بالشاذِّ من العِلم». قلت: صدق رحمه الله، فإن من تتبع زلات العلماء تزندق، فكيف بمن جمع موسوعة من الأقوال الشاذة التي لم يسبق بها؟
قال الحافظ السلفي ابن كثير (تلميذ شيخ الإسلام) في الجزء 12 من "البداية والنهاية": «كان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه وقَلَمه، فأوْرثه ذلك حِقداً في قلوب أهل زمانه. ومازالوا به حتى بَغّضَوه إلى ملوكهم، فطردوه عن بلاده. والعجب –كل العجب– منه أنه كان ظاهرياً حائراً في الفروع، لا يقول بشيء من القياس لا الجلي ولا غيره. وهذا الذي وَضَعَهُ عند العلماء، وأدْخَلَ عليه خطأ كبيراً في نظره وتصرّفه. وكان –مع هذا– من أشد الناس تأويلاً في باب الأصول وآيات الصفات وأحاديث الصفات، لأنه كان أولاً قدْ تضلّع من علم المنطق، أخذه عن محمد بن الحسن المذحجي الكناني. ففسُد بذلك حاله في باب الصفات».
وقال ابن كثير أيضاً (14\ 332): «ورأيتُ في ليلة الإثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة الشيخ محي الدين النووي رحمه الله فقلت له: يا سيدي الشيخ لِمَ لا أدْخلتَ في "شرحك المهذب" شيئاً من مصنفات ابن حزم؟ فقال ما معناه: أنه لا يحبه. فقلت له: أنت معذور فيه فإنه جمع بين طرفيْ النقيضين في أصوله وفروعه. أما هو في الفروع فظاهريّ جامد يابس. وفي الأصول قول مائع قرمطة القرامطة وهَرَس الهرائسة. ورفعت بها صوتي حتى سمعت وأنا نائم. ثم أشَرْتُ له إلى أرض خضراء تشبه النخيل بل هي أرْدأ شكلاً منه، لا يُنتفع بها في اسْتغلالٍ ولا رعي. فقلت له: هذه أرض ابن حزم التي زرعها. قال: أنظر هل ترى فيها شجراً مثمراً أو شيئاً يُنتفع به؟ فقلت: إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر. فهذا حاصل ما رأيته. ووقع في خلدي أن ابن حزم كان حاضرنا عندما أشرْت للشيخ محيي الدين إلى الأرض المنسوبة لابن حزم، وهو ساكتٌ لا يتكلم».
قلت: من كان ظاهرياً جامداً يابساً في الفروع ومائعاً قرمطة القرامطة في الأصول، ما عساه أن يجيب؟!
ومع ذلك يقول ابن خليل العبدري: وبالجملة فإنه إذا تأمل العاقل النبيه السالم الفطرة من التعصب والهوى حال الإمام أبي محمد رحمه الله وتأمل أقوال المتكلمين فيه وجدهم على قسمين: إما جاهل مفرط الجهل، يسبه ولا يد ري ماكان عليه من الشدة في الدين والمحافظة على اتباع السنن والحض على ذلك،فهو يسبه ولايدري مايلزمه في دينه من ثلب امرىء مسلم من أكابر أهل العلم قد لحق بربه. وأمارجل رقيق الحياء، قليل الدين، ينال منه تعصبا لاهل مذهبه، أو غيرذلك، لينال من دنياه ماأحب، قد باع آخرته بدنيا قد ضمنت له، ماأصابه منهالم يكن ليخطئه، قد رضي عما عند الله تعالى بعاجل زخرف هذا المتاع الفاني، قداعتاض عما عند الله تعالى بأن يقال عنه إنه ناصر لمذهب كذا مصمم عليه، وهو يدري أن ماناله من أبي محمد رحمة الله عليه لايجوز عقلا ولاشرعا إن كان مصدقا بالشرع وإنالله وإنا لإليه راجعون.
فأين تصنفون الإمام المقرئ المحدث ابن كثير في هذين القسمين؟ جاهل مفرط الجهل، أم رجل رقيق الحياء قليل الدين؟ ننتظر الجواب من أسود السنة!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 02 - 03, 05:06 م]ـ
كما تعلمون أن ابن حزم قد شنع تشنيعا كبير على الأشاعرة وعلى أبي الحسن الأشعري في كتابة الفصل، ومنهجه تجاه الأشاعرة سبب ردود فعل إنتقامية لدى الأشعريين -على جميع المستويات- وذلك بتسفيه والتقليل من قدره ومن أهمية كتبه ... إلخ
ولولا الله ثم سعة إطلاعة وقوة نقده لأختفت كتبه ولم يهتم بها
وكما قيل عن ابن تيمية انه أول ماحفظ هو المحلى وكان متأثر به من ناحية عدم الإلتزام بالتقليد وغيره ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 02 - 03, 05:33 م]ـ
رحم الله الامام ابن حزم
لولا ما سطره بعض الاخوة لما احببت الدخول في هذا الموضوع
فالكل يعرف ما كتب حول الامام ابن حزم رحمه الله
ولعل كتاب ابي عبدالرحمن الظاهري من اوسع ما كتب في هذا الباب
ولكن ان يصبح كل من اتهم ابن حزم بالشذوذ
اتهمه لانه متاثر بالاشاعرة
اوو
الخ
فهذا امر باطل جملة وتفصيلا
وهذا سؤال للاخ ابي البركات
هل ابن عبدالبر وابن عبدالهاديوابن القيم وابن تيمية اشاعرة
هل ابن كثير اشعري
ثم ان ابن حزم رحمه الله وان وافق اهل الحديث في مسائل في الاعتقاد
الا انه في مسالة الصفات قد خالفهم
فمذهبه في الصفات اقرب الى مذهب الجهمية والمعتزلة
ثم هذا الكلام الذي ذكره الاخ ابوالبركات وان كان يحمل جزء يسيرا من الصحة فليس هو السبب الوحيد
بل ان الذين تحاملوا عليه تحاملوا عليه
لتحامله على المالكية مثلا
او الحنفية
ليس لتحامله على الاشاعرة
بل كثير ممن نال منه لايعرف انه متحامل على الاشاعرة اصلا
فهذا السبب ابعد ما يكون عن تحامل الفقهاء بالذات على ابن حزم
فالفقهاء تحاملوا عليه لاسباب مذهبية معروفة
وممن تكلم فيه الحنابلة ايضا
¥