ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 06 - 02, 08:02 ص]ـ
ومع ذلك اقول ليته (أي ابن حزم) قلد داودبن علي الظاهري في باب الأسماء والصفات، فإنه كان على مذهب السلف الصالح في هذا الباب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب شرح العقيدة الاصفهانية وهو يتعقب ابن حزم: ... فإن إمامهم داود وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث ....
قلت: العصمة ليست للبشر، وإنما أراد أبومحمد الحق فأخطأ، عفا الله عنه وسامحه.
أماعن شدة ابن حزم فهي ليست من المحرم أو المكروه بيقين، لأنها نخوة للشرع فإذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: للفارسثلاثة أسهم سهمان لفرسه. ثم جاء فقيه وقال برأيه: والله لا أفضل بهيمة على رجل فلا يلام ابن حزم إذا انفعل بل هو مأجور إن شاء الله لاسيما أن هذا الفقيه ذو أتباع تعظم به الفتنة ز
ومن رأى رسالة ابن البارية لابن حزم لن يلوم أبامحمد على عنفه
وقال العلامة صديق حسن القنو جي في (التاج المكلل) وهو يدفع هذه التهمة عن ابن حزم: وأما وقوعه في السلف، فكان ذبا عن الإسلام وهو لا ينافي العلم.
ومع ذلك اقول: اعتذر ابن حزم عن هذه الشدة في في كتابه القيم الأخلاق والسير، ونجده ايضا يترضى عن أبي حنيفة ومالك في اكثر من موضع في كتابه النفيس الإحكام، مما ينبىءأن المقصود بالشدة هم المقلدة للائمة بدون برهان وحجة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 02, 09:23 ص]ـ
كان ابن حزم ظاهرياً جامداً
وكتبه لولا أنه اهتم فيها بجمع الآثار لانقرضت منذ زمن بعيد ولم يكن أحد اهتم بها
وهذا ميزة له لا نجدها عند الظاهريين الجدد في هذا العصر
وكان كثير الشذوذ في الفقه، عظيم التناقض، طويل اللسان مع العلماء.
وقد عابوا ذلك عليه جداً. وكان يظن أنه بحدة لسانه يسكت خصومه. ولكن انقلب السحر على الساحر، وتسبب له ذلك بإحراق كتبه وطرده من منصبه وقلة رواج أفكاره، حتى لا نجد له أتباعاً إلا من بعض الطلبة الذين يتعلمون الحديث قبل أن يتعلمون الفقه وأصوله.
وعلى الرغم من ظاهريته الشديدة في فروع الفقه، فهو من أشد الناس قياساً في الأصول وفي مسألة الصفات. ولذلك وصفه ابن عبد الهادي بأنه جهمي!
وأما عن حدة لسانه فقد اعتذر عن ذلك في آخر حياته وذكر السبب المرضي الذي أدى له، فقال: لقد أصابتني علة شديدة ولّدت في ربوًا في الطحال شديدًا، فولد ذلك علي من الضجر، وضيق الخلق، وقلة الصبر، والنزق أمرًا جاشت نفسي فيه إذ أنكرت تبدل خلقي، واشتد عجبي من مفارقتي لطبعي، وصح عندي أن الطحال موضع الفرح، وإذا فسد تولد ضده".
إن هذا تحليلًا دقيقًا يذكر فيه أسباب ضعفه النفسي في صراحة وقوة فيصف نفسه بالنزق والضجر، ولا يضن عليها بمثل ما يصف به مخالفيه.
وفضلاً عما ذكره في حق نفسه، وبينه من أسباب ضعفه النفسي، فإن ما لاقاه من ظلم الأمراء بإيعاز العلماء، أحدث في نفسه مرارة شديدة جعلته ينقم على بعض العلماء لكيدهم له عند الأمراء، فكان ذلك أيضًا من أسباب حدته.
أقول: وقد كثر في زماننا الربو في الطحال في بعض طلبة الحديث: D
ومن شذوذاته الفقيه أن بول الإنسان في الماء الراكد ينجسه، إلا في بول الإنسان، فلا يقاس عليه بول الحيوان ولو خنزيرًا!!
وكذهابه إلى أن سؤر الكلب نجس لا يكون التطهير للإناء الذي فيه إلا بعد غسله سبعًا إحداهن بالتراب الطاهر، لأن النص قد ورد بذلك، بينما يقرر أن سؤر الخنزير طاهر يصح شربه والوضوء منه لعدم ورود نص فيه.
وإليكم بعض أقوال العلماء فيه:
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 02, 09:28 ص]ـ
قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية": «كان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه وقلمه فأوْرثه ذلك حِقداً في قلوب أهل زمانه. ومازالوا به حتى بَغّضَوه إلى ملوكهم فطردوه عن بلاده. كل العجب منه أنه كان ظاهرياً حائراً في الفروع لا يقول بشيء من القياس لا الجلي ولا غيره. وهذا الذي وَضَعَهُ عند العلماء وأدْخل عليه خطأ كبيراً في نظره وتصرّفه. وكان مع هذا من أشد الناس تأويلاً في باب الأصول وآيات الصفات وأحاديث الصفات، لأنه كان أولاً قدْ تضلّع من علم المنطق، ففسُد بذلك حاله في باب الصفات».
¥