تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأين أصحابه الذين شاركوه لهوه وعبثه؟ أين أهله الذين غفلوا عنه؟ هل ينفعونه الآن؟! كم من السنين سيعذب في قبره قبل القيامة؟ قلت في نفسي: أين هو فرعون اليوم؟ أي! ن هم الجبابرة الذين طغوا منذ آلاف السنين؟ يا إلهي ….لازالوا يعذبون إلى الآن! {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} ثم تخيلي يا نفسي ستقفين على أرض المحشر خمسين ألف سنة! في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حافية عارية لا أكل ولا شرب .. تموتين عذابا .. ولا تموتين ثم تخيلي لو أنك دخلتي جهنم ستحتاجين لتسقطي فيها سبعون سنة!! أي مثل عمر ابن آدم (ثم قد تبقين فيها سنة، مائة، ألف مليون سنة، الله أعلم)

وما بالك بمن هو خالد فيها .. لها: أيا نفس ويحك ألا تبصرين؟! ألا تفقهين؟! أم أنك لا تدركين؟! ألا تتوبين إلى الله! ألا تنقذين نفسك! لا زالت لديك الفرصة لتنقديها قبل أن يتخطفك الموت! عندئذ لا توبة ولا رجوع عندئذ ستندمين .. بل! ستتقطعين ندما على هذه الأيام التي ضاعت منك وأنت تؤجلين توبتك .... عندها ورب العزة لن ينفع الندم ولن تنفع التوبة .. عندها ستقولين دما وحرقة: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} وسيقال لكِ: {كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون!} قمت من مجلسي مع سماعي لأذان الفجر .. صليت الفجر ..

وجلست أقرأ قليلا من كتاب الله الذي كنت قد هجرته منذ رمضان السابق أو ربما قبله .. بقيت حتى طلعت الشمس!! و ذهبت إلى فراشي!! كان في قلبي سعادة عظيمة أحسست بها وأنا أمسح دمعاتي التي نزلت على خدي، وكأنما تنزل مع كل قطرة منها خطاياي وذنوبي .. وكأنها كانت تنزل لتغسل قلبي وتطمئن نفسي وربي أنه كان شعور .. لم أشعره مع أي سعادة في حياتي .. وأنها كانت فرحة لم أشعر بمثلها من قبل. فجعلت أقول وأردد {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فصدق الخالق .. صدق الذي لا إله غيره ..

والذي ما في الدنيا أعظم من ذكره سعادة واطمئنان في الدنيا .. وفي الآخرة «مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» فمالنا لا نكسب دنيانا و أخرانا؟! لا نترك توافه تظلنا مالنا لا نترك الأغاني مثلا؟ والله إني احتقرت نفسي كيف كنت أسمعها فما! كانت تزيدنا إلا هما وغما وحزنا، ما كانت إلا تظلنا وتجعلنا كالمعتوهين. الله قد جعل لجميع شهواتنا مخرجا في الدنيا فمالنا لا نصبر فنقضيها فيما أحل الله لنا.! وأغمضت عيني بعدها ونمت …فما أحسست بطعم النوم إلا يومها .. وكأني لم أنم منذ تسع عشرة سنة مضت من عمري!!!

ومن يومها ... لم أعرف قلقا أو خوفا في نومي ... وصار هادئا مريحا بحمده تعالى. اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأنر لنا بالحق دربنا وثبتنا على الهدى اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم اهدْ شباب المسلمين وارزقهم الطهر والستر والعفاف وارزقهم الزوجات الصالحات .... والأزواج الصالحين يا أرحم الراحمين اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار يا عزيز يا قوي يا جبار وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

منقوووووووووووووووول

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير