[فرسان السباق ... إلى من لم يحج هذا العام]
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[02 - 11 - 10, 03:17 م]ـ
[فرسان السباق ... إلى من لم يحج هذا العام]
أعرف مدى شوقك إلى الله ..
إلى مناجاته ..
إلى الطواف حول بيته ..
إلى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ..
أعلم مدى حرق القلب شوقاً إليه، إلى الحديث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وأشاهد في عينيك بريق الدموع تحن حباً إليه صلى الله عليه وسلم، وأسمع نبضات قلبك تتسارع حنيناً لرحمة الله ومغفرته، وارتعاشة يدك لأن فريضة الحج فاتتك وربما لا تعود ....
ولكن قدر الله هو خير، فماذا تفعل لتقر عينك ويهدأ قلبك وتثبت يداك؟
لقد سافر من سافر وكتب الله لهم الفريضة .. وأنت!!
إليك البشرى ..
قال صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام. (10 ذي الحجة) قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء». رواه البخاري.
10 أيام من العبادة تكون أفضل من الجهاد .. تخيّل!
إلا رجل ضحّى بنفسه وماله في سبيل الله ولم يتبقى منهم شيء، وذلك فقط هو من يكافئك في الثواب ..
معادلة صعبة جداً!!
ولكنها في صالحنا؛ فالله تعالى أراد ألا يحزن من لم يحج، فأهدانا هذه الهدية .. فهل تقبلها أم ستضيعها؟!
"يا خيل الله اركبي"
كان خالد بن الوليد عندما يخرج للجهاد يهتف ويقول: "يا خيل الله اركبي"؛ معلناً الجهاد والحماسة، وأنت تحتاج إلى هذه الصيحة الآن!
اهتف "يا خيل الله اركبي"، وكن أنت فارس السباق العشر الأوائل الذي تخوضه الآن ..
ولا تعد عيناك عن المركز الأول أبداً، ولا تركن إلى النوم والدعة ..
نفسك حصانك
نعم أنت فارس تقود نفسك التي بين جنبيك، تمتطيها وتركض بها في السباق ..
لا تتركها تقودك ..
هل رأيت حصان يقود فارسه؟
أبداً؟؟
أنا رأيت!!
نعم رأيت حصان يقود فارسه إلى الطريق الخطأ ويصطدم في الحواجز، ويسقط في الحفر ثم ينتهي بلا رجعة، وينكسر ظهر الفارس، فلا يقوى على السير بعد ذلك.
هل فهمت قصدي؟
فربما تقودك نفسك عكس اتجاه السباق؛ تقودك في الاتجاه الخطأ .. شرب سجائر، أو نظر حرام، أو لمس حرام، أو ترك صلاة، هجر قرآن، خلع حجاب، زنا، شرب خمر ..
أو ربما تقودك نفسكِ يا أختي إلى طريق غريب، فترتدي ملابس تظهر عورتك وجسدك ..
ربما ... أنا أقول ربما!
قبل بدء السباق
اخلُ بنفسك .. حدّثها واسألها: هل حقاً تحتاج إلى تلك الأيام العشر؟ هل تحتاج إلى عفو الله، إلى مغفرة الله؟ أم أنها في غنى عن ذلك!! أو تكون في الاتجاه الخطأ.
روّضها لو كانت عاصية، وضع على ظهرها سرج الطاعة حتى تمتطيها؛ فقد حان الوقت ..
وإن أبت فامتطيها عنوة، وقدها بكل قوة في الطريق الصحيح؛ فهذه الأيام هي طوق نجاتك فلا تدعها تمر.
وكن حاجّاً بقلبك
نعم .. استشعر كل فرائض وأركان الحج، واحيا كأنك هناك: فلا رفث ولا فسوق ولا جدال ولا خصام ولا كذب ولا ترك صلاة ولا شرب سجائر ولا هجر قرآن ولا إطلاق بصر؛ أنت من عباد الله تحجّ إليه بروحك .. وكن محرماً ..
نعم .. واستشعر أن الإحرام ما هو إلا كفن، محالة قادم قادم ..
فاعمل له، ولتجاهد نفسك في العمل الصالح؛ فهو أحب إلى الله في هذه الأيام.
اجتهد كأنك تسعى بين الصفا والمروة، واترك كل المحرمات رجماً للشيطان، واعمل كأنك تحج البيت، فربما تنال الثواب بالنية الصادقة.
أخى الحبيب .. إنها أيام
ولا تعرف المستقبل، فهل تعود ثانيا أم لا؟!
فاعمل في الرخاء كي يكون الله في عونك في الشدة، وتذكّر سيدنا يونس، لولا أن كان من المسبّحين -أي العابدين- للبث في بطنه -الحوت-، فلولا أنه كان يعبد الله في الرخاء ما كان الله معه في شدته.
وانظر لنموذج مختلف: فرعون ذكر الله في شدته، وقال آمنت برب موسى، ولكنه في الوقت الخطأ {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ} ..
أخشى أن تسمع هذا الرد عندما تطلب العون من الله في شدتك، وهي قادمة قادمة، فما من أحد منا إلا وتكون له شدة فسيكون الرد عليك {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ} ..
وهناك مقولة رائعة، التي ذكرها الطبري في تفسيره في قوله تعالى {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ}، فيقول أن العمل الصالح يرفع فاعله إذا عثر ويكون له متكأ.
تخيلوا!! فأكثر من متكأتك ..
يوم في السباق
إليك نموذج ليوم في السباق، واجعل كل أيام السباق مشحونة بالأعمال الصالحة ..
تصلي الفجر في المسجد، ولا تنسى صلاة الضحى، ثم الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ولا تنس السنن، وأكثر من الاستغفار، وعليك بذكر الله، وصل كل يوم رحم، وتصدق كل يوم ولو بقليل، ولا تنس أذكار الصباح والمساء، وبرّ والديك، وأحسن إلى جارك، واجتهد في عملك ومذاكرتك بنيّة رفعة الإسلام، ولا تنس الدعاء لك وللمسلمين، وعليك بصلاة القيام كل يوم ركعتين، وامط كل يوم أذى عن طريق المسلمين، وأحسن كل يوم لمسكين، وعليك كل يوم بالصيام؛ فهو أفضل الأعمال الصالحة في تلك الأيام.
الفائز ... من؟!
أتمنى أن أكون أنا الفائز!
نعم .. وربما تكون أنت أو أنت ..
وسأقول لكم ماذا سوف أفعل حتى أكون الفائز، سأقرأ كل يوم ثلاثة أجزاء حتى أختم القرآن في العشرة أيام ..
نعم إن كل جزء يستغرق حوالي 40 دقيقة، أي حوالي ساعتين، سأدخرهما في المواصلات، وقبل الإفطار وبين المغرب والعشاء، وفي صلاة التهجّد. هذا عهد قطعته مع الله لأكون أنا فارس السباق ولا يسبقني أحد.
ولا تنس صيام يوم عرفة وقيام ليله والدعاء فيه، وذكر الله.
قال صلى الله عليه وسلم «صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة». وهو يوم يعتق فيه الله ما يشاء من الرقاب.
قال صلى الله عليه وسلم «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة».
منقول من طريق الاسلام
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته