وقد أيده فيما ذهب إليه الدكتور الذهبي عندما تعرض لتفسير ابن عربي في الجزء الثاني من كتابه "التفسير والمفسرون".
ونحن إذا سلمنا بهذا القول، وأن هذا التفسير من عمل القاشاني، وأنه قد نسبه لابن عربي ترويجاً له بين الناس، وتشهيراً له بشهرة المنسوب إليه؛ فلا نملك أبداً إغماض عيوننا عن موافقة ما جاء بهذا التفسير من آراء وأفكار تتفق مع المبادئ التي بثها ابن عربي في مؤلفاته كلها كالفتوحات، والفصوص، وغيرها).
انتهى كلام الدكتور البلتاجي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال الشيخ عبدالقادر السندي في رده على الصوفي محمود الغراب - بعد أن نقل كلام ابن المقرئ المغربي من كتاب طبقات الصوفية للمناوي الذي ادعى فيه الدس على ابن عربي -: (ثبت عن ابن عربي مقالاته تلك الكفرية بأمرين معروفين قد خفيا على ابن المقرئ والمناوي وابن العماد وغيرهم؛ وهما:
1 - سماع الثقات المعاصرين ومشاهدتهم لابن عربي الضال الملحد ..
2 - ووجود خطه بيده، وقد خط وحرر بخخط يده الكفر الغليظ والنفاق المبين، والشرك الأكبر، وتحريمه الحلال وتحليله المحرم ... ). (2/ 209باختصار).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق في " فضائح الصوفية " (ص 11): (وربما قالوا بل هو مدسوس عليه؛ وهذه أيضاً من جملة كذبهم وتدليسهم، وأتحدى أي صوفي أن يذكر عبارة بعينها ويقول إنها مدسوسة أو عقيدة خاصة بعينها ويقول إنها قد دست على الكاتب الفلاني، كيف وهي كتب كاملة، وعقائد مصنفة منمقة، وقصائد مدبجة موزونة… أتحدى أي صوفي أن يقول: هذه القصيدة مدسوسة، أو هذا القول المعين مدسوس. لأنه لو قال ذلك لأصبح التصوف كله مدسوساً مكذوباً).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الشيخ علي الطنطاوي فقد أتى بالخبر اليقين والقول القاطع عندما تعرض في فتاواه للصوفي السابق " محمود الغراب " الذي ادعى أن الطنطاوي لايعرف شيئا عن ابن عربي! فقال الشيخ ردًا عليه:
(أما قوله في الرسالة من أنني لا أعرف شيئًا عن ابن عربي وعن عقيدة وحدة الوجود؛ فأخبره - و لافخر في ذلك - أن الذي جلب كتاب الفتوحات من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه، المحفوظة الآن في قونية، هو جدنا الذي قدم من طنطا إلى دمشق سنة 1250هـ، فإن كان أخطأ في ذلك فأسأل الله المغفرة له، وإنني قابلت مع عمي الشيخ عبدالقادر الطنطاوي نسخة الفتوحات المطبوعة على هذا الأصل المنقول صفحة صفحة). (انظر فتاوى الطنطاوي: ص 79 - 80).
قلت: ولو سلمنا بأن هذه اللفظة أوتلك مدسوسة على ابن عربي؛ فإن كتبه وأشعاره قائمة بمجموعها على عقيدة وحدة الوجود لا يمكن الانفكاك عنها مهما ادعي فيها من الدس عليه؛ لالتصاقها بالكفر - والعياذ بالله -.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فوائد:
1 - ذكر الشيخ السندي في رده السابق على الغراب أن ترجمة ابن عربي في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ربما تكون محرفة من مالك النسخة المخطوطة؛ وهو داود بن جرجيس القبوري الشهير عدو الدعوة السلفية! وذلك لاشتمال الترجمة على تزكية ابن عربي، وعدم التعرض لعقيدته وانحرافاته. فلعل أحد طلبة العلم يستجيب لدعوة الشيخ عندما قال (ص 314): (ولابد من بذل الجهود والوقت للحصول على النسخة الأصلية المقروءة والمسموعة على المؤلف ثم مطابقتها بالمطبوع ومقابلتها حسب العادة المتعبة، ولابد من وجود الجهة العلمية العليا التي تحرص أشد الحرص على متابعة هذا الموضوع الخطير بالدقة والإمعان، وإلا سيلزم اتباع الكفر والباطل دون علم القارئ العادي وما أكثرهم اليوم على وجه الأرض والله أعلم). مع أنني أعتقد - والله أعلم - أن ابن العماد قد اغتر بابن عربي كما اغتر غيره؛ لأنني وجدته يثني على غير ابن عربي من الصوفية؛ كابن الفارض والسهروردي (انظر: 3/ 149،153).
2 - ذكر الشيخ الطنطاوي في فتواه السابقة أن الغراب المردود عليه ربما يكون اسمًا وهميًا؛ لأنه من أعرف الناس بعلماء الشام، ولايوجد فيهم من يسمى بهذا الاسم الغريب.
3 - اطلعتُ على رسالة صغيرة مطبوعة أرسلها هذا الغراب للشيخ ابن باز رحمه الله يشتكي فيها ظلم الشيخ عبدالقادر السندي له!
4 - من أفضل الكتب التي ردت على ابن عربي:
أ - الفتاوى لشيخ الإسلام (المجلد الثاني).
ب- " ابن عربي " لسميح الزين.
ج - " الإلحادية: عقيدة ابن عربي الاتحادية " للأستاذ مصطفى سلامة ز
د - " كتاب ابن عربي الصوفي في ميزان البحث والتحقيق " للشيخ عبدالقادر السندي.
هـ - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين " للفاسي؛ حيث ترجم لابن عربي وذكر فتاوى العلماء فيه. وقد طبعت الترجمة مفردة بتحقيق الشيخ علي الحلبي.
ز - " نعمة الذريعة في نصرة الشريعة " لابراهيم الحلبي؛ وهو رد مفصل على " فصوص الحكم ". وقد طبع بتحقيق الشيخ علي رضا.
ح - " رسائل وفتاوى في ذم ابن عربي الصوفي " جمع وتحقيق الشيخ موسى الدويش.
5 - من المعلوم اهتمام المستشرقين القديم ببعث العقائد المنحرفة عن منهج أهل السنة؛ لكي يصرفوا المسلمين عن مصدر عزهم وقوتهم. وقد وجدتُ أن العلمانيين - قبحهم الله - عندما رأوا انتشار الخير والتمسك بالدين بين المسلمين ساروا على نفس خطى أساتذتهم؛ فبدؤا ببعث تراث الفرق المنحرفة وأعلامها. ومن ذلك: قيام أحد رموزهم في هذا الزمان " نصر حامد أبوزيد " بتأليف كتاب جديد بعنوان: " هكذا تكلم ابن عربي ".
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/41.htm
¥