تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

«غلبه التخرص والتعجّل»، «- انه برَّك به دركه، فناله نصيب من نسبه، فرمى بسوء ظنه»، «وضيّق صدره ما اشتملت عليه من الرحلة في شأن المخطوطات والتفتيش عنها ووصفها .. أو غير ذلك من غوائل النفس وسخائمها .. وما أسر أحد سريرة إلا وأظهرها الله على قسمات وجهه وفلتات لسانه»، «تدل على تجنيه وغمطه، وتبث ما حاكه صدره»، «ما اعتاده الكاتب من تقريب المصورات إليه بلا تعب ولا مشقة على حد قولهم «رمتني بدائها وانسلت»، «ومن جرأة المذكور وتعنته»، «فما أخالك تدري ما البدعة، فعليك بثني الركب عند العلماء وترك الاستطالة، ليعلموكها»، «فرمت الجهل المركب بهذا الزغل والتلبيس»، «الشأن المجازفة والتكثر من قلة، والاسترسال مع هوى النفس .. هداك الله وأعقلك اللهم ما قضيت من قضاء فسلم فيه العقل والدين»، «أما العبث بكتب السلف، بل والخلف ما حاك فيك وكل إناء بالذي فيه ينضح وكأنك ترى غيرك بعين نفسك»، «إن المذكور طربل وتزيد بملحقه»، «لم أجد زعمه الكاذب»، «ثم لفتة لك ولغيرك بمسألة من العقيدة».

وأسوأ جملة قوله: «انه برك به دركه، فناله نصيب من نسبه، فرمى بسوء ظنه»، فتلك سخرية صريحة ونبز باللقب، وذلك محرم بنص الكتاب العزيز قال تعالى: {يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا لا يّسًخّرً قّوًمِ مٌَن قّوًمُ عّسّى" أّن يّكٍونٍوا خّيًرْا مٌَنًهٍمً وّلا نٌسّاءِ مٌَن نٌَسّاءُ عّسّى" أّن يّكٍنَّ خّيًرْا مٌَنًهٍنَّ وّلا تّلًمٌزٍوا أّنفٍسّكٍمً وّلا تّنّابّزٍوا بٌالأّلًقّابٌ بٌئًسّ الاسًمٍ پًفٍسٍوقٍ بّعًدّ الإيمّانٌ} فسمى الله ذلك كله فسوقاً، وكأني بالمحقق وقد ذهل حين عدى على اللقب نبزاً وتهكماً، إذ إن في كبار مشايخه من يحمل اللقب نفسه، فماذا يفعل الآن؟ أيصر أم يستغفر ويتوب؟ بيد أني أذكّر الشبل وغيره أن الهمز واللمز والبذاءة في القول ليس من أدب طالب العلم، بل لا يلجأ إليه إلا من ضعف برهانه وأفلس من الحجة والدليل- كما هو مشاهد-!.

ونأتي إلى جوهر القضية ولب الموضوع، وهو القول في صحة نسب الكتاب إلى محمد بن نصر المروزي، وخطأ نسبة الكتاب إلى أحمد بن نصر الخزاعي، ومن المصائب أن يحتاج خطأ ناسخ لكل هذا الإيضاح، بل إلى توضيح الواضحات! - فأقول:

إن التحقق من صحة نسب الكتاب إلى مؤلفه ليست بالأمر الهين، إنها أمانة ودين وحق للغير يتحملها المحقق، قال عبدالسلام هارون: «إن كل خطوة يخطوها المحقق لابد أن تكون مصحوبة بالحذر، فليس يكفي أن نجد عنوان الكتاب واسم مؤلفه في ظاهر النسخة أو النسخ لنحكم بأن المخطوطة من مؤلفات صاحب الاسم المثبت، بل لابد من إجراء تحقيق علمي يطمئن معه الباحث على أن الكتاب نفسه صادق النسبة إلى مؤلفه ... » «3»، الخ، ولولا خشية الإطالة لذكرت النص كاملاً لنفاسته.

وطرق إثبات صحة نسبة الكتاب للمروزي متعددة فمنها:

1 - إسناد الكتاب، «والأسانيد أنساب الكتب»، «4»:

فقد علق الإمام البخاري في صحيحه كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بالسنن قول ابن عون: «ثلاثة أحبهن لنفسي ولإخواني هذه السنة أن يتعلموها ويسألوا عنها والقرآن أن يتفهموه ويسألوا عنه وأن يدعوا الناس إلا من خير»، قال ابن حجر في «فتح الباري»، «13/ 251 - 252»،: «وصله محمد بن نصر المروزي في «كتاب السنة»، والجوزقي من طريقه قال محمد بن نصر حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا سليم بن أخضر سمعت ابن عون مرة ولا مرتين ولا ثلاث ثلاث أحبهن لنفسي الحديث»، وأسنده في «تغليق التعليق»، «5/ 319»، قال: «أخبرناه أحمد بن أبي بكر في كتابه عن أبي نصر محمد بن محمد بن محمد بن مميل أن جده أنبأ أنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر أنا زاهر بن طاهر أنا سعيد البحيري أنا أبو بكر الشيباني هو محمد بن عبدالله الجوزقي ثنا أبو العباس الدغولي ثنا محمد بن نصر المروزي ثنا يحيى بن يحيى ثنا سليم بن أخضر سمعت ابن عون مرة ولا مرتين ولا ثلاث ثلاث أحبهن لنفسي ولأصحابي أن ينظر الرجل هذا القرآن ويعمل بما فيه وينظر هذا الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتبعه ويعمل بما فيه ويدع هؤلاء الناس إلا من خير».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير