تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سَوْءَةٌ في التَّحْقِيْق

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[25 - 02 - 03, 03:53 ص]ـ

سَوْءَةٌ في التَّحْقِيقِ

إظهارُ مكنون الكتب إلى عالم المطبوعات عملٌ مبارك، و غايةٌ محمودة، و الفاعل لها على ثَغْرَةٍ كبيرة في دين الله، و على بابَةٍ عُظْمى في ساحة العلم.

إلا أن التحقيق انتقل من شرفِ العمل، و كريم الصنعة إلى آفة التَّكَسُّب، و قبيح التصرُّف، و هذا ما تراه في أغلب من يعمل بتحقيق الكتب، و إظهارِ نوادر المخطوطات.

و أتعرَّضُ لِسَوْءَةٍ قام بها بَعْضٌ ممن يعمل بالتحقيق (المهترئ)، و هي: التصرُّف في أصل الكتاب بما لا يتوافَقُ مع منهج المحقق.

و لا ريبَ أن بعض المؤلفين يقعون في هنات و أخطاء لا يُوافَقُون عليها، و ليس العلاجُ لها و التصويبُ في التصرف في أصل الكتاب.

فإنه _ أي: التصرف في أصل الكتاب _ خلل كبير في الأمانة العلمية، و هدم للثقة بالمحقق، و الأنكى من ذلك العبث في ملك الأخرين، فإن المؤلف يَعْرِفُ ما يكتُبُ، و المحقق حينما يصلح الخطأَ في الأصل لا في الحاشية أو خاتمة الكتاب فإنه يكونُ متلاعباً في الكتاب، متصرفاً في حقِّ الغير.

و السبيل الأصوب أن يكون التصويب في حاشية الكتاب كما هو عملُ كثيرين من المشتغلين بالتحقيق.

و النهج الأسلم أن يكون التصويبُ علمياً مُحْكَمَاً لا أن يكون تعليقاً خالياً من نقْلٍ أو عزوٍ، و إن كان من أصحابِ مذهب المؤلف فَحَسَنٌ.

أقولُ هذا لأنني رأيتُ أحدهم قام بتحقيق (ذيل ابن عبد الهادي على طبقات ابن رجب) فخرَّق الكتاب و غيَّرَ و بدَّلَ، و السبب أن ما ذكره المؤلف لا يتوافق مع منهجه و ما يذهب إليه، فجاء الكتاب خالياً من الأمانة، عديماً من التحقيق العلمي.

فسئمت منه لما قرأته، و عافته نفسي حتى ظفرتُ بنسخة أخرى بتحقيق د. عبد الرحمن العُثَيمين _ وفقه الله _ فجاء في حلةٍ قَشِيبةٍ.

وذاك المحقق كَشَفَ عن منهجه في التحقيق مُضَمَّنَاً في تبيانه لمنهج المؤلف، و فيه من الإخلال بأمانة العلم ما فيه.

منها:

أولاً: حذفُ بَعْضِ كلام المؤلف مما لا يتوافَقُ معَ منهج المحقق _ أو المراجِع كما هو مزبورٌ على النسخة _، فيقول (المُراجع) _ عن المؤلف _: 3_ يعنى كغيره من أصحاب التواريخ و الطبقات بالألقاب المُحْدَثة (شرف الدين و تقي الدين ... ) بل يتعداها إلى (قاضي القضاة) بل إلى (أقضى القضاة /85) و قد غيرتها _ إذ هي لا تجوز _ إلى (القاضي) أ، هـ.

و لكَ أن تنظرَ إلى كلامه هذا و مدى لصوقه بأمانة العلم، و الله المستعان.

ثانياً: التعقُّبُ على المؤلِّفِ أو المُتَرْجَمِيْن في بعض المسائل المقررة عندهم في المذهب بأنها من الأمور التي لا تدخل في دائرة التحريم.

و هي لا تتمشى مع منهج (المراجع).

و هاتان سَوْءَتانِ كبيرتان في تحقيق الرجل، و له أخواتٌ غيرها في بعض تحقيقاته، و ياليته يعتني بضبط النصِّ دون التعليق (الشخصي!!).

و أشباهه كُثُرٌ في هذا الزمان _ لا كثرهم الله _.

ـ[مسدد2]ــــــــ[25 - 02 - 03, 04:16 ص]ـ

لا ادري من عنيتَ، ولا صاحبَ التحقيق .. لكن ما ذكرتم وصف دقيق صحيح للحالة العامّة .. نسأل الله السلامة.

لكن لما رخص العلم و طلبته، فلا عجب ان ترخص الكتب كذلك!

ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[25 - 02 - 03, 07:42 م]ـ

الاخ ابو المعالي سلمه الله

المحقق الذي ذكرت له منهج عجيب في تخريق -ولا اقول تحقيق - الكتب , يعبث بها عبثا لاتكاد تجده عند غيره , فهو يغير اسم الكتاب , ويبدل كلام المؤلف اذا لم يعجبه , بل ويتعدى طوره فيسب ويشتم , قال عن مؤلف كتاب قام هو بتخريقه: يا حمار.

قال ابو الوفا: اذا كان المؤلف حمارا , فلم اتعبت نفسك - ايها الانسان - وطبعته واخرجته للناس , وهم عن كتب الحمير في غنية والحمد لله.

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 05:53 ص]ـ

الأخ الفاضل: مسدد 2

أعني بكلامي رجلاً غريب الأطوار، تصرفاته تحتاج _ وهذا ما أتيقنه _ إلى نظر في عقل الرجل أحيانا، اشتهر عنه إحراق كتب الأئمة اشتهاراً عجيباً.

نعم؛ أؤيدك في رخص العلم في هذا الزمان، و الله المستعان.

****************************

الأخ: أبو الوفاء العبدلي.

ما ذكرته عنه ليس غريباً، وهو قليل في المعروف عنه.

رأيت عنايته بكتب (حفظ العلم) فخذ من التصرفات المشينة، و التعاليق القبيحة، و إهمالها خير من عنايته بها.

و مثل ذلك انتقاؤه من الصيد لابن الجوزي.

وقد رد عليه الشيخ محمد إسماعيل المقدم في كتابه: الإعلام بحرمة أهل العلم و الإسلام، و بالأخص في الفصل _ أو الباب _ الثالث _.

ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[28 - 12 - 04, 06:38 م]ـ

الأخوة الأفاضل: جزاكم الله خيرًا.

وقد كان الشيخ محي الدين عبد الحميد رحمه الله يذكر أننا لن نؤلف عند التحقيق كتابًا جديدًا.

فالصواب المحافظة على الأصول كما هي، وعدم التصرف فيها، مهما كان الأمر.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير