قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره (4/ 506): " فمعنى الحديث أن العبد إذا أخلص الطاعة صارت أفعاله كلها لله ـ عز وجل ـ، فلا يسمع إلا لله، ولا يبصر إلا لله أي ما شرعه الله له، ولا يبطش ولا يمشي إلا في طاعة الله عز وجل، مستعيناً بالله في ذلك كله، ولهذا جاء في بعض رواية الحديث في غير الصحيح بعد قوله ورجله التي يمشي بها «فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي» ولهذا قال تعالى: (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) [السجدة 9]، كقوله تعالى في الآية الأخرى: (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ، قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الملك 23، 24] ". أهـ
فمن كانت هذه حاله فما عساه إن يحصل من العلم والفهم والتسديد في القول والعمل والبركة فيه. نسأل الله من فضله.
(3) الوصية بكثرة التذلل لله، والتضرع بين يديه، وسؤاله دائماً التوفيق للعلم والعمل.
وقال ابن وهب عن الإمام مالك ـ رحمه الله ورضي عنه ـ: " طلب العلم حسن،
لمن رزق خيره، وهو قسم من الله، ولكن انظر ما يلزمك حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه ".
وقال: " العلم نور لا يأنس إلا بقلب تقي خاشع ".
ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض (1/ 96).
(4) الحرص على استغلال الوقت وعدم تركه يمضي بلا فائدة تذكر.
ذكر السخاوي ـ رحمه الله ـ في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجرـ رحمه الله ـ:
"وقد سمعته يقول غيرمرة: إنني لأتعجب ممن يجلس خالياً عن الاشتغال. (الجواهر والدرر 1/ 170).
(5) الهمة في الحرص على طلب العلم، ونيل شرفه، وطلب الزيادة منه.
قال تعالى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه 114].
قال القرطبي في تفسيره (4/ 40): " فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أن يسأله المزيد منه كما أمر يستزيده من العلم ".
وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح (1/ 170):
" ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم ".
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في مفتاح دار السعادة (1/ 223):
" وكفى بهذا شرفاً للعلم، أنْ أمرنبيّه أن يسأله المزيد منه ".
(6) أخذ العلم عن الأكابر.
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ: " إنما يؤخذ العلم عن الأكابر ".
طبقات الحنابلة (1/ 189).
(7) الاستغناء عن الناس، والتفرغ لطلب العلم، وإدامة النظر في كتب أهل العلم.
ذكر الذهبي ـ رحمه الله ـ في السير (8/ 382) في ترجمة عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله ـ فقال:
"كان ابن المبارك يُكثر الجلوس في بيته، فقيل لهألا تستوحش؟
" فقال: كيف أستوحشُ وأنا مع النبيـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأصحابه.
وسئل الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في الحفظ بأي شيءٍ يكون، قال: " بإدامة النظر ".
ذكره ابن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله: بَابٌ فِي فَضْلِ النَّظَرِ فِي الْكُتُبِ وَحَمْدِ الْعِنَايَةِ بِالدَّفَاتِرِ.
(8) الصبر والتحمل في طلب العلم.
فعلى قدر ما تعطي العلم من وقتك ومالك وصبرك وتحملك على قدر ما يعطيك العلم.
قال ابن القاسم: " أفضى بمالك [أي الإمام مالك] طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه، ثم مالت عليه الدنيا بعد ". ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض (1/ 54).
(9) الجمع بين العلم والعمل.
فبركة العلم العمل.
روى الدارمي في مسنده (1/ 107) ح (390) عن الحَسَنِ، قال: " إن كانَ الرجُلُ ليصيبُ البابَ من العلمِ فيعملُ بِهِ، فيكونُ خيراً لَهُ من الدنيا وما فيها، لو كانَتْ له فجعَلَهَا في الآخِرَةِ ".
قال: قال الحَسَنُ: " كانَ الرجُلُ إذا طَلَبَ العلمَ لم يلبَثْ أنْ يَرَى ذَلِكَ في بَصَرِهِ وتَخَشُّعِهِ ولسانِهِ، ويدِهِ وصلاتِهِ وَزُهْدِهِ ".
وعن عطية العوفي قال: " حسنةُ الدنيا العلم والعمل به، وحسنةُ الآخرة تيسير الحساب ودخول الجنة ". الفتح (12/ 486).
(10) إخراج زكاة العلم بالدعوة إليه.
(11) الصبر على الأذى فيه.
بسم الله الرحمـ?ن الرحيم
(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) [العصر]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=195108
وفقكنّ الله ..
ـ[فايح المقاطي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 10:49 م]ـ
اسأل الله لي و لكم التوفيق في طلب العلم
ـ[أم هاجر المصري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:52 ص]ـ
بارك الله فيكِ الاخت طويلبة علم على ما تقومى به تجاهنا
جزاكِ الله خير