وفعل المحقِّق هذا، لأن منهج التحقيق يقتضي التعريف بالأعلام الواردين في الكتاب في أول موضع يردون فيه. ومثله ما فعله محقق «المشُوف المعلم» لأبي البقاء العُكبَري حيث عرَّف بالمؤلف، وتكلم عن نسبته «العُكْبَرَي» في مقدمة التحقيق، وأعاد التعريف بهذه النسبة في أول الكتاب، لأن هذا أول موضع تمر فيه هذه الكلمة.
ومن جهة أخرى فهناك بعض الألقاب العلمية مشتركة، ولكن ورودها في بعض الأماكن يُخصصها بشخصية علمية معينة؛ ومن ذلك ورود لقب «شيخ الإسلام» في كتب هؤلاء الأئمة: «ابن القيم» و «ابن كثير»، و «الذهبي»، و «ابن رجب» رحمهم الله.
إنه ينصرف بدون أدنى تأمل أو شك إلى: أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله.
ومع ذلك وجدت بعض المحققين لكتب هؤلاء الأئمة، إذا ورد لفظ «شيخ الإسلام»، يعرفونه في الهامش، وأنه «ابن تيمية»، وفي أكثر من موضع من الكتاب الواحد. وهذا حشو لا فائدة منه، وتكلفٌ في تتبع الأعلام، والتعريف بهم ... )). اهـ كلامه المراد
قال أبو عبد الرحمن الشوكي: لقد شرعت الآن في قراءة هذا المقال (المزلق الثالث عشر) ولم أتمه - وسأفعل إن شاء الله تعالى، بل وسأعود لقراءة ما تقدم من حلقات لأستفيد .. -،
ولقد وقفت عند هذا المقطع السابق ذكره (باللون الأزرق)، والشاهد أن هذا (المزلق) لا يعد مزلقا، والأمر يرجع للمنهج الذي يتبناه المحقق، ويقال عندئذ: (لا مشاحة في الاصطلاح)،
وقد سبق في كلام الأخ الفاضل أن هذه القواعد لا تنضبط وترجع لاختلاف المناهج ...
وعليه؛ فلا ينبغي أن يوصف هذا الصنيع (بالمزلق)، وإن كانت المبالغة في ذلك مما يلفت النظر لاسيما عندما يترجم للأعلام المشاهير ...
كما أن معرفة ألقاب بعض أهل العلم عند طائفة أو جماعة أو مذهب؛ لا يدفع ضرورة التعريف بهم؛ لأن (معرفة هؤلاء الأعلام المشاهير) لا تنسحب بالضرورة على الجميع ومنهم من سيلجأ إلى هذا الكتاب، سواء كان مقتنيا أو مراجعا، أو جديد عهد بالكتاب أو غير ذلك ... ، عدا بعض المتخصصين المنتبهين لهذه الأمور -.
بل هذه (الترجمة والتعريف بالملقبين وغيرهم) هي بمثابة الموقظة .. مما يضمن للجميع عدم الوهم واللبس بهذه الألقاب .. لاسيما عندما نجد أكثر أهل العلم يلقبون بعدة ألقاب .. كـ (شيخ الإسلام)، فهو أيضا (تقي الدين)، وهو (أبو العباس) وأحمد بن عبد السلام الحراني .. وربما ذكر مهملا كان يقال (هذا اختيار الشيخ .. ).
ولقد رأيت ممن يجهل بعض هذه الألقاب والاسماء والأنساب و ..
كما أن بعض الأعلام ربما يذكرون بغير المشهور، كقول بعضهم: (قال النعمان) أو (النعماني) أو (بعض الناس) أو (الكوفي)، وهو الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى والجميع.
بل تجد اللقب الواحد؛ لُقب به جمع من العلماء على تغاير مذاهبهم .. ، وأصبح هذا اللقب مألوفا معروفا عند أهل مذهبه ..
(فحينئذ؛ لا إنكار. ولا مزالق، ولا حشو، بل هو فائدة راجحة) .. والله أعلم.