وعلى فرض أن أسلافك كانوا على خطأ يؤاخذون به فاتباعك لهم وتعصبك لا ينفعهم شيئاً، بل يضرهم ضرراً شديداً، فإنه يلحقهم مثل إثمك، ومثل إثم من يتبعك من أولادك وأتباعك إلى يوم القيامة، كما يلحقك مع إثمك مثل إثم من يتبعك إلى يوم القيامة، أفلا ترى أن رجوعك إلى الحق هو خير لأسلافك على كل حال؟
سابعًا: يتدبر ما يُرجى لمؤثر الحق من رضوان رب العالمين، وحسن عنايته في الدنيا، والفوز العظيم الدائم في الآخرة، وما يستحقه متبع الهوى من سخطه عز وجل، والمقت في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة: وهل يرضى عاقل لنفسه أن يشتري لذة اتباع هواه بفوات حسن عناية رب العالمين، وحرمان رضوانه، والقرب منه، والزلفى عنده، والنعيم العظيم في جواره، وباستحقاق مقته وعذابه الأليم؟
لا ينبغي أن يقع هذا حتى من أقل الناس عقلاً، سواء أكان مؤمناً موقناً بهذه النتيجة، أم ظاناً لها، أم شاكاً فيها، أم ظاناً لعدمها، فإن هذين يحتاطان، وكما أن ذلك الاشتراء متحقق ممن يعرف أنه متبع هواه، فكذلك من يسامح نفسه، فلا يناقشها ولا يحتاط.
ثامنًا: يأخذ نفسه بخلاف هواها فيما يتبين له: فلا يسامحها في ترك واجب، أو ما يقرب منه، ولا في ارتكاب معصية، أوما يقرب منها، ولا في هجوم على مشتبه، ويروضها على التثبت والخضوع للحق، ويشدد عليها في ذلك حتى يصير الخضوع للحق ومخالفة الهوى عادة له.
تاسعًا: يأخذ نفسه بالاحتياط فيما يخالف ما نشأ عليه: فإذا كان فيما نشأ عليه أشياء يرى أنه لا بأس بها، أو أنها مستحبة، وعلم أن من أهل العلم من يقول إنها شرك، أو بدعة، أو حرام، فيأخذ نفسه بتركها حتى يتبيّن له بالحجج الواضحة صحة ما نشأ عليه، وهكذا ينبغي له أن ينصح غيره ممن هو في مثل حاله، فإن وجدت نفسك تأبى ذلك، فأعلم أن الهوى مستحوذ عليها، فجاهدها.
عاشرًا: يسعى في التّمييز بين معدن الحجج ومعدن الشبهات:
فإنه إذا تم له ذلك؛ هان عليه الخطب، فإنه لا يأتيه من معدن الحق إلا الحق، فلا يحتاج إن كان راغباً في الحق، قانعاً به إلى الإعراض عن شئ جاء من معدن الحق، ولا إلى أن يتعرض لشيء جاء من معدن الشبهات، لكن أهل الأهواء قد حاولوا التشبيه والتمويه، فالواجب على الراغب في الحق أن لا ينظر إلى ما يجيئه من معدن الحق من وراء زجاجاتهم الملونة، بل ينظر إليه كما كان ينظر إليه أهل الحق. والله الموفق.
من كتاب: " القائد إلى تصحيح العقائد " وهو القسم الرّابع من كتاب: " التّنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل"
للعلّامة الشيخ: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني-رحمه الله-
** لفتة /
(المقال يحتاج إلى قراءة أكثر من مرة حتى نجني ثمرته)!
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[15 - 12 - 10, 03:53 م]ـ
وفي المُرفق تجدنَ المقالَ كاملاً؛ لِذَواتِ الأنفُسِ المُجِدّةِ المجتهدة!
ـ[أمة الغفار]ــــــــ[15 - 12 - 10, 04:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم
ـ[ام سفيان الرفاعي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 03:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا .... دائما أنت كذلك لا تأتينا إلا بالدرر يا موفقة!!!!
زادك الله توفيقا وسدادا ورشادا ....... (تم تحميل المقال كاملا .... فلقد حاولت إقتناء
هذا السفر المبارك ولكن ما استطعت ... فجزاك الله خيرا)
ـ[أم عبد الله الليبية]ــــــــ[24 - 12 - 10, 08:02 م]ـ
أخيّتي الفاضلة:
جزاك الله خيراً، وبارك فيك.
ـ[حاملة هم الدعوة]ــــــــ[26 - 12 - 10, 10:01 م]ـ
لأقول إلا جزاكِ الله خيراً ... أيتها الفاضله ... ونفعني و إياكم بما علمنا.