تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم بعد ذلك تقرأ التشهد وتسلم (تحريمها التكبير وتحليلها التسليم) فلا تخرج من هذه الصلاة بشيء إلا بالتسليم (السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) تُسلم على نفسك وعلىالملائكة وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض؛ هذا السلام يبلغ كل عباد الله (السلامعليكم ورحمة الله) يتناول الملائكة ومؤمني الجن ومؤمني البشر كل صالح في السماءوالأرض يتناوله هذا الدعاء فكما يدعو الواحد لنفسه يدعو لإخوانه ويدعو للملائكةأيضا، هذا الدعاء لهم، والملائكة يدعون لنا فنكافؤهم.

فتستحضر أنهذا السلام على كل عبد صالح تكسب أجرا عظيما وإنما الأعمال بالنيات وقد يسلمالإنسان وهو ناس ما يدري على من يسلم ويظن أن السلام مجرد حكاية!

لا بد أنتقصد هذا الأمر العظيم الذي نبهنا عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام.

فهذا هو معنى إقامة الصلاة، وتصلي كما كان رسول الله يصلي ما تصلي بكيفكولا على أي مذهب كما تريد، وإنما كما كان رسول الله يصلي اسأل وادرس واعرف كيف كانرسول الله يصلي وحاول أن تصلي كصلاته كأنما هو أمامك الآن قائم ويقرأ ويركع ويسجدإلى أخره كما رأيته يصلي، وقد حفظها لنا الصحابة بكل دقة، ونقلوا كل حركة في صلاتهعليه الصلاة والسلام، فنحاول أن نعرفها فنصلي كما كان رسول الله يصلي فإنه خيرالمقيمين لهذه الصلاة وخير القائمين بها عليه الصلاة والسلام فنتأسّى به ? لَقَدْكَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَوَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? (الأحزاب 21).

ثم قال بعد ذلك? وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ?.

يعني أن هذه من الأمورالواجبة المتحتمة؛ هذا منهج أصيل في دعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ إقامالصلاة وإيتاء الزكاة -وهي ما ذكرت هنا- والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبرعلى الأذى، وهذه أمور محتّمة يعني من واجبات الأمور ومعزوماتها التي حتمها الله علىعباده، فلابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابد من إقامة الصلاة والأمربالمعروف والنهي عن المنكر، ولابد من الصبر؛

الصبر واجب على ما ينالك يصبرالمؤمن ويحتسب، يأمر بالمعروف، يأمر بالتوحيد، ينهى عن الشرك، يأمر بالصلاة، يأمربالزكاة، يأمر ببر الوالدين، يأمر بذكر الله، يأمر بالطاعات، حتى يأمر بالمستحباتفإنها من المعروف؛ الأمور المستحبة تعلم الناس إياها وترغبهم فيها وتدعوهم إليهاوتبين لهم الآثار السيئة على التهاون فيها.

النهي عن المنكر؛ تنهى عن الشرك، تنهى عن المعاصي، عن الكبائر، عن الصغائر، عن أنواع الفسوق والمعاصي كبيرهاوصغيرها، هذا هو المنكر.

المنكرات أول ما يدخل فيها الشرك، ويدخل فيهاالبدع، ويدخل فيها المعاصي كبائرها وصغائرها؛ فإن المنكر ضد المعروف.

المعروف ما يعرفه الشرع ويدعو إليه، والمنكر ما ينكره الشرع ويستحقرهويحذر منه وينهى عنه؛ فتأمر بكل معروف بدءاً من التوحيد إلى آخر حسنة من الحسناتإلى الأمر بإماطة الأذى عن الطريق؛ فإن (الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستونشعبة أعلاها شهادة ألا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) ([9]) فأنت تأمربهذا المعروف بدءًا من لا إله إلا الله مُرورًا بالصلاة، بالزكاة، بالصوم، بالحج، بِبِرّ الوالدين، بالأخلاق الطيبة إلى أخره إلى آخر شيء وأدنى مراتب الإيمان: إماطةالأذى من الطريق؛ هذه كلها من الإيمان ومن المعروف الذي يجب أن يقوم به المسلمون.

والمنكر: الشرك والبدع والكبائر والصغائر والمعاصي والأخلاق المنحرفة وإلىأخره؛ كل ما ينكره الشرع والعقل؛ العقل السليم الذي يوافق الشرع كل ذلك منكروالتقاليد السيئة واتباع الأعداء والانقياد لهم والتشبه بهم وإلى آخره.

أنظر! عندنا كثير من الشباب يكشفون رؤوسهم! من أين جاءتهم هذه العادة؟ من الغرب، فيجب أن نخالفهم ولا نتشبه بهم (مَن تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فهو مِنهم). ([10])

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير