تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصتي مع المنتديات!]

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[21 - 11 - 10, 02:29 م]ـ

[قصتي مع المنتديات!]

سارة بنت محمد حسن

قالوا لي وهم يهزُّون رؤوسَهم في ثقة: ليستْ مكانًا لطلب العِلم ولا للدعوة.

قلت لهم في قوة: لا، لا، لا، هناك طلبةٌ مجدُّون، مهذَّبون، يكتبون فيها.

بل هُناك علماء.

قالوا مشفِقين: المُجدُّ لا يضيع ثَمين وقتِه فيها.

قلتُ في استِنْكار: ليس تضييعًا للوقت، إنَّها دعوة وطلبُ علم.

قالوا: مَن قال لك؟

قلتُ في حماسة: أنا أعلم.

قالوا لي: أنتِ ساذجة.

قلت في تحدٍّ: لا بأس، غدًا سترَوْن.

ثُمَّ انطلقتُ في عالم المنتديات بكلِّ قوَّتي؛ للدَّعوة والاستِفادة، و ... وطلب العلم.

فاسمَعْ معي قصَّتي مع المنْتَديات.

القصة الأولى

اقترِبْ معي من الجهاز.

هل ترى هذه الساحة؟

إممم

إنَّها من أكبر ساحات الشات العالميَّة.

فيها غرف إسلاميَّة صوتيَّة.

جميل جدًّا.

دخلتُ إحدى الغرف الإسلاميَّة، كانت غرفةً للاستِماع للقرآن الكريم.

صوت شجيٌّ رائع، حزين.

جلستُ أستمِع في سكون بصري وسمعي.

وفجأة.

شقَّ السكونَ كلماتٌ تراصتْ أمام عينيَّ على الشَّاشة.

أخت دخلت الغرفة.

والظاهر أنَّ الصوت فتَنَها جدًّا.

كتبتْ هي:

رووووعة.

بل أكثر من رووووعة.

أوه ما أجْمل الصوتَ العذْب.

آه كم أثَّر فيَّ الصوْت.

صوْتٌ يحرِّك القلب.

آه يا قلبي القاسي.

استفزَّتْني الأختُ جدًّا.

كلامُها بدا لي - وأنا امرأةٌ مثلُها - مائعًا جدًّا، فكيف سيكونُ وقْعُه على الرجال؟!

كتبتُ لها: أختي الفاضلة، هلا ساعدتِني في العثور على تلك الآية، تظنِّينها في أي سورة.

كتبت: نعم أكيد غاليتي، أَيَّة آية؟

قلت: {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32].

قالت على الفور بدون تفْكير: سورة الأحْزاب، الآية رقم 40 أو 43 تقريبًا.

القصة الثانية

دخلتُ هذا المنتدى

لا من فضلك، هذا يختلف

إنَّه ملتقى طلبة العِلم ليتدارسوه، فقط العلم.

انبهار، هذا هو اللَّفظ الصَّحيح الذي يُمكنُني أن أصِف به شعوري

مقالات علميَّة رائعة، منظَّمة جدًّا، مرتَّبة

أبحاث قيِّمة.

ثم وجدتُ هذه المقالة بعنوان ....

لا، لا، لا

لا داعيَ لذِكْرِ عنوانِها ..

فقطْ هي نقْدٌ للآباءِ المهْمِلين لأولادِهم.

المقالة جيِّدة، وإن كان فيها نوْع تَحامُل على الأهل، لكن جيِّدة في المُجْمل.

تعليقات طلَبة العلم، وما أدراك ما تعليقاتُ طلَبة العلم؟

الأخت الأولى كتبتْ: حسبُنا الله، ونعم الوكيل، أهالي أنانيُّون!

الأخ التالي: أهالي جهلة لا يُراعون أولادَهم، أهالي أنانيُّون، لا يراعون إلا رغباتِهم، قاتلَهم الله.

الأخ التالي: أهالي مُخذِّلون، حسبي الله ونِعْم الوكيل.

الأخت التَّالية: كان لي أخت أعْرِفُها، أمُّها صمَّمتْ على تأْجيلِ زفافِها إلى ما بعدَ رمضانَ؛ لتخدمَها، رغم أنَّ لها بناتٍ أخْرَيات.

حسبي الله ونِعْم الوكيل، أهالي جهلة وأنانيُّون.

الأخ التَّالي: ........ إلخ.

شعرتُ بالذُّعر ثُمَّ استحال الذُّعْر إلى غضَب.

كيف يُمكن لطلبةِ العِلم أن يتحدَّثوا في منتدى عام، يدخلُه كلُّ برٍّ وفاجِر، ومُراهق وغير ذلك، من مُختلِف الأعمار، عن الأهالي بِهذه اللكنة مهما كانَ جرْمهم؟!

كيف؟ ويا ليتَهم أنصفوا.

كأني أسمع كلامَ مَجموعةٍ من المُراهِقين غيرِ الملْتَزمين يتسلَّوْنَ بسبِّ أهاليهم.

كتبتُ:

تعقيب بسيط:

ليس كل الأهالي أنانيين أو جهلة، عندما يتصرَّفون بصورةٍ تبدو للابْنِ مُتعارضة مع وجْهة نظره،

فقط الأبناء لا يفهَمونَ وجهةَ نظر الآباء، التي غالبًا ما تكون أكثر خبرة ووعْيًا منهُم، ولا أظنُّ أنَّه لائق بطلبة العِلْم الحديثُ عن الأهْل بِهذه الطَّريقة، فضلاً عن الدُّعاء عليْهم.

الرد ...

وما أدْراك ما الرَّدّ؟ اتْرُك لخيالك العنان.

القصة الثالثة

أنا مشرِف في منتدى مشهور.

استيقظتُ ذاتَ صباحٍ لأجِدَ موضوعًا جديدًا في منتدى المشْرفين، بعنوان "تعارف".

دخلتُ لأقرأ، مفاجأة، الموضوع عبارةٌ عن دعْوةٍ لكلِّ مشرفٍ ومُشرفةٍ لكتابةِ مَعْلوماتٍ شخْصيَّة عن حياتِه؛ لنتعارف.

اعترضتُ، واعترضَتْ مُشرفةٌ أخرى.

لماذا نعترِض؟ لأنَّ هذا اختِلاطٌ طبعًا.

كيف يتعارَفُ مجموعةٌ من النساء والرِّجال؟!

الرد؟

صاحبُ الموضوع اتَّهمنا بالتَّشدُّد، بالرجْعيَّة والتخلُّف، طالَبَنا بالدَّليل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير