وتأمل حال يحي وعيسى عليهما السلام ماذا ذكر الله عنهما؟ أما عن يحي عليه السلام فقال تعالى: {وبرا بوالديه ولم يكن جباراً عصيا} وقال عن عيسى عليه السلام {وبراً بوالدتي} انظر إلى هذا الخلق .. خلق البر والإحسان إلى الوالدين. ............ ......
دعونا ننتقل إلى قصة أخرى .. كنت حاجاً في العام الماضي 1425 هـ فطرحت موضوع للأخوة قلت: عنوان الموضوع هكذا علمتني الحياة. أريد من كل واحد يذكر موقف أثر في حياته وأعجبه في حياته .. قال لي أحد الأخوة الحجاج معنا من الأردن يقول: العام الماضي كنت موظف في إحدى الشركات فقدمت استقالتي فأعطوني حقوقي 3200دينار .. يقول: استلمت المبلغ ولا أملك غيره طوال حياتي ... طبعاً هذا المبلغ يعتبر جيد بالنسبة لهذا الموظف يقول: لما رجعت إلى البيت كان الوقت قبل حج عام 1424هـ لما دخلت البيت أخبرت والدي بهذه المكافئة من العمل. فقال لي والدي ووالدتي: نريد أن تدفع هذا المبلغ لأجل أن نحج. يقول: دفعت المبلغ ووالله ما أملك غير هذا المبلغ. فذهبت إلى مكاتب السفر التي تهتم بأمر الحجاج في الأردن ودفعت المبلغ وودعت والدي ووالدتي. يقول: وبعد أسبوعين ولما رجعوا دخلت في عمل أخر يقول فاتصل علي مدير الشركة السابقة. وقال: فيه مكافئة ولابد أن تأتي تستلمها. لاحظ الآن لا يملك شيء وكل المبلغ صرفه لوالديه في الحج. يقول: ذهبت إليهم توقعت مبلغ يسير لأني لم أتوقع أن لي مكافئة. ثم دخلت على المدير وأعطاني الشيك وإذا فيه 3200دينار. ............ ......... . يا عجبا والله ..... لقد دفع لوالديه فيأتيه نفس المبلغ بعد أيام .. نعم أنفق على والديك وسيأتيك الرزق من حيث لا تحتسب {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}
أليس البر بالوالدين من التقوى؟ أليس الإنفاق عليهم من أعظم الأعمال إلى الله عزوجل؟ هذا الرجل أعطى والديه 3200دينار ويقول والله بعد أسبوعين بالضبط تأتني 3200دينار. {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}. ..
كم دعاء دعوت الله فلم يستجب لك؟ لماذا لم يستجب لك؟ لعلك عاقً لوالديك , لعلك بخلت على والديك ب100ريال أو 500ريال , لعلك رفعت صوتك يوم من الأيام. فاالله عزوجل لم يجب لك ولن يستجب لك. إذا كان هناك أناس يحبون الله ويحبهم الله , فهناك أناس قد ابتعدوا عن الله عز وجل , وهؤلاء سيجدون جزائهم في الدنيا قبل الآخرة. ..........
هذا رجل عنده عما أصابه الكبر الشديد وتجاوز التسعين من العمر فأصبح في بعض الأحيان يفقد وعيه ويفقد الذاكرة حتى يصبح كالمجنون تذهب الذاكرة وتعود .. لقد قام بتزويج أبنائه الثلاثة وأسكنهم في نفس البيت ولكن كانت زوجات أبناءه قد تضايقوا من وجود هذا الأب .. فوضع البنات خطة لطرد هذا الأب وأقنعا الأزواج بالذهاب به إلى دار العجزة وفعلاً استجاب هؤلاء الأبناء ,عليهم من الله ما يستحقون وذهبوا بوالدههم إلى دار العجزة. وقالوا للمسؤلين: إن هذا الرجل وجدناه في الطريق ونريد أن نكسب الأجر فوضعناه عندكم دار العجزة. رحبت دار العجزة بهذا الأمر على أنه فعلا رجلا في الطريق ليس له أحد إلا هؤلاء جائوا به إلى هذا المكان. قالوا للبواب المسئول: إذا مات هذا الرجل فهذا رقم البيت ورقم الجوال فاتصل علينا. ما هي إلا لحظات وتعود الذاكرة إلى هذا الأب وينادي أبناه يا فلان يا فلانة احظروا لي ماء أريد أن أتوضأ. جاء المسئول والممرضين عند هذا الأب الكبير قالوا: أنت في دار العجزة. قال: متى أتيت إلى هنا؟ قالوا: أتيت في يوم كذا وكذا وذكروا أوصاف الأبناء الذين جاءوا به. قال هؤلاء أبنائي ورفع يديه ودعاء عليهم .. اللهم كما فعلو بي هذا الفعل اللهم فأرني وجوههم تلتهب ناراً يوم القيامة. اللهم أحرمهم من الجنة يارب العالمين وينادي المدير المسئول ويكتب جميع عقاراته وأملاكه وقفاً لهذه الدار ولم يتحمل هذه الصدمة وتوفي مباشره. فرح الأبناء بعدما أتصل عليهم هذا البواب وأعطوه مبلغ من المال فجائوا فرحين ولكن تفاجؤا إذا برجال الأمن يوقفونهم عند المحكمة ليخبروهم أن هذه الأملاك كلها أصبحت ملك لدار العجزة ويجب عليهم أن يخرجوا من هذه الشقق التي كانوا يسكنون فيها هذا في الدنيا قبل الآخرة. .......
امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي عند الذئاب يريد الانتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب , فلما رجع الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئه حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته وغير هيئة ... فاقترب منها. قالت له يا أخ: لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب .. ........... يا سبحان الله ... يريد أن يقتلها وهي ترحمه. ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع العقوق بالأمهات.
وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق عضؤ هيئة كبار العلماء. .......
أخي .. أختي .. لقد قرأت هذه الكلمات عن بر الوالدين وعرفت ما في ذلك من الثواب الكبير .. فراجع نفسك مع والديك , وانتبه من العقوق .. واتق الله في كل حال.
¥