تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تأملات أم في قصة الذبيح ...]

ـ[أم هانئ]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:21 م]ـ

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

10 - تأملاتُ أمٍّـ

****************************** *****

* نتابع معًا أخواتي الكريمات رحلتنا مع تأملات الأمّ، أبدأ مستعينة بالله تعالى

سائلته التوفيق والسداد:

من منا لا يعلم قصة الذبيح، المُفدى بكبش من السماء مليح؟!

في كل عام وفي كريم ظلّ هذه الآيام؛ حيث يجود الله على خلقه بكثير من الرحمات

ويعبق الكون حولنا بجميل نعمه و عاطر النفحات، تلّح على خاطري تلكم الذكريات

بكل ما تحمله لنا من صادق الحبّ لله بأنفس القربات.

وقد كنت أظن أني بكل أحداثها خبيرة، وبدقيق معانيها و جليلها ملمة بصيرة،

والحق أني كنت بظني هذا واهمة! أدّعي فهما صعب النوال حالمة!

فأين أنا من عميق معانيها، وتصور عظيم البلاء فيها؟!!

عاينت ذلك لما صيرني الله أمًّا تهيم بصغارها حبًّا، فلا حب يعدل في القلب حب الولد حيث فطرة

الله لا يستطيع جحدها من أحد، وقد جاء في الحديث:

((أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه ابن له، فقال له: أتحبه؟

فقال: أحبك الله كما أحبه، فمات ففقده، فسأل عنه فقال: ما يسرك أن لا تأتى بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده، يسعى يفتح لك))

صحيح النسائي / رقم: 1869

والشاهد أن نبينا الكريم -عليه الصلاة وأتم التسليم - لم ينكر على ذلك الوالد شديد حبّه وتعلق قلبه بولده

هكذا فطر الله قلوب العباد ومن وجد غير ذلك فعن سَوِيِّ فطرته قد حاد.

- كما جاء في صحيح الأثر:-

((قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي. فإذا امرأة من السبي، تبتغي، إذا وجدت صبيا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "

أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ " قلنا: لا. والله! وهي تقدر على أن تطرحه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله أرحم بعباده من هذه بولدها ".))

صحيح مسلم / رقم: 2754

فرحمة الأم بأولادها شديدة تكاد تكون طاغية فريدة، لله كم له في خلقه من حكم، فَفَطْرُهُ قلوب

الأمهات على الرحمة من أكبر العطايا و النعم.

**ولنأتِ أخواتي الفضليات على ذكر أول الحكاية، وكيف كانت أحداثها عجيبة منذ البداية:-

** (1) **

* رُزق إبراهيم الخليل الولد الذي تمناه، بعد سنين طوال من الشوق يلقاه

فما لبث غير قليل إلا وجاءه الأمر من العظيم بالرحيل

في صحراء قاحلة وشُقة عن الديار بعيدة، يترك أمته مع وليدها عند بيته الحرام وحيدة.

كما جاء في صحيح الأثر عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عند البخاري قد صح الخبر:

((أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إيراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها ..... )) =

- الحق أني رأيت نفسي بعين الخيال مكانها فلم أقوَ على تصوّر ما نالها؟

فقلت لنفسي هبي أن زوجي تركني وصغيري في ميدان عام يكتظ بالناس

في وسط الزحام، فراعني أني ما كنت لأقبل تركه لنا ثَمَّ بسلام

هذا إن لم أزده وأشدد عليه العتاب والملام:

- كيف تتركني مع ابني وحيدة في هذا الخضم من الأنام شريدة؟!!

- هبي أنه قال لي: هكذا أمرتُ؟

ما كنت لأعدم أن أحير جوابا عليه سيماء الدفع و الاعتراض

مؤّكَّدا بالنفي والعَبَرات: أن يكون مثل هذا للإله مراد؟!!

و أكملت مع نفسي الكلام: ومع فارق الحالين التام، أُراها قابلت هذا البلاء

العظيم بكل رضا قلبٍ و كمال تسليم، بل زادت- عليها السلام - توكلا على الإله عظيم!!

فأخذ بجماع نفسي العجب، زاده ردًها على الخليل بكمال إيمان وعظيم أدب:-

= (( ... فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا ثم رجعت ... )) =

**ويبدو أنه لن ينقضي من النفس العجب، حين صدّق الخليل أمر الإله وذهب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير