تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- الثالثة عشرة: تبين لنا من رواء هذه الدراسة أنّ كثرة كاثرة من أبناء أمة الإسلام تنتظر المهدي منذ ألفٍ ومئة عام، وقد كُتب في التعريف بشخصه ومقدمات ظهوره أكثر من سبعمائة وخمسين كتاباً، أُنفق في كتابتها ونشرها الكثير الكثير من وقت الأمة، وجهود علمائها، وأموالها ... وقد يطول انتظارها ألف سنة أخرى حتى يظهر المهدي وقد لا يظهر!

أفيليق بنا أبناء هذه الأمة أن نعتقد عقيدة تضعف همة رجالها وتجعلهم يستكينون تحت مقارع الظلم والعسف والجور آلاف السنين؛ ليأتي المهدي المنتظر فيُسعد بعدله جيلاً واحداً من أجيال هذه الأمة خمس سنين، أو سبع سنين، أو تسع سنين، ثم ماذا؟ ثم يموت، ولا خير في العيش بعده؟!

وإنني أعتقد أن الذي عاش ستين سنة من عمره في الفقر والمرض والحرمان، لن يفرحه كثيراً أن يَغنى خمس سنوات، أو يصح جسمه سبع سنوات، أو تتوفر له حاجياته تسع سنوات ... ثم يعود شقاؤه، وشقاء ذريته من جديد!

- الرابعة عشرة: إن منهجنا النقدي لا يسوغ التصحيح بالشواهد، ولا على الأبواب إلا بشروطٍ خاصةٍ ودقيقة، وإنما نصحّح بالمتابعة الصالحة فقط.

وعلى مذهب القائلين بالتصحيح على الباب , و التصحيح بالشواهد؛ تكون الأحاديث الواردة في المهدي على مذهبنا كلّها ضعيفة بينما تكون على مذهب هؤلاء من قبيل الحديث (الحسن لغيره) ولكنها ليست صحيحة، ولا مشهورة، ولا متواترة كما هي الدعوى.

وقد ذهب المحققون من العلماء إلى أن الحديث (الحسن لغيره) في الشواهد لا يَثبت به حلال ولا حرام، وإنما يعمل به في الاحتياط فعلاً أو تركاً، ويستأنس به في الترغيب والترهيب والرقاق كما نص عليه الحافظ ابن القطان الفاسي، وارتضاه الحافظ ابن حجر في كتابه " النكت " بل نفى أن يوجد عاقلٌ يقول بغير ذلك!

الخامسة عشرة: كل الذي يجوز اعتقاده، ولا أقول: يجب! مما يقرب من مسألة المهدي المنتظر هو: أن هذه الأمة التي اختارها الله تعالى لحمل رسالة الإسلام الخالدة قد بعدت عن دينها كثيراً، نتيجة سياسات الجهل والتجهيل والصراع السياسي والفكري والمذهبي ولكنها سوف تعود إلى دينها عوداً حميداً وسوف تلتزم شرع الله تعالى ...

هذا الالتزام هو الذي سيفرز – بتوفيق الله تعالى وعونه – قائداً عظيماً من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يعيد إلى هذا الدين بشاشته، ويعيد إلى المسلمين كرامتهم فيرضى عنه الله تعالى ويرضى عن هذه الأمة المرحومة ويُفيض عليها من بركات السماء ويُخرج لها من بركات الأرض، ويؤيدها بتسديده ونصره.

وليس هذا مقصوراً على مرحلة زمنية محددة، بل هو مطلقٌ عن الزمان والمكان، وارتباطه إنما هو بالمنهج الإسلامي الصحيح، وبه فحسب!

- الفهرس: لمشاهدة كامل الفهرس اضغط هنا

http://www.thamarat.com/attach/4479.doc

- التقويم: -

مما يُحمد للمؤلف استعراضه في الكتاب للكتب المؤلفه حول الموضوع وتبويبه لهذه الكتب، خاصة كتب الشيعة الإمامية الذين يُعد الإيمان بالمهدي (وهو عندهم محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر) أحد المباني العظام لعقيدتهم وفقههم بل وأصولههم النظرية عامة.

غير أن المشكل في الموضوع هو القواعد النظرية الحديثية التي سار عليها الباحث في تقرير مباحث الموضوع وهو ما عرضناه إجمالا في الملاحظات على الكتاب.

ويظل الكتاب من الكتب المهمة التي تعرضت لقضية المهدي لدى بعض الفرق الإسلامية، بحيث يمكن اعتباره مرجعا للباحثين عن الآراء المختلفة حول الموضوع، لا الباحثين فقط عن تقرير هذه القضية من خلال أدلتها.

- الملاحظات:

أبحاث هذه الدراسة ونتائجها بحاجة إلى مناقشة، ولكن مناقشتها لا تتم إلا بعد مناقشة مسألتين أصوليتين بنى الباحث عليهما دراسته، ولم يُشبع القول فيهما، بل ذكرهما بإيجاز وأحال البحث فيهما إلى كتب أخرى له، والمسألتان هما:

1 - هل يحتج بالحديث الحسن لذاته في مسائل العقيدة؟

2 - هل يمكن أن يتقوى الحديث الضعيف بالشواهد؛ فيصير حسناً لغيره؟

فيرى الباحث أن الحديث الحسن لذاته لا يحتج به في العقيدة، وأن تحسين الحديث الضعيف بالشواهد " منهج غَلِط بعض العلماء بتبنيه، وتتابع من بعدهم عليه تحسيناً للظن بهم، أو عجزاً عن الاجتهاد في هذا العلم الذي قلّ نقاده والعارفون به ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير