هذه الطريقة إنما ننصح بها للطلبة المبتدئين (خاصة من سن الطفولة وحدثاء السن) والذين تتوفّر لهم مدارس أو محاضر أو زوايا وما شابه، أو على الأقل يكون متوفّرا عندهم شيخ أو شيوخ يُقرؤونهم متون المذهب المختار، ويلقّنونهم مسائله بالشوية بالشوية ... !!
ثم بعد ذلك يتدرج الطالب ....
والموفق من يوفقه الله، والهداية والتوفيق لها أسباب أيضا ..
أما بالنسبة لحالك أنت يا أخي، فدعك من ذلك، هذا كله لا يفيدك أنت، أنت تجاوزت ذلك .. !
أنت عليك بقراءة فقه الكتاب والسنة مباشرة:
نعم ..
لا بأس بالدرر البهية للشوكاني، التي شرحها صديق حسن خان في الروضة الندية
أو غيرها مما يقاربها ..
أو دليل الطالب للشيخ مرعيّ (مع أنه متن حنبليّ) لكنه بالمقارنة بمتوننا المالكية أفضل بكثير وأقرب للدليل وأيسر، ولا سيما وأنه مشروح شروحا جيدة على طريقة فقه الكتاب والسنة، وأحاديثه مخرّجة مخدومة، وكفى بـ "إرواء الغليل" وِرداً للظامئن ومنهلا للشاربين ... !
وهكذا تختار ما ناسبك وما تقدر عليه
وأيضا ما يُتاح لك في بلدك وحيث أنت
وأيضا ما تجِد له مدرّسا ..
فقد يكون كتاب خيرا من كتاب، ولكن يكون للمفضول عندك ميزة من جهة أنك تجد له شروحا أو مدرسين .. وهكذا
أما ابن عاشر وما شابه فدعك يا أخي .. !
وفي النهاية لو كنتَ مصرا على دراسة متن في الفقه المالكي ولابد، فأنا أشير عليك بكتاب: الكفاف
واسمه الكامل "كفاف المبتدي من فنّيِ العادات والتعبّد" للشيخ محمد مولود الجكني (من علماء موريتانيا/ القرن الماضي) لو قوِيتَ عليه ..
وهو نظمٌ (رجز) في نحو ثلاثة آلاف بيت، لو نشطتَ لحفظه، وكانت عندك الرغبة والهواية في حفظ الأنظام، ووجدتَ معينا، وهو نظم في غاية الروعة، وفي إبداع، ويعتمد على خليل في اختياراتهم، وحاصلها مشهور مذهب مالك، ويزيد عليه في مواضع اختيار الراجح، وفيه عيبٌ (نقصٌ) من وجهٍ لا يخلو من طرافةٍ، فإنه أهمل أبواباً ومسائل، لأنها ليست مما يحتاجه أهل البادية الذين صنّف الكتابَ (النظم) لهم، كما قال:
لا ما استقلّ ببلادٍ نائية * كالجُمُعاتِ وشراءِ الأهوية
ولكن يمكن تحمّل هذا العيب، ودراسة هذه الأبواب والمسائل في كتبٍ أخرى.
له شرح للناظم نفسه، خفيف جدا يقع في مجلد واحدٍ.
وله شرح جديد للشيخ الخديم (محمد بن الحسن) في مجلدين
أما سراج السالك فلا يعجبني .. !
والله أعلم ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
ولي تعليقة بسيطة بالمناسبة على كلام أخينا الأزهري وفقه الله:
"حفظ متن من متون المذاهب الأربعة أولى والله أعلم .. فعلى طالب العلم أن يسلك الجادة التي سلكها علماؤنا، وهو أن يختر لنفسه مذهب من المذاهب، ويحفظ متن من متونه ويدرسه على شيخ متقن ويقرأ عليه الشروح ويتدرج في هذا المذهب حتى ترسخ عنده الأصول والقواعد وتكون لديه ملكة، حينئذ يتأهل للقراءة في كتب الفقه المقارن"
أقول: نعم هذا صحيح مع التقييد بما قلتُه فوق، فأرجو التأمل ..
ولا بد أن نتنبّه إلى أن هذه الطريقة هي وسيلة وليس غاية في حد ذاتها، فحيث أمكن تحصيل المقصود أو أكثره بطريقة أخرى فهو الذي ينبغي حينها، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال.
وقول أخي: "لكن دراسة الدرر البهية من أجل الفرار من التعصب المذهبي، هو في واقع الأمر فرار من تقليد الأئمة رضي الله عنهم إلى تقليد العلامة الشوكاني رحمه الله، ولن يُحصل من دراسته الملكة التي تعينه على الترجيح والنظر في الأدلة والمقارنة بين كلام العلماء".
أقول: لايلزم أن يتعصّب له، أي للشوكاني ولا لشارحه صديق حسن خان، كما لا يتعصّب لأحدٍ ممن هو أعلى منهما من العلماء والأئمة ..
نحن فرضُنا هنا: شخصٌ خرج عن نطاق التعصّب ووووو من هذه الأشياء، فهذا غير وارد هنا.
وأما أنه لن يُحصل من دراسته الملكة التي تعينه على الترجيح والنظر في الأدلة والمقارنة بين كلام العلماء، فهذا في رأيي غير صحيح .. ! بل يحصّلها إن شاء الله، بشروطها وأسبابها، ومنها هنا (فيما يتعلق بالشوكاني والقنوجي، ومثلهم من قبل ابن حزم): التفطن لبعض خفايا مذاهبهم وطريقتهم، والحذر من بعض التسرع أحيانا عند القنوجي خاصة، وأشياء يمكن الإلمام بها على يد شيخ موفق، وأظن الأخ عبد المهيمن عارفا بها جيدا ..
بل الذي أراه أن هذه تعين على تحصيل الملكة الفقية (أرجو أن نكون متفقين في معناها) بشكل أفضل .. على فرضنا هنا (في مسألة الأخ عبدالمهيمن) أنه: لا تقيد أعمى، ولا تعصّب، ولا شيء،
وإنما طالب ذو همة وليس متفرّغا -كما يبدو- التفرّغ الكامل، وكبير شوية في السن، وله عيال، وعنده شغل واكتساب، وقد قرأ من قبل مبادئ في العلوم وتحصّلت عنده مفاتيح لا بأس بها، والله أعلم بالحال هل هو واجدٌ شيوخا يدرّسونه أو سيقرأ بطريقة أخرى؟! .....
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[26 - 01 - 06, 01:43 م]ـ
اما أنا فأقول عليك بكتاب الله عز وجل واتقانه بتفاسيره
ثم احفظ البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة
واجعل حفك للأصول الكتاب والسنة فالحكم مبني على الدليل ليس على قول أحمد رحمه الله
والامام أحمد رحمه الله كان يقول لطلابه عليكم بالحديث واتركو الآراء
إن كان لديك حافظة فأنصحك أن تحفظ كتاب الله عز وجل وكتب السنة فهي الدليل
جزاكم الله خير والله أعلم
¥