لقد حذر العلماء من الاغترار بأحاديث الملاحم وأشراط الساعة؛ لأن أكثرها لا يصح. كما قال الإمام أحمد "ثلاثة كتب ليس لها أصول .. وذكر منها: "الملاحم". وكتاب "الفتن" لنعيم بن حماد أوضح مثالٍ لهذا الذي ذكره الإمام أحمد.
وأضيف على ذلك بأن أحاديث (الرايات السود) و (السفياني) لا يصح منها شيء، وأحاديث هاتين العلامتين هما ركيزتا الكتاب المسؤول عنه، وقد جلب لها المؤلف من بواطل الروايات ومناكير الأحاديث ما استطاع جمعه، وأظهر شأنها، وكأنها من أصح علامات الساعة وأثبتها!! مع أن الواقع أبعد ما يكون عن ذلك، ومن تلاعب المؤلف واستخفافه بالقراء: أنه مع إيراده للأحاديث الموضوعة المكذوبة، فإنه ينزلها على الواقع متجاهلاً ما يبطل تنزيله وتفسيره من الرواية المكذوبة التي اعتمد عليها نفسها، ومن ذلك اعتباره (السفياني) أنه حاكم العراق، مع أنه أورد أن (السفياني) أموي، وحاكم العراق لا يعرف بـ (السفياني)، ولا ادعى هو ولا غيره أنه من بني أمية، هذا مع بطلان ذلك كله، كما سبق.
ولما أورد عن كعب الأحبار أنه قال: "علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كندة" [ص: 35 من كتاب هرمجدون]. يقول المؤلف: "فلما رأيت الجنرال (ريتشارد ما يرو) يقبل على عكازين ليعلن للشعب الأمريكي بدء عمليات القوات المشتركة ... " ونسي الكاتب أن الرجل الأعرج المذكور في النص عربي من كندة!! فما باله تجاهل هذه العلامة؟!! هذا لو صح الخبر، وهو لا يصح!!!.
ولما أورد المؤلف (ص: 54 – 55) أن السفياني يهزم الجماعة مرتين، وفسر الجماعة بالجيوش الغربية، رأى أنه لابد أن يجعل السفياني منتصراً هازما للجيوش الغربية حتى لا ينتقض عليه تنزيله السفياني على أنه حاكم العراق.
لقد جاء الكتاب بأمثال هذه البلايا التي لا تستخف بعاقل!!!
ومن بلايا الكاتب العظام: أنه عظم كتاب الكاهن اليهودي (نوستر اداموس) ورآه أهلاً للنقل عنه، حتى قال مؤلف كتاب (هرمجدون): "ونقول إن ما جاء به (نوستراداموس) هو من تراثنا المنهوب وميراثنا المسلوب، الذي سقط منا فالتقطوه، وجهلناه وعلموه" (ص:14).
هذا ما يقوله مؤلف (هرمجدون) عن كتاب هذا الكاهن، لقد جعله مما استفاده هذا الكاهن من النبي – صلى الله عليه وسلم -، ومن الأحاديث النبوية، التي اطلع عليها هذا الكاهن، وغابت عن جميع علماء المسلمين!!!
أي طعنٍ في دين المسلمين أعظم من هذا الطعن؟!! وأي تشكيك في حفظه وبقائه أشد من هذا التشكيك؟!!
ثم هو بذلك زكى كلام هذا الكاهن الدجال أجل تزكية، أو جعله متلقى من مشكاة السنة النبوية!!!
والخلاصة: أن الكتاب المذكور كتاب خطير، مليء بالجهل والافتراءات على نبينا – صلى الله عليه وسلم – ومنهجه مبني على الاعتماد على كل شيء، وعلى ليِّ أعناق النصوص لتوافق الواقع ... إلى غير ذلك من أنواع الخطأ الكبيرة والضلال المبين.
ويجب الحذر من هذا الكتاب، والتحذير من كاتبه ومقاطعة كل ما يكتبه ويؤلفه بعدم الشراء؛ لأن ذلك يردعه هو وأمثاله من أن يتاجر بدين الأمة، ومن أن يستخف بعقول المسلمين. والله أعلم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 10 - 02, 01:42 ص]ـ
جزيت خيرا اخي الكريم
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[02 - 10 - 02, 09:19 ص]ـ
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد:
جزاكم اللهُ خيْرًا، وأفيد بأن الشيخ عادل العزَّازِي قد عاجلَ هذا #### بقذيفة سُنِّيَّة طبع (دار الرضا بمصر / غلاف) واسمها:
(تنبيه الأنام على ما في كتاب هير مجدون من ضلالات وآثام)
وقلت ###########، وسارق لجهد الآخرين، وقد بيَّنَ أحد الإخوة سرقاته لاسيما في كتابه (عمر أمة الإسلام)، وكيف أنه لفَّق ببراعة كتابه هذا من ثلاث كتب لبعض المعاصرين، واللهُ المستعان.
وسيكون هناك وقفة عبر هذا الملتقى مع هذا #### الجريء على السنة المطهرة.
وأرجو مِمَّن كان قريبًا على (اللجنة الدائمة) أن يحتسب ويذهب لَهم بهذين الكتابين طالبا منهم الحكم الشرعي في المؤلف و الكتابين، وحكم بيعهما ......
ثُمَّ ينشر ويعلن هذا الاستفتاء على رؤوس الأشهاد؛ ليعرف الناس الْحقَّ، وأيضا ليكثر الشهود على هذا #### أمام الله عز وجل إن لَم يتب ويعلن ويصلح.
(وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِه ورسولهِ مُحَمَّدٍ) • • وكتب أبو عبدِ الرَّحْمَنِ الشُّوْكِيُّ: البريد / [email protected]