[نظرات في تحقيق عمرو عبد المنعم سليم لكتاب (شرف أصحاب الحديث).]
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[29 - 04 - 02, 11:01 م]ـ
من يحيى العدل إلى الإخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد:
فأقول وبالله أحول .. هذه نظرات قيدتها على نسختي من هذا الكتاب .. فلما جاءت مناسبة لإفادة الجميع بها .. (بادرت بذلك) .. وهي غير مستوعبة وإنما حسب ما وقع لي أثناء المطالعة .. وهي وفق (أرقام نصوص الكتاب).
(1) ـ سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين، ويقول: كلما جاءنا رجلٌ أجدل من رجل، أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم).
الحديث أخرجه الخطيب من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: (فذكره).
قال المحقق: إسناده صحيح.
قلت: إسحاق بن عيسى من شرط الحسن. اختار الحافظ في (التقريب) أنه صدوق .. وأقر في التحرير.
لكن قال الذهبي في (الكاشف): ثقة. فلتصحيحه وجه محتمل.
(3) ـ قال سفيان الثوري إنما الدين بالآثار ليس بالرأي، إنما الدين بالآثار ليس بالرأي، إنما الدين بالآثار ليس بالرأي.
أخرجه الخطيب من طريق عبيدالله بن سعيد القاضي، قال حدثنا عبدالله بن وهب الحافظ الدينوري، قال: حدثنا زيد بن أخزم، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: (فذكره).
قال المحقق: إسناده واه جدًا. فإن فيه عبدالله بن محمد بن وهب الدينوري، قال الدارقطني: متروك. وفي رواية: يضع الحديث، واتهمه ابن عقدة، وكذبه عمر بن سهل.
قلت: الرجل حافظ مشهور .. وسمه بهذا تلميذه (كما في الإسناد).
واحتج به الضياء في (المختارة)، وصحح له ابن عساكر.
وحسن له ابن حجر في (الإصابة).
قال ابن عدي: كان يحفظ ويعرف .. رماه بالكذب عمر بن سهل بن كدر (فيما سمعته يقول).
وسمعت ابن عقدة يقول: كتب إلي ابن وهب جزء (غرائب سفيان الثوري) فلم أعرف منها إلا حديثين، وكان قد سواها عامتها على شيوخه الشاميين، فكيف أتهمه.
قال ابن عدي: وقبله قوم وصدقوه.
وقال مسلمة في (الصلة): كان ثقة كثير الحديث.
وقال الحاكم: سألت عنه أبا علي النيسابوري، فقال: كان حافظًا .. بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرته في زمانه.
وقال الإسماعيلي كان صدوقًا .. إلا أن البغداديين تكلموا فيه.
قلت: الرجل أمره مشكل .. لكن قد رأيت مشهور آل سلمان نافح عنه في تقدمته لكتابه الشهير (المجالسة) .. وخلص إلى أنه في عداد من يحتج به .. ويُقبل حديثه بتوثيق مسلمة له.
وهذا بناه على دراسته التطبيقية على هذا الكتاب .. فالقول قوله إذًا .. حتى يرد ما يدفعه. (والله أعلم).
ثم إن الأثر ورد من وجه آخر عن سفيان فلا وجه لتضعيفه.
وكتب يحيى العدل عصر الثلاثاء السابع عشر من شهر صفر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
وإلى نظرة أخرى (إن شاء الله).
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[30 - 04 - 02, 05:53 م]ـ
الأخ الفاضل يحيى العدل
الحقيقة أنني أثناء قراءتي لكلامه الطيب في حق ابن وهب الدينوي مرت بي جملة قلت فيها:
ويُقبل حديثه بتوثيق مسلمة له
و لعلها تتمة لكلام مشهور، و على كل؛ فسواء من كلامك هي أم من كلامه؛ إلا أن الغاية أن يبين:
أن توثيق مسلمة و هو ابن القاسم محل نظر، فالرجل متكم فيه كما تراه في الميزان و ذيله.
حكم الذَّهبيُّ بضعفه في ((المغني)) و ((الميزان))، و قد كان ضعيف العقل كما قال القاضي ابن مفرّج، فمن كان بمثل هذه المثابة كيف يقبل توثيقه أو تجريحه؟.
و ابن مفرج المذكور هو بلدي مسلمة:
قال عنه الذهبي في " التذكرة " (3/ 1007): " قال ابن الفرضي: وكان – أي: ابن مفرج - حافظاً بصيرا بالرجال و أحوالهم أكثر الناس عنه؛ قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: " كان أبو عبد الله ابن مفرج من أغنى الناس بالعلم و أحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفن من أوثق المحدثين و أجودهم ضبطا "، قال الحميدي: هو القاضي أبو عبد الله، و قيل: أبو بكر، حافظٌ جليلٌ مصنِّفٌ له كتبٌ في الفقه و فقه التابعين؛ فمما صنف كتاب فقه الحسن في سبع مجلدات و فقه الزهري في عدة أجزاء وجمع مسند قاسم بن أصبغ في مجلدات ".قال ابن الفرضي: مات في رجب سنة ثمانين وثلاث مائة " اهـ
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[30 - 04 - 02, 08:50 م]ـ
¥