* أين التى تعين بعلها على برِّه بأمه وترى ذلك دينا وقربى وتتحمل بنفس راضية ... ؟
* أين التى لا تأبه أن يطلق عليها أنها رجعية أو متشددة أو أو ... ولا يهز فيها ذلك شعرة بل الحق حق، ولابد له من أعداء وهذه سنة الله .. فلا تنثنى همتها ولا عقيدتها ... ولا ترى لوم الناس شيئا ذا بال
قال منصور الفقيه:
اسمع فهذا كلام ... ما فيه والله عله
أقل من كل شيءٍ ... من لا يرى الناس قله
* أين التى تصبر وتسعد .. وتسمو روحها إن عاشت أحيانا - عملا لا قولا وأحلاما - على زاد النبى صلى الله عليه وسلم التمر، الماء، الخل، خبز الشعير، وإن جاءها خير من ذلك حمدت وشكرت وذكرت الله تعالى وذكرت حقه تعالى فيه ...
وخشيت الإسراف وراجعت نفسها وزوجها ..
* أين التى لا تهتم بأساود زائلة .. بأثاث أو مسكن أو دابة أو مال أو وظيفة أو .. أو ..
فتقبل عملا لا قولا أن تعيش كما كان السادة الفضلاء نجوم هذه الأمة يفترشون الأرض أو إهاب الكبش، ويلتحفون ما يرق ويقصر، ويسكنون ما لا شئ فيه يرد البصر ولا غرف عندهم بل هى غرفة!
هى كل شئ فى البيت
ولا مال
بل قوت يوم
ولا جاه سوى عزة الإسلام ....
ورغم ذلك:
{يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الإنسان8
وليس معناه أنها لا تحتاج المال ولا تبحث عنه لتوظفه في الخير
لكن تضع في اعتبارها
أننا نحتاج المال كغيرنا، ولكن هل يقبل الحر أن يحوله المال لشخص حقير!
وهل يقبل أن يكون غنيا ويترك الدعوة سنوات لجمع المال!
وهل تستقيم الدعوة مع الدعة
أو مع إيثار السلامة!
ليسَ أمرُ المرءِ سهلاً كله ... إِنَّما الأمرُ سهولٌ وحزونْ
تطلبُ الراحةَ في دارِ العنا! ... خابَ من يطلبُ شيئاً لا يكونْ
* أين التى تعرف مكانها وفضلها فى دينها، وتعرف أفضل موضع للأنثى وخير مكان وخير نظر وخير معاملة، ومتى يستثنى
(أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن) ...
وبالمثل
تعرف فضل الخروج إن كان فى سبيل الله ودور إذن الزوج فيه وثوابها عليه ...
* أين التى تتنفس الإسلام .. ويمتلئ عقلها علما وقلبها خوفا وورعا .. وتتعلق بكتاب ربها وكلام نبيها صلى الله عليه وسلم ....
واغتنم ركعتين زلفى إلى الله ... إذا كنت فارغاً مستريحا
وإذا ما هممت بالمنطق الباطل ... فاجعل مكانه تسبيحا
إنّ بعض السكوت خيرٌ من النطق ... وإن كنت بالكلام فصيحا
* أين التى تتذوق البيان وتحوم مع الأدب المشروع وتتزود منه، وتشعر بقلب شاعرة مؤمنة، وتعبر بخير ما حفظت ووعت من لسان العرب!
فيكون حال زوجها مع كلامها:
بالله لفظك هذا سال من عسل ... أم قد صببت على أفواهنا العسلا
* أين التى لا يطغى حزنها الفطرى المفهوم (من إقبال زوجها على التعدد) على حبها لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفهمها لأهمية ذلك للدين وللدنيا .. لها ولزوجها ولأخواتها وللآخرين .. فتتذكر أن سيدات بيت النبوة ـ كن مع غيرتهن أحيانا ـ الأصل فى حياتهن عدم المشاحنة، بل يتعشين سويا ثم ينصرفن تاركن صاحبة الغرفة مع الحبيب صلى الله عليه وسلم
ويحدوها تأمل سرعة فناء الدنيا فتصبر على تلك الأمور الزائلة كالتعدد وغيره:
من راقب الموت لم تكثر أمانيه ... ولم يكن طالباً ما ليس يعنيه
وعنوان القبول:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)
* أين التى لا تأبه أن سافرت - فى الله ولله - مع زوجها، ولا ترتبط روحها لصيقة بأرض بل:
(أرض الله واسعة)
وتتذكر أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام سافر بزوجته وتركها ومضى، فلم تعترض .. فخلد الله ذكرها ...
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} آل عمران33
نحن ما زلنا على درب هُدانا ... نرشد الناس وندعو ونحاول
* أين التى لا تشتكى من وعورة الطريق ولا قلة الرفاق ولا قسوة الأنفس ولا ..
بل تعلم ما هو طريق الفردوس وما هو ثمن النجاة وما معوقاته الخارجية والداخلية " فى بيتها " بل ومعوقاته النفسية!،
¥