" اللهم اغفر له و ارحمه و عافه و اعف عنه و أكرم نزله ووسع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس و أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله و زوجا خيرا من زوجه و ادخله الجنة و أعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار " رواه مسلم - أحكام الجنائز للألباني-.
وان كان المصلى عليه أنثى-بتأنيث الضمير في الدعاء كله – و إن كان المصلى عليه صغيرا قال " اللهم اجعله ذخرا لوالديه و فرطا و أجرا و شفيعا مجابا, واللهم ثقّل به موازينهما وأعظم به أجورهما و ألحقه بصالح سلف المؤمنين و اجعله في كفاية إبراهيم و قه عذاب الجحيم, ثم يكبر و يقف بعدها قليلا ثم يسلم تسليمة واحدة سرا – ومن فاتته بعض الصلاة على الجنازة دخل مع الإمام فيما بقي ثم اذا سلم الإمام قضي ما فاته على صفته و إن خشي أن ترفع الجنازة تابع التكبيرات (أي بدون فصل بينها) ثم سلم. ومن فاته الصلاة على الميت قبل دفنه صلى على قبره. ومن كان غائبا عن البلد الذي فيه الميت وعلم بوفاته فله ان يصلي عليه صلاة الغائب بالنية. وحمل المرأة اذا سقط ميتا وقد تم له أربعة أشهر فأكثر صلى عليه صلا الجنازة و إن كان دون أربعة أشهر لم يصلَّ عليه و الله اعلم و صلى الله على نبينا محمد و اله و صحبه و سلم. انتهى كلامه.
وقد نبه شيخنا محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله وغفر له و لجميع علمائنا و أئمتنا الربانيين الأحياء منهم و الأموات- على بعض
مخالفات الجنائز التي يقع فيها كثير من النَّاس منها
تأخير تغسيل الميت وتكفينه و الصلاة عليه لغير مبرر
قراءة سورة يس و الفاتحة على الميت (و قد سمعت شيخنا المحدث أبا إسحاق الحويني- حفظه الله و شفاه – يقول إنَّ أقوى حديث في فضل سورة يس ضعيف)
التعازي عن طريق الجرائد و المجلات و الرد عليها بالشكر من قبل أهل الميت
رفع الأصوات و كثرة الكلام عند الدفن
المرور بين القبور بالنعال إلا عند الحاجة
ظنَّ بعض الناس أنَّ التعزية لا تكون إلا بعد الدفن و لمدة ثلاثة أيام
-انتهى كلامه-
قال شيخنا الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز " لا تحد التَّعزية بثلاثة أيام لا يتجاوزها بل متى رأى الفائدة في التعزية أتى بها فقد ثبت عنه صلى الله عنه انه عزى بعد الثلاث في حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه " وهدا الحديث "لا عزاء بعد ثلاث" لايصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك لا أصل له لا في الصحاح و لا في المسانيد و لا في كتب السنن و لا في المستدرك
ولله ذرّ القائل:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ... أنَّ السلامة ترك ما فيها
لا دار بعد الموت يسكنها ... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنه ... و إن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لدي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدَّهر نبنيها
وكم من مدائن في الآفاق قد بنيت ... أمست خرابا و أفنى الموت بانيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة ... حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
فاعتبري امة الله وهيّئي الزَّاد و إنَّ خير الزَّاد التَّقوى وقد قال شيخنا بن القيم رحمه الله "للعبد رب هو ملاقيه و بيت هو ساكنه فينبغي أن يسترضي ربه قبل لقائه و يعمّر بيته قبل انتقاله إليه " واعدّي اخيتي ليوم لا يؤجَّل انَّه هادم اللَّذات ... موعد الرَّحيل من دار الاختبار إلى دار القرار ... إماَّ إلى نعيم أو إلى بوار-و العياذ بالله- ونسال الله الكريم بمنّه و عطائه أن لا نكون ممَّن "حتى اذا جاءهم الموت قال ربّ ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنَّها كلمة هي قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون" المؤمنون (الآية تسع و تسعين- مائة)
فما كان من صواب فمن الله وحده ابتداء و انتهاء, و أوَّلا و آخرا, وما كان من سهو أو نسيان أو خطا فمني ومن الشيطان, و أعود بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنَّة ثم يلقى به في جهنَّم, ثم أعود بالله أن ادكركم به و أنساه, و استغفر الله و أتوب إليه و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و حسبنا الله و نعم الوكيل و صلى الله على نبينا محمد و اله و صحبه و سلم
فيا خير غفَّار و يا خير راحم و يا خير مأمول جدا و تفضّلا
اقل عثرتي وانفع بها و بقصدها حنانيك يا الله يا رافع العلا
وآخر دعوانا بتوفيق ربّنا أن الحمد لله الذي وحده علا
وبعد صلاة الله ثم سلامه على سيّد الخلق الرّضا متنخّلا
محمد المختار للمجد كعبة صلاة تباري الريح مسكا و مندلا
ويسدي على أصحابه نفحاتها بغير تناه زرنبا وقرنفلا
لا تنسوني و من كانوا سببا في هدايتي بعد الله جل في علاه من صلاح دعائكن و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته