تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يقولون أننا رجعيون ... فهل نحن كذلك؟]

ـ[أم عبد الملك السلفية]ــــــــ[24 - 10 - 10, 08:45 ص]ـ

الرجعية!!!

قال لي صديق: يقول التقدميون إنك رجعي.

قلت: نعم، أنا رجعي.

قال: استغفر الله، ما هذا ما أردت.

قلت: استغفر الله على كل حال، ولكن هي الحقيقة، فهل تحب أن تفهم أنت ما الرجعية؟

قال: وما الرجعية؟

قلت: أن ترجع هذه الأمة إلى سلائقها: سلائق الفطنة والعقل، والعزة والنبل. وأن تعود إلى خلائقها: خلائق الجهاد، والبذل، والصدق في القول، والصدق في الفعل، وإلى ما صنع أجدادنا، فترفض كل جديد (لا حاجة إليه) يفسد علينا لساننا أو يخمد فينا إيماننا، ونأخذ كل جديد نافع في العلم والسياسة والأدب وفي طرائق الفكر وفي أسلوب العيش، كما أخذنا – من قبل – الخير كله من تفكير اليونان وتأمل الهند وحياة فارس، وقبسنا من كل أمة أحسن ما لديها، ولكنا بقينا عرباً في لساننا، مسلمين في عقائدنا وأفعالنا.

الرجعية أن نرجع إلى ديننا لترجع لنا أمجادنا، ولتعود راياتنا خفاقة على الدنيا، وحضارتنا باسقة على الأرض.

إنها رجعية، ولكنها رجعية الذي مرض إلى الصحة، والذي افتقر إلى الغنى، والذي ذل إلى العز، ورجعية الكون إلى بياض نهار جديد، بعد ليل عاصف شديد الإظلام.

لا نريد أن نرجع إلى ركوب الخيل ونترك السيارة، ولا إلى القنديل ونهجر الكهرباء، ولا إلى السيف وندع القنبلة، ولا نكتفي بتذكرة داود الأنطاكي عن كتب الطب الحديث، ولا بالمعلقات العشر عن روائع الأدب الجديد، كلا، ولا نريد أن نرجع إلى جهل الماضي وخرافاته وأوهامه، فإن الحضارة قد تتقد وتخبو، وتتقدم وتتأخر، ولكن الفكر يتقدم أبداً، ونحن نعرف قيمة الفكر.

إنما نريد أن نرجع إلى عقولنا، وأسس ديننا، ومقومات عروبتنا، فنحكمها في كل جديد يعرض علينا؛ فنأخذ أخذ العاقل البصير، لا نقلد تقليد الطفل الغرير.

هذه رجعيتنا!

من كتاب

مقالات في كلمات لعلي الطنطاوي.

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:54 م]ـ

جزاكِ الله خيرا موضوع رائع ونقل موفق.

واصلي نفع الله بكِ.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير