10, 10:17 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:12 م]ـ

وإياكم

ـ[باحثة علم]ــــــــ[24 - 11 - 10, 05:58 م]ـ

بارك الله فيكن

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[24 - 11 - 10, 07:14 م]ـ

بارك الله فيكِ، وتولّاك، وكفاكِ ..

* وأودّ أن ألفتَ النّظر إلى أنّ النّصحَ:

- يكونُ بأسلوبٍ مهذّبٍ ليِّن؛ ليكونَ مقَبولاً عندَ متلقّيه.

- وأن يتفرّد النّاصحُ بالمنصوحِ، ويخبرهُ بما يجدهُ من عيبٍ!

إذ الـ (نّصيحةُ) في الجماعة إن لم تغلُب الـ (مصلحة العامّة) عليها؛ تنقلب إلى (فضيحة) وهذا ما لا يحسُن بأدوبٍ متعلِّم!

وقد أحسنَ القائل في قوله:

تعمّدني النّصيحةَ بانفرادي ... وجنّبني النّصيحةَ في الجماعة

فإنّ النّصح بينَ النّاسِ نوعٌ ... من التّوبيخِ لا أرضَ استماعه

فإن خالفتني وعصيتَ أمري ... فلا تجزع إذا لم تعطَ طاعة!

* فحريٌّ بنا معشرَ الطّالبات أن نلتزمَ آدابَ النّصيحة!

وأن ننظر إلى كلّ قولٍ بمنظارٍ حسن ..

وإن وجدنا عيباً في كلامٍ أو مقال!

فيؤخذ الحقّ، ويُردُّ الباطل .. بأسلوبِ ليّنٍ لطيف، مع الصّدقِ مع الله تعالى في النّصيحة، ومحبّةِ المنصوح ..

والله الموفّقُ والهادي ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير