(وقد أجمع عقلاء كل أمة .. على أن النعيم لا يدرك بالنعيم .. وأن من آثر الراحة .. فاتته الراحة .. وأن بحسب ركوب الأهوال .. واحتمال المشاق .. تكون الفرحة واللذة .. فلا فرحة لمن لاهم له .. ولا لذة لمن لا صبر له .. ولا نعيم لمن لا شقاء له .. ولا راحة لمن لا تعب له .. بل إذا تعب العبد قليلا .. استراح طويلا .. إنما تخلق اللذة والراحة والنعيم .. في دار السلام .. وأما في هذه الدار فكلا)
أسألك بالله عليك كم بذلنا من أجل هذا الدين من أموال؟ ومن وقت؟ ومن جهد؟ ومن أجل إبلاغ الدعوة إلى مشارق الأرض ومغاربها!
تذكرى أخية
حال الأمة ونكباتها
أشلاء تتمزق فى كل مكان
أعراض تُنتَهك
أخوة لنا مسلمون اجتمع عليهم المنصرون
اجتمعت علينا الأمم كلها
اخواننا فى فلسطين والعراق وما يحدث لهم
غزة وما يحدث فيها
قدسنا الجريح الآن
التطاول على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
تدنيس المقدسات
شباب الإسلام وتيارات الغرب
كل هذاما يجعلك تحملى هم هذا الدين وهم الدعوة
كل هذا ما يجعلك تشعرين بغصة فى حلقك؟
كل هذا أختى ما يجعل منك صاحبة همة عالية تناطح السحاب تنطلق فى كل مكان لتدعو إلى دينها بهمة
فما الذى يوقظ الناس ويعلى هممهم بعد كل هذا؟
إلى متى نظل جالسين مكاننا نلهو ونلعب يسيطر علينا همّ الدنيا؟
انظرى أختى لسير من سبقونا كيف حملوا هذا الهم كيف عاشوا للاسلام وبالاسلام
وكيف ضحوا وكيف بذلوا وأرجوك ِ تدبريها
فهذا صديق الأمة الأكبر شرح الله صدره للإسلام فنطق بالشهادتين بين يدي رسول الله و على الفور في التو و اللحظة يستشعر مسئوليته تجاه هذا الدين .... أنا أسألكم بالله ما الذي تعلمه أبو بكر في هذه الدقائق من رسول الله سوى الشهادتين مع سماعه لكلمات يسيرة جداً من المصطفى؟؟ .. و مع ذلك يستشعر مسؤولية ضخمة تجاه هذا الدين بمجرد أن ردد لسانه الشهادتين فيترك الصديق رسول الله و ينطلق ليدعو!!! …… .. يدعوا؟ … يدعوا بماذا؟؟ … .. والله ما عكف على طلب العلم سنوات لينطلق بعد ذلك للدعوة!! … و لكن بالقدر الذي أعطاه الله من النور خرج و هو يستشعر مسئوليته الضخمة لهذا الدين بكلمات قليلة…
وانظرى أختى وحبيبتى فى الله إلى همته العالية أثناء الهجرة
كم كانت فرحته بمرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم يفرح وهو يرافق رجلاً مطلوب حيا ً أو ميتا ً!!
وانظرى أخية إلى موقفه وهو تارة عن اليمين وتارة عن الشمال فيتعجب الرسول من فعله فيقول أبو بكر إن قتلتُ فإنما أنا رجل واحد، وإن قُتلتَ أنت هلكت الأمة،
انظرى لموقفه حينما ارتد الأعراب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال قولته
أينقضِ الدين وأنا حى
ما أستطيع إلا أن أقول علو فى الهمة.توكل على الله. ثبات على الحق.
انظرى إلى عمرو بن الجموح ما أعاقته عرجته عن القتال وقال والله لأطئن بعرجتى الجنة
انظرى مافى أى شئ وقف أمامه ليعجزه عن البذل فى سبيل الله
وانظرى إلى من قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صوت أبي طلحةفي الجيش خير منفئة .. انظرى أختى من أتى به إلى الإسلام إنها همة إمرأة
أم سليمأم سليم كيف كانت تحمل هماً بداخلها
جاء أبو طلحة يخطب أم سليم، فقالت: ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر، ولا أريدمهرا إلا الإسلام.فأسلم وتزوجها.
إنها إمرأة تحمل هم الدين والدعوة ماتحمل هم ذهب ولافضة
كيف أصبحوا هكذا؟
منهجنا ومنهجهم واحد ألا وهو القرآن فتمسكى به
همسة
إذا أردت ِ ان تكونى صاحبة همة عالية
صاحبى ذوات الهمم العالية
فالمرء على دين خليله
هيا نسابق الزمن! أختى أعمارنا قصيرة وما الحياة إلا سويعات
وما ندرى متى موعدنا
فإن لم نقدم للدعوة الآن فمتى نقدم؟
بعد الممات؟ أم متى؟
اختى وحبيبتى فى الله ارسمى لنفسك منهجاً وطريقا ً فى الحياة
هل تحبى أن تكونى عالية فى القدر حسنة الذكر بعد الممات
ام .......
احسبى عمرك الآن
كم ساعة نوم؟ وكم ساعة كسل؟ وكم ساعة لهو؟
وكم ساعة عشت ِ فيها لهذا الدين؟
..............
أترك لكِ الاجابة فجاوبى نفسك واصدقيها
أخيرا ً
عذرا َ .. عذراً
آسفة إن كنت أوجعتكم بكلامى ولكنى والله تمنيت لو أن كل واحدة منا تركت أثراً خلفها فمضى عليه كل من حولها
أخيّة خلقنا لننصر هذا الدين وليس لنخذله
فهناك أختى فرق شاسع بين من عاش صالحا ً بنفسه مُصلِحا ً لغيره
ومن عاش ولم يضف شيئاً للحياة فعاش زائداً عليها
إسألى نفسك الآن
ماذا قدمت أنا لدين الله جل و علا فيما مضى من عمرى؟ "
هل لى من بصمة فى هذه الحياة؟
إبدأى من الآن
وتدبرى قول القائل
فلا تبق فعل الصالحات إلى غدٍ لعل غداً يأتي وأنت فقيدُ
فليعمل كلٌ منا لنصرة الدين كلٌ بحسب استطاعته
إن الكلمة الطبية دعوة .. والابتسامة دعوة .. وحب الخير للغير دعوة .. المساعدة .. توزيع الكتب والأشرطة .. المواعظ .. الرسائل الدعوية .. وبالإنترنت ..
أفكار لا تعد ولا تحصى .. وما الأفكار السابقة إلا قطرات في بحر
وإذا أصابك ِ كسل تصبرى بما عند الله من خير
واستعينى به ولاتنسى الدعاء
وفقنا الله لخيري الدنيا والآخرة .. وجعلنا الله من الدعاة لدينه المخلصين ..
المسددين .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أسأل الله أن تكن قد استفدتن من هذه الهمسات ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة،،
¥