تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما "النفخ" المذموم هو ما كان التعليق فيه أجنبياً عن الكتاب واحتياجاته، أو كان مما هو حشو قليل الفائدة أو عديمها، كأن يكون الحديث في الصحيحين فيتكلف الباحث في بيان طرقه وتخريجها بالصفحات الكثيرة مع عدم الحاجة إلى ذلك.

أو كمن يمر معه كتاب كالغيلانيات فيأخذ في شرح حالها ومخطوطاتها وكلام العلماء عليها بصفحات مع أن هذا التعليق أجنبي عن الكتاب المحقَّق أو المؤلَّف، مخالف لمقصوده.

ونحو ذلك من التعليقات التي هي أجنبية عن الكتاب.

### ولقد حصل اختلاط عند بعض طلبة العلم فذموا النفخ المحمود –إن صح التعبير- وحذروا الناس منه بشبهات وترهات كان يجب التنَزه عنها.

فخلطوا بين النفخ المحمود والنفخ المذموم، وجمعوا بين المختلفات، وفرقوا بين المجتمعات المؤتلفات.

# فتراهم لا ينتقدون تحقيقات الشيخ أحمد شاكر، والشيخ محمد رشاد سالم، وعبد الفتاح أبي غدة، والرسائل الجامعية كتحقيق المطالب العالية للحافظ ابن حجر ونحو ذلك مع ما فيها من نفخ واضح جلي.

فهذا سنن الترمذي طبع منه مجلدان بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، ومجلد بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي والأخيران بتحقيق غيرهما.

فالشيخ أحمد شاكر خرج في المجلدين 616 حديثاً، ومجلد محمد فؤاد خرج فيه 769 حديثاً فخرج في مجلد ما خرجه الشيخ أحمد شاكر في مجلدين.

أما الرابع فعدد أحاديثه (1221) حديثاً، والخامس (1350) حديثاً.

فلاحظ الفرق بين الثلاثة نجد النفخ في عمل الشيخ أحمد شاكر.

ومع ذلك ما رأينا من ذمه من أهل العلم لأنه "نفخ" مفيد محمود إلا في بعض المواطن.

وكذلك تحقيق الشيخ محمد رشاد سالم لمنهاج السنة أو درء تعارض العقل والنقل.

فقد طبع الكتابان كلاهما في مجلدين كبيرين طبعة قديمة سقيمة.

ثم طبع الكتابان بتحقيق الشيخ محمد رشاد سالم بما مجموعه واحد وعشرون مجلداً؛ تسعة مجلدات لمنهاج السنة، واثنا عشر مجلداً –مجلد فهارس- لدرء تعارض العقل والنقل.

وما رأيت من ذم تحقيقه و"نفخه" لأنه "نفخ" محمود.

ومن الكتب التي طبعت حديثاً واتهمها بعض الناس بالنفخ كتاب إعلام الموقعين لشيخ الإسلام ابن القيم بتحقيق مشهور حسن سلمان في سبعة مجلدات وهو تحقيق جيد وتفصيل الكتاب: مجلد مقدمة حول الكتاب ومنهج ابن القيم فيه وفي فقهه -رحمه الله-، ومجلد فهارس علمية، وخمس مجلدات للكتاب.

وإذا نظرنا في طبعات الكتاب السابقة نجدها سيئة للغاية ومنها طبعة الوكيل ومحي الدين عبد الحميد وتقع في أربعة مجلدات مع ما فيها من الأخطاء والسقط وعدم إعطاء الكتاب حقه من التوضيح مما هو أهل له.

فبدل أن يشكر الشيخ مشهور على فعله وجدنا من يطعن في تحقيقه، ويمني الطلبة ويعدهم بما ليس موجوداً ولا حاضراً بل في علم الغيب ولعله لا يخرج! أو يكون أقل فائدة وعلماً من تحقيق الشيخ مشهور.

ومع ذلك اتهم الشيخ مشهور بنفخ كتاب إعلام الموقعين!!

مع أنه خدمه وقدم له بما يحتاجه وليس أجنبياً عنه.

فهؤلاء المنتقدون لم نرهم يطعنون في الرسائل العلمية التي تقدم بمقدمة ضافية عن الكتاب المزمع تحقيقه مما يبين فوائدة وطريقة مؤلفه.

والعجيب أنه لما طبع لسان الميزان في أحد عشر مجلداً بتحقيق المرعشلي [مقدمته في مجلد، وفهارسه في مجلد] لم نجد من ينتقده للظن بأن طبعته استدركت ما فات ولكن لم يطل الفرح بعد نزول طبعة أبي غدة الكوثري!!

ومن النفخ المستساغ عند كثير من منتقدي الشيخ مشهور ما تفعله مؤسسة الرسالة بكتب التراث كتخريجهم لصحيح ابن حبان ومسند الإمام أحمد وغير ذلك لا نكاد نسمع لهم صوتاً لانتقاد هذا النفخ مع ما تشتمله تحقيقاتهم على بدع وتأويل وتعطيل.

أما إذا كان التحقيق لمشايخ الأردن هب المنتقدون ولو بغير حق –كما هو الواقع هنا- للطعن فيهم وذم طريقتهم مما يجعل المتأمل يقول: إن وراء الأكمة ما وراءها.

ويقطع بأن هذا كيد حاسد، أو حقد حاقد والله من ورائهم محيط.

فأنبه إخواني طلبة العلم أن نفهم الأمر على حقيقته ووجهه، وأن يكون الإنصاف هو منهجنا ومسلكنا، وأن نقبل الحق ولو مع من خالفنا، وأن لا نخلط بين الحق والباطل لأسباب غير شرعية.

هذا ما عندي في هذا الموضوع باختصار كتبته من رأس القلم على عجالة أسأل فيها من الله السداد والتوفيق والهدى والرشاد.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[25 - 12 - 02, 11:20 ص]ـ

أخي الكريم ينبغي ان نحسن الظن فليست المسألة مشايخ الاردن أو مصر اوغيره .... الدين واحد.

لكني اود منكم توضيح اذا تكرمت لقولكم ((: محمد محي الدين عبد الحميد، العلامة المعلمي، حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، عزت عبيد الدعاس، محمود زايد، محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، والشيخ أحمد شاكر، والشيخ محمد رشاد سالم وغيرهم.

وعند تفحص طبعات معظم من سبق ذكره نجد أن طبعاتهم سقيمة وضعيفة التحقيق وقد حوت من السقط والتحريف ما حوت مما اضطر أهل العلم وطلابه إلى معاودة تحقيق تلك الكتب والتنافس في ذلك)).

فهل الضمير في قولك طبعاتهم سقيمة يعود الى جملة المذكورين من الاعلام؟؟!!

اود منكم التوضيح اخي اذا تكرمتم؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير