أما من قرأ لابن حزم كتاب أو أكثر فانه سوف يعجب بابن حزم لدفاعه عن الحق ورفعه لشأن النصوص وتقديمها علي اقوال الرجال.
أما بخصوص التشنيع علي ابن حزم في مسألة الصفات، فقد ذهب إلي التأويل جمع من علماء السلف، ولم نسمع احد شنع عليهم لانهم علي أحد المذاهب الاربعة.
علي سبيل المثال لا الحصر: الحافظ ابن حجر كان مؤلا ولم يشنع عليه مثل ابن حزم.
وكذلك النووي رحمه الله كان مؤلا ولانه شافعي ما تكلم احد.
والخطابي وكثير.
فالقضية ليست بالتأول فقط بل تدور حول كون ابن حزم خالف المذاهب الاربعة.
وهو في الحقيقة ان خالف أحد هذه المذاهب وافق الاخر، فقد كان متخيراً وليس مقلداً، وحتي الظاهرية خالفهم في شيء ووافقهم في شيء اخر، وانتقد الظاهرية كما انتقد غيرهم.
وقد ترجم لابن حزم خلق كثير واثني عليه الكثير منهم، وخاصة العلماء المتخيرين الذين لا يلتزمون بمذهب، كالشوكاني، وأحمد شاكر، والذهبي، وصديق خان، والحميدي - وصاعد الاندلس، وشيخ الاسلام ابن تيمية، ومقبل الوادعي، وسعيد الافغاني الذي ترجم لابن حزم ترجمة جميلة وخرج له عدة كتب ورسائل، ابعد هؤلاء يلتفت لكلام الهيتمي وسائر المقلدة.
وفي الختام اسوق لكم قصة حدثت بيني وبين احد الاخوان الافاضل كان قد تخرج من كلية الشريعة وكان محتاراً في مسألة فقهية، فقلت له ارجع الي المحلي لابن حزم، فقال: لا يا أخي هذا ظاهري. فقلت له: هل تعرف معني ظاهري؟
فقال: لا ولم اقرأ أي كتاب لابن حزم، ولكن حذرونا من القراءة لغير الاربعة وخوفونا من الظاهرية.
واخيراً نقول ان ابن حزم كسائر العلماء اصاب واخطأ وهو امام جليل له علم لا ينكره الا جاهل أو مقلد حاقد اعمي الله بصيرته.
ونقول ايضاً لهؤلاء المقلدة دلونا علي عالم لم يخطيء ونحن نترك ابن حزم ونتبعه وهيهات هيهات فلا عصمة لاحد بعد محمد صلي الله عليه وسلم.
أخوكم / محمد
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 02 - 03, 03:06 ص]ـ
الشيخ ناصر الفهد ــ وفقه الله ــ له عناية جيدة بالمحلى، وخاصة طبعة عبد الغفار البنداري.
قال عنها: وتحقيقه سيئ للمحلى، إن سمّى ما عمله تحقيقاً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 02 - 03, 11:00 ص]ـ
قال إمام الأندلس ابن عبد البر في الاستذكار (1\ 302) عن صاحبه ابن حزم: «وقد شذّ بعض أهل الظاهر، وأقدم على خلاف جمهور علماء المسلمين وسبيل المؤمنين، فقال: ليس على المتعمد في ترك الصلاة في وقتها أن يأتي بها في غير وقتها». ويبين أنه يقصد واحداً بعينه (ص307): «والعجب من هذا الظاهري في نقضه أصله وأصل أصحابه». وبين ابن عبد البر أن هذا ليس مذهب الظاهرية، وذكر استدلالات ابن حزم بعينها. وقال بعد كل ذلك (ص309): «فما أرى هذا الظاهري، إلا قد خرج عن جماعةِ العلماءِ من السلف والخلف، وخالف جميع فرق الفقهاء وشذّ عنهم. ولا يكون إماماً في العلم من أخذ بالشاذِّ من العِلم». قلت: صدق رحمه الله، فإن من تتبع زلات العلماء تزندق، فكيف بمن جمع موسوعة من الأقوال الشاذة التي لم يسبق بها؟
قال الحافظ السلفي ابن كثير (تلميذ شيخ الإسلام) في الجزء 12 من "البداية والنهاية": «كان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه وقَلَمه، فأوْرثه ذلك حِقداً في قلوب أهل زمانه. ومازالوا به حتى بَغّضَوه إلى ملوكهم، فطردوه عن بلاده. والعجب –كل العجب– منه أنه كان ظاهرياً حائراً في الفروع، لا يقول بشيء من القياس لا الجلي ولا غيره. وهذا الذي وَضَعَهُ عند العلماء، وأدْخَلَ عليه خطأ كبيراً في نظره وتصرّفه. وكان –مع هذا– من أشد الناس تأويلاً في باب الأصول وآيات الصفات وأحاديث الصفات، لأنه كان أولاً قدْ تضلّع من علم المنطق، أخذه عن محمد بن الحسن المذحجي الكناني. ففسُد بذلك حاله في باب الصفات».
وقال ابن كثير أيضاً (14\ 332): «ورأيتُ في ليلة الإثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة الشيخ محي الدين النووي رحمه الله فقلت له: يا سيدي الشيخ لِمَ لا أدْخلتَ في "شرحك المهذب" شيئاً من مصنفات ابن حزم؟ فقال ما معناه: أنه لا يحبه. فقلت له: أنت معذور فيه فإنه جمع بين طرفيْ النقيضين في أصوله وفروعه. أما هو في الفروع فظاهريّ جامد يابس. وفي الأصول قول مائع قرمطة القرامطة وهَرَس الهرائسة. ورفعت بها صوتي حتى سمعت وأنا نائم. ثم أشَرْتُ له إلى أرض خضراء تشبه النخيل بل هي أرْدأ شكلاً منه، لا يُنتفع بها في اسْتغلالٍ ولا رعي. فقلت له: هذه أرض ابن حزم التي زرعها. قال: أنظر هل ترى فيها شجراً مثمراً أو شيئاً يُنتفع به؟ فقلت: إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر. فهذا حاصل ما رأيته. ووقع في خلدي أن ابن حزم كان حاضرنا عندما أشرْت للشيخ محيي الدين إلى الأرض المنسوبة لابن حزم، وهو ساكتٌ لا يتكلم».
قلت: من كان ظاهرياً جامداً يابساً في الفروع ومائعاً قرمطة القرامطة في الأصول، ما عساه أن يجيب؟!
ومع ذلك يقول ابن خليل العبدري: وبالجملة فإنه إذا تأمل العاقل النبيه السالم الفطرة من التعصب والهوى حال الإمام أبي محمد رحمه الله وتأمل أقوال المتكلمين فيه وجدهم على قسمين: إما جاهل مفرط الجهل، يسبه ولا يد ري ماكان عليه من الشدة في الدين والمحافظة على اتباع السنن والحض على ذلك،فهو يسبه ولايدري مايلزمه في دينه من ثلب امرىء مسلم من أكابر أهل العلم قد لحق بربه. وأمارجل رقيق الحياء، قليل الدين، ينال منه تعصبا لاهل مذهبه، أو غيرذلك، لينال من دنياه ماأحب، قد باع آخرته بدنيا قد ضمنت له، ماأصابه منهالم يكن ليخطئه، قد رضي عما عند الله تعالى بعاجل زخرف هذا المتاع الفاني، قداعتاض عما عند الله تعالى بأن يقال عنه إنه ناصر لمذهب كذا مصمم عليه، وهو يدري أن ماناله من أبي محمد رحمة الله عليه لايجوز عقلا ولاشرعا إن كان مصدقا بالشرع وإنالله وإنا لإليه راجعون.
فأين تصنفون الإمام المقرئ المحدث ابن كثير في هذين القسمين؟ جاهل مفرط الجهل، أم رجل رقيق الحياء قليل الدين؟ ننتظر الجواب من أسود السنة!
¥