وأسال الله له ذهناً ثاقباً وقلماًَ سيال
إنه نعم المولى ونعم المجيب
ـ[حسام الدين قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 08, 09:52 ص]ـ
وآخر تقديماته كتاب الضعفاء للإمام أبي جعفر العقيلي بتحقيق الدكتور مازن السرساوي والذي قمت بتنسيقه العام الماضي ولا أخفيكم سراً عن مدى سعادتي بكتابة أوراق التقديم وهي بخط الشيخ نفسه برغم أنها لم تتعدى ثلاثة أوراق
ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[25 - 10 - 08, 11:03 م]ـ
السلام عليكم
اخوانى الافاضل لى استفسر اولا انا ممن يحبون الشيخ الحوينى جدا جدا
لكنى اريد توضيح لم نجد لاحد من العلماء من الثناء على كتب الشيخ او النصح بها فما السبب
ارجوا الرد
الأخ الفاضل كريم البحيري زادك الله حرصا على ما ينفعك
و جنّبك ما يضرّك و وفّقك إلى كل خير
أجيبك بسرعة لأن الوقت لا يسمح و لذلك فأعتذر إن لم أعطي الأمر حقّه الذي يجب له:
و سأجعل الجواب على قسمين: كلام عام في باب التّزكيّة و متى يكون الرّجل عالما و إماما في الدّين
و كلام خاص أختم به
فالأول -يرحمني الله و إياك- و هو معرفة العالم و توثيقه و أنّه أهل لأن يؤخذ عليه العلم فاعلم أيّها الحبيب أنّ التّزكيّة بالمكتوب أو بالملفوظ أو بالمسجّل (كما في عصرنا) هذه الأشياء ليست وحدها التي يعرف بها العالم من غيره بل إنّ هناك ما هو أعلى منها و هو ما يعرف بـ:
الإستفاضة و الشّهرة بالعلم: و ذلك أن يبلغ علم الرّجل الآفاق و يعرفه جماهير أهل الإسلام علماؤهم و متّبعوهم و مقلّدوهم و أطفالهم و كبارهم , يعرفونه بالعلم و الذّود عن السنّة النّبويّة و نشر منهج السّلف بين الخلق عن طريق الحجج و البراهين الدّامغة و الآثار و السنّن الرّاسخة
و لا يجب في من هذا حاله أن يخلو من الخطأ و الزّلل أو من الوقوع في ما هو ليس من السنّة أو هو ليس من التّقوى , بل لقد صرّح وارث علم السّلف تقي الدين ابن تيمية رحمه الله صرّح بأنّه (ليس من شرط أولياء الله عدم الوقوع في الكبائر) , و أجمع العلماء سابقا و لاحقا أنّه ليس من شرط الإمام ألا يخطئ (سواء ف العقائد أو في الفقه) قالوا: (و لكن من غلب خطأه صوابه و حسناته سيّئاته فهو الفاضل المحسن و العكس صحيح)
و قال ابن القيم في المدارج: (و كيف لا يخطئ من خلق ظلوما جهولا و لكن من عدّت سيّئاته فهو المحسن و من عدّت حسناته فهو المسيء)
فمن انتشر علمه و فضله بين النّاس و تلقّت الأمّة علمه بالقبول و جعل الله له في نفوسها منزلة و وقعا فهذا هو العالم و لا يقبل فيه قول قائل كائنا من كان:قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم:
إنّ من صحّت عدالتُهُ، وثبتت في العلم أمانتُهُ، وبانت ثقتُهُ وعنايته بالعلم لم يُلتفتْ إلى قول أحدٍ إلاّ أن يأتي في جرحه بِبَيِّنَةٍ عادلةٍ يصحُّ بها جرحه على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدات والمعاينة
و قال تاج الدّين السّبكي
من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصُّب مذهبيٍّ أو غيرِه لم يلتفت إلى جرحه
و قال الشّافعي:
ليس من شرط العدل أن لا يقع في المعصيّة لأنتفاء العصمة فإذا غلبت الطّاعة فهو المعدل (العالم) و إذا غلبت المعصيّة فهو المجرّح (المتروك)
و قد سقت هذه الأقوال التي يحتج بها أئمّتنا لمزيد توضيح
و على ذلك: فإنّ الاستفاضة و الشّهرة بالعلم و انتشار فضل الرّجل و علمه في الآفاق مع إقرار جمهور علماء المسلمين لذلك الانتشار و تلك الكتب (سواء بالتّصريح أو بلسان الحال) هذا يعتبر عند أهل الفنّ أقوى من التّزكيّة اللّفظية التي تصدر من بشر معرّض للخطأ و قد يتبعه على ذلك مقلّدون فيصبحون أربعة أو خمسة و هم في الحقيقة تبع لزلّة الأوّل , و الشيء نفسه أو أشدّ يقال في من قلّد في الجرح و الله المستعان.
و أمّا القسم الثّاني من الكلام الخاص أيّها الحبيب:
و هو بخصوص الشّيخ أبي إسحاق فاعلم بارك الله فيك أنّ الشّيخ الألباني أثنى عليه قبل أن يلقاه و كلامه مسجّل و ذلك حين سئل عن أفضل ما خدمت به سنن النّسائي رحمه الله فقال:
المتقدّمين ما خدموها كما خدم الصّحيحين و غيرهما و كذلك المعاصرين , ثمّ قال: لكن يوجد كتاب اطّلعت عليه لأحد الشّباب المشتغلين بالحديث في مصر فهذا له طريقة جيّدة جدّا و خدمة جيّدة لذلك الكتاب أرجو أن تفي بالغرض (أو كما قال)
ثمّ سمّاه و قال اسمه حجازي .. فقال له أحد الحاضرين إنّه حجازي محمد شريف
قال الشّيخ هو ذا
فلا أدري هل هذا هو " الكتيّب" الذي ذُكر في كلامكم أو غيره
ثمّ جاءت مجالسه مع الشّيخ و هي تنبئ عن عدقيق و تحقيق ما شاركه فيه من أهل عصره إلا قليل
و قد أثنى عليه الشّيخ رحمه الله و أكرمه و اعتنى به مدّة الرّحلة
و أثنى عليه خلالها و بعدها و هذا كلّه محفوظ
و معروف أنّ الشّيخ أبو إسحاق لم يكن كثير الرّحلة إلى المملكة أو غيرها في أيّامه الأولى و لا هو (إلى الآن) من محبّي الظّهور و البروز و لذلك فطبيعي ألا يتعرّف على كثيرين من علمائنا ممّن لو رأوه لفرحوا به و لأثنوا عليه خيرا كما أثنى عليه الشّيخ الألباني و هذا لا شكّ فيه إذ أنّ المشرب واحد و المنهج واحد و المشكاة واحدة و عليه فليس غريبا و لا يجب أن يستغرب عدم وجود تزكيّة له من أئمّة آخرين غير من لقيه و هو الشيخ الألباني
ثمّ: ها هم تلاميذ الألباني يؤكّدون ذلك اليوم و هاهو الشّيخ مشهور حسن يسأل عنه فيقول:
أُشهد الله أنّ أبا إسحاق من علماء الحديث و من أهل الحديث الرّاسخين فيه , و لم أر شيخنا الألباني فرحا بقدوم أحد كفرحه بالشّيخ أبي إسحاق , و مجالسه مع الشّيخ محفوظة و هي تنبئ عن علم غزير بل عن تدقيق قلّ أن يوصل إليه
قال: و الذي يلمز في أبي إسحاق عليه أن يأتي بالبرهان و الدّليل ... و الله أعلم هذا كيف يلقى الله
إلى آخر ماقاله , و كذلك الشيخ الحلبي و غيره
و لك أن تنظر في ما نقلته لك في القسم الأوّل من كلامي و هذا الذي ختمت به و لك أن تنظر في ما بين يديك و أسأل الله تعالى أن يحفظ شيخنا و أن يحفظ به السنّة و يقمع به البدعة و أن يهدي كل ضال و أن يشفي كلّ أحمق و أن يتوب على كلّ نمّام و عاص
و الله المستعان
¥