الخامس: عدم نشره وتعليمه، فمن خزن علمه ولم ينشره، ابتلاه الله بنسيانه جزاء وفاقاً.
السادس: عدم العمل به، فإن العمل به، يوجب تذكره، وتدبره، ومراعاته، والنظر فيه، فإذا أهمل العمل به نسيه.
قال بعض السلف: كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به.
وقال بعضهم: العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل، فما استُدر العلم، واستُجلب بمثل العمل به (1).
" التدرج "
· ـ تعريف التدرج في اللغة.
· تعريف التدرج في الاصطلاح.
· التدرج في التكوين.
· التدرج في التشريع الإسلامي ـ في الأوامر والنواهي.
أ ـ التدرج في الأوامر الشرعية:
1 ـ التدرج في الدعوة.
2 ـ التدرج في الأمر بالجهاد.
3 ـ التدرج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4 ـ التدرج في طلب العلم.
5 ـ التدرج في الطهارة.
6 ـ التدرج في الصلاة.
7 ـ التدرج في الصيام.
8 ـ التدرج في قراءة القرآن.
9 ـ التدرج في آدب المرأة الناشز.
· ب ـ التدرج في النواهي الشرعية:
1 ـ التدرج في تحريم الخمر.
· أقسام التدرج:
· فوائد التدرج.
· شيء من كلام أهل العلم في التدرج.
" التدرج "
تعريف التدرج في اللغة:
قال الجوهري في الصحاح:" درج الرجل يَدْرُجُ دُرُوجَاً أي مشى ودَرَّجَه إلى كذا واسْتَدْرَجَه، بمعنى: أي أدناه منه على التدريج، فتَدَرَّجَ هو " (1)
وقال في المصباح المنير:" واستدرجته أخذته قلييلاً قليلاً " (2).
وقال في تاج العروس:" درج الرجل، والضب،يدرج دروجاً أي مشى .. والدرجة بالضم، والدرجة بالتحريك، المرقاة التي يتوصل بها إلى سطح البيت " (3)
التدرج في الاصطلاح:
التدرج فيالاصطلاح هو:" الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى متقدمة، للبلوغ إلى الغاية المنشودة " (4)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (الحج ـ 5).
وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} (المؤمنون 12 ـ 16).
وعن يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤنون رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك، ومايضرك! قال: ياأم المؤمنين، أريني مصحفك. قالت: لمَ؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرآ غير مؤلف، قالت: ومايضرك أّه قرأت، قبل، إنما نزل أول مانزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء:" لا تشربوا الخمر " لقالوا: لاندع الخمر أبداً، ولو نزل " لا تزنوا" لقالوا: لا ندع الزنا أبداً، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب " بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر " ومانزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال: فأخرجت له المصحف، فأملت علين آي السور (1).
التدرج في التشريع الإسلامي:
لم تأت الأوامر والنواهي في الشرع المطهر مرة واحد،وإنما شرعت شيئاً فشيئاً، فقد بقي صلى الله عليه وسلم في مكة عشر سنين، يدعو إلى التوحيد وترك عبادة غير الله سبحانه.
ثم عُرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وفرضت عليه الصلوات والخمس , فصلى بمكة ثلاث سنين.
¥